في كتاب من مجلس محافظة بغداد إلى وزارة الداخلية بلغت حالات الانتحار نحو 3000 حالة بين 2015 و2017
في كتاب من مجلس محافظة بغداد إلى وزارة الداخلية بلغت حالات الانتحار نحو 3000 حالة بين 2015 و2017

قوبل قرار مجلس محافظة بغداد ببناء سياج على جسور العاصمة بارتفاع مترين للحد من حالات الانتحار بالسخرية من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبحسب ما ورد في كتاب من مجلس محافظة بغداد إلى وزارة الداخلية بلغت حالات الانتحار نحو 3000 حالة بين سنتي 2015 و2017 بينما كانت نحو 1500 بين 2003 و2013.

وعلى منشورات فيسبوك سخر مواطنون من جدوى هذا الإجراء:

​​ورأى آخرون أنه غطاء آخر لعملية فساد: 

​​وطالب مغرد على تويتر الحكومة العراقية بإيجاد خطة لزيادة فرص عمل للشباب بدل التخطيط لبناء سياج على جسور العاصمة.

​​من جهته، انتقد مركز "حياة" لمكافحة حالات الانتحار، الذي أسسه مجموعة من النشطاء العراقيين الشهر الماضي، بناء سياج على الجسور في بيان.

وقال المركز إن الإجراء "ترقيعي لن يتمكن من كبح جماح تلك الحالات التي تعاني من الكبت والمشكلات النفسية والاجتماعية"، ورأى فيه "تخريبا لمعالم بغداد الترفيهية".

 

وفي بغداد، أنشئت جسور عدة تربط بين مختلف أطراف المدينة، منها ما بني في أربعينيات القرن الماضي.

ماذا قالت الدراسات؟

تفيد دراسة صادرة عن المكتبة الوطنية الأميركية للطب ومعهد الصحة الوطني في آذار/مارس 2018 أن معدلات الانتحار في العراق لكل مئة ألف شخص خلال 2015 قدرت بـ1.09 وفي 2016 بـ1.31 وهي أقل من معدلات الانتحار في دول أخرى.

شملت الدراسة 647 حالة، من 13 محافظة عراقية. وجمعت البيانات بمساعدة مراكز الشرطة في تلك المحافظات واستندت على أحكام القضاء في قضايا الانتحار.

ولا يوجد في العراق نظام رقابة وطني متخصص بمتابعة حوادث الانتحار، ما يجعل الكثير عن الظاهرة وأسبابها غير معروف. إلى جانب ذلك، تمنع أسباب اجتماعية أهل المنتحر من إعلان الأمر خوفاً من الفضيحة، فتسجل الحادثة على أنها حرق مثلا.

والانتحار أكثر شيوعاً بين فئة الشباب (أقل من 30 عاماً) من الذكور والإناث على حد سواء بسبب عوامل ثقافية واجتماعية، حسب الدراسة. وينفذ بوسائل مختلفة. أكثرها شيوعاً الشنق، والسلاح، والحرق. 

أما الدراسة الوطنية الرسمية التي أجريت من قبل مفوضية حقوق الإنسان بهذا الصدد في 2014، فتقول إن حالات الانتحار التي رصدت بين فترة 2003 و2013 آخذة بالازدياد، وأن أكثر حالات الانتحار تمت في محافظة واسط.

 

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.