تتهم الحكومة الأميركية "النجباء" بأنها"ممولة" و"مدربة" من الحرس الثوري، بإشراف من حزب الله.
تتهم الحكومة الأميركية "النجباء" بأنها"ممولة" و"مدربة" من الحرس الثوري، بإشراف من حزب الله.

أعلنت الخارجية الأميركية إدراج ميليشيا "حركة النجباء" العراقية وقائدها أكرم الكعبي في قائمة الإرهاب.

وقالت الوزارة إن القرار يهدف لمنع الموارد التي تستخدمها "النجباء" وقائدها في "التخطيط للهجمات الإرهابية وتنفيذها".​

​​يأتي قرار الخارجية الأميركية تتويجا لمساعي الكونغريس الذي أعلن منذ تشرين الأول/نوفمبر 2017 سعيه لإضافة حركة "النجباء" على قوائم الإرهاب الأميركية.

ويعني القرار تجميد جميع ممتلكات ومصالح الحركة وقائدها، الخاضعة للولاية الأميركية وحظر انخراط الأميركيين في أي تعامل معها.

والحركة تحصل على تمويل من الحكومة العراقية، لكنها لا تسيطر عليها.

واتهم الكونغريس حينها حركة "النجباء"، التي تنشط في سوريا بشكل فعال، بأنها"ممولة" و"مدربة" من قبل الحرس الثوري الإيراني، بإشراف من تنظيم حزب الله اللبناني.

الحركة تحصل على تمويل من الحكومة العراقية لكنها لا تسيطر عليها​​

وتجند "النجباء" مسلحيها في سورية للقتال دعما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وشاركت في حصار مدينة حلب شمال غرب سورية عام 2016.

وفي حينها، قال الباحث العراقي المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة هشام الهاشمي  إن حركة النجباء "من أكبر الحركات العراقية داخل العمق السوري"، موضحا بأن عدد مسلحيها يتجاوز 8000 شخص.

يقود الحركة رجل الدين الشيعي أكرم الكعبي الذي صنفته وزارة الخزينة الأميركية كشخص "يشكل تهديداً لسلام وأمن العراق".

وبحسب الحكومة الأميركية، شارك الكعبي في هجمات استهدفت المنطقة الخضراء في بغداد عام 2008.

ويؤكد الأميركيون أن زعيم الحركة وقادتها "يعلنون اتباعهم لأوامر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، كما أعلنوا في آذار/مارس تأييدهم لحزب الله".

وفي تشرين الأول/نوفمبر 2017، أجرى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني زيارة تفقدية لمراكز حركة "النجباء" في مدينة البوكمال في محافظة دير الزور السورية.

وفي حديثه لموقع (ارفع صوتك)، قال هشام الهاشمي حينها إن حركة "النجباء" ظهرت نهاية عام 2012 بعد أن تفرعت عن تنظيم "عصائب أهل الحق" في العراق.

وقبل أشهر فقط، فرض الكونغريس الأميركي عقوبات على "عصائب أهل الحق" التي يقودها رجل الدين قيس الخزعلي.

وشملت العقوبات أيضا حركة "النجباء".

وفي العراق، تعتبر حركة النجباء ضمن فصائل "الحشد الشعبي العراقي".

وحسب وصف الهاشمي، فإن "النجباء" تعتبر جماعة "نخبوية"، يقاتل أفرادها بطريقة القوات الخاصة، بعد أن يتم تدريبهم في إيران ولبنان.

"وبالتالي تعتبر شبيهة بحزب الله اللبناني كقوات عراقية شيعية"، يقول المتخصص في الجماعات الدينية.

والاسم الكامل للحركة هو "حركة حزب الله النجباء".

ويوضح الهاشمي وجود تقسيم إداري ثنائي في "النجباء" في كل من سورية والعراق. فـ"ارتباط أفرادها في سورية موجه نحو إيران، وفي العراق لهيئة الحشد الشعبي".

"النجباء" الفصيل الشيعي الأكبر على الأراضي السورية​

ويشدد المحلل العراقي أن الحركة تحاول بكل الطرق التشبث بالحرس الثوري الإيراني، الذي يوجهها بشكل مشترك مع حزب الله.

ويلفت الهاشمي إلى أن حركة النجباء لا تحظى برضا روسيا على عكس أغلب الفصائل الداعمة لنظام الأسد، بسبب ارتباطها الشديد بإيران.

وتمثل "النجباء"، حسب الهاشمي، الفصيل الشيعي الأكبر على الأراضي السورية، بالتوازي مع فصيل "فاطميون" الذي يضم أفغاناً وهنوداً وأذربيجانيين شيعة، يقاتلون إلى جانب نظام بشار الأسد.

 

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.