شخصيات قتلت من قبل مجهولين
شخصيات قتلت من قبل مجهولين

شهد عام 2018 عمليات اغتيال عدة، في بغداد ومعظم محافظات البلاد الأخرى.

استهدفت ناشطين مدنيين وشخصيات إعلامية وأخرى ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي.

مطلع عام 2019، تحديدا في اليوم العاشر من شهره الأول، طالت رصاصات مسلحين مجهولين سامر المالكي مساعد المصور في قناة الحرة عراق بمكتب بغداد، وحيدر المياحي صاحب مطعم ليمونة المشهور في مدينة الصدر شرقي العاصمة، فضلا عن رجل أمن وجثتين مجهولتين في بغداد أيضا.

تلك الحوادث نسبتها وزارة الداخلية المسؤولة عن ملف الأمن في العراق إلى مسلحين مجهولين، وأعلنت فتح تحقيق في تلك الحوادث ووعدت بالكشف عن المتورطين بتنفيذها.

لكن فتح التحقيق ليس الأول للوزارة التي "لطالما حققت ولم تعلن عن أي متورط إلا في حالات نادرة"، بحسب مراقبين.

​​

​​

توقعات: لا نتائج

يتوقع الخبير الأمني أحمد الأبيض نتائج التحقيق مسبقا بقوله "إذا كان القاتل تابعا لأحد الأحزاب أو القوى السياسية الفاعلة في العراق، فلن تكون هناك نتائج معلنة".

ويوضح في حديث لموقع (ارفع صوتك) "للأسف لا وزارة الداخلية ولا القضاء العراقي سيستطيع محاسبة المجرمين الحقيقيين".

والسبب وفقا للأبيض هو "حماية جهات سياسية للقاتل".

يؤيد مدير مرصد الحريات الصحفية هادي جلو مرعي ما جاء على لسان الأبيض، ويقول لموقع (ارفع صوتك) إن "السبب ليس عجز وزارة الداخلية، نحن في بعض الأحيان نعرف من الجاني، لكن لا توجد القدرة على الإعلان عنه".

ويستذكر جلو مرعي أكثر من 500 شخص بين ناشط وصحفي وشخصية عامة "قتلوا خلال الأعوام الماضية، لم يكشف إلا عن حالات قليلة جدا".

ويتابع "العراق لا يزال في وضع غير مستقر، هناك قوى متعددة سياسية ودينية ومسلحة، وهنالك معرفة بالجناة يقابلها عجز في مواجهتهم".

​​

​​

دولتين في العراق

يحكم في العراق حكومة رسمية دستورية ناتجة عن انتخابات تشريعية، وأخرى مسلحة تحت حماية الأحزاب المشاركة في الحكومة الأولى، وبغطاء شبه قانوني يمنحها صفة الوجود الرسمي، بحسب ما يرى المتحدثان.

ورغم التقاء الدولتين في قياداتها لكن الخلاف واضح بين تصرفات الجهتين.

كما أن قدرة التحرك وتنفيذ العمليات المسلحة أقوى لدى "دولة الظل"، كما شاع تسميتها لدى المتحدثين.

يقول جلو "الدولة العراقية لا تزال ناشئة ومؤسساتها التنفيذية والتشريعية ليست قادرة على أن تكون هي السلطة الأولى في الدولة العراقية، بالتالي هناك سلطات متعددة في العراق".

​​

​​

مشهد عام 2008

ويتوقع المتحدثان أن "تزداد الاغتيالات في الفترة المقبلة إذا أصبحت تلك القوى هي الحاكمة".

يعلق الأبيض "سوف تنشط هذه الجرائم كما نشطت في 2008، أيضا انتشرت الجريمة المنظمة والقتل والتسليب وكانت تمارسها جهات سياسية معروفة لها أذرع مسلحة في البلد، منفلتة عن القانون".

ولعبت "صولة الفرسان التي نفذتها الأجهزة الأمنية في عدد من محافظات العراق بدعم وغطاء أميركي دورا في معالجة هذه القضية"، بحسب ما يرى الخبير الأمني الأبيض، مختتما "اليوم أصبح واقعا، تحاول الداخلية فرض القانون لكنها لا تستطيع".

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.