تبدأ السلطات العراقية تحديد هويات رفاث 141 شخصا تم استخراجها من مقابر جماعية للأيزيديين في إقليم سنجار شمال العراق.
وحسب تصريحات لرئيس دائرة الطب الشرعي في بغداد زيد اليوسف، أدلى بها لوكالة الصحافة الفرنسية، "سيتم أولا فحص البقايا ثم أخذ عينات من الحمض النووي لمقارنتها بعينات تم جمعها من العائلات".
وتمثل هذه الجهود جزءا من تحقيق تقوده الحكومة العراقية وفريق خاص تابع للأمم المتحدة لجمع الأدلة على الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش.
وبدأت الأمم المتحدة تحقيقها المشترك العام الماضي. وفي آذار/مارس 2019، جرى فتح أولى المقابر الجماعية قرب قرية كوجو في سنجار.
وتم حينها استخراج رفات الضحايا من 12 مقبرة جماعية معروفة من بين 16 في كوجو.
وتقول الأمم المتحدة إن الأدلة تشير إلى أن المئات من سكان قرية كوجو في سنجار قتلوا علي يد تنظيم داعش، بينما تم اختطاف أكثر من 700 امرأة وطفل.
واتفق مجلس الأمن الدولي في 2017 على فتح تحقيق أممي للتأكد من أن تنظيم داعش سيحاكم لجرائم حرب ارتكبها في العراق وسوريا، بعد أن رفعت هذا الملف الناشطة الأيزيدية حائزة جائزة نوبل للسلام لعام 2018 نادية مراد وأمل كلوني المحامية المتخصصة في القانون الدولي وحقوق الإنسان.
لكن عمليات تحديد هوية الضحايا ليست بالأمر السهل.
رئيس الطب الشرعي زيد اليوسف يقول "أخذنا حوالي 1280 عينة من عائلات في سنجار، لكن المشكلة تكمن في أنه بالنسبة للكثير من العائلات، هناك ناج واحد فقط والباقي في عداد المفقودين".
وتابع اليوسف "إذا قارنا الأمر بهجمات إرهابية أخرى، فسنجد ثلاثة أو أربعة أو خمسة ناجين لكل شخص مفقود. لكن هنا، لدينا ثلاثة أو أربعة أو خمسة أشخاص مفقودين وناجٍ وحيد".
ويوضح الطبيب الشرعي أيضا أن تحديد الهويات يتأثر أيضا بمعدلات الزواج الداخلية في صفوف الأيزيديين، الذين نادرا ما يتزوجون من خارج طائفتهم.
وتوجد أكثر من 200 مقبرة جماعية في العراق لضحايا التنظيم في شمال العراق في 2014.
والأيزيديون أقلية ليست مسلمة ولا عربية، تعد أكثر من نصف مليون شخص، ويتركز وجودها خصوصا قرب الحدود السورية في شمال العراق.
ويقول الأيزيديون إن ديانتهم تعود الى آلاف السنين وأنها انبثقت من الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين، في حين يرى آخرون أنها خليط من ديانات قديمة عدة مثل الزرادشتية والمانوية.
وناصب تنظيم داعش العداء الشديد لهذه الأقلية، واعتبر أفرادها "كفارا".
وفي العام 2014، قتل التنظيم أعدادا كبيرة من الأيزيديين في سنجار بمحافظة نينوى، وأرغم عشرات الآلاف منهم على الهرب، فيما احتجز آلاف الفتيات والنساء "سبايا".
واختطف أكثر من 6400 من الأيزيديين تمكن 3200 منهم من الفرار، وتم إنقاذ البعض منهم، وما زال مصير الآخرين مجهولا.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية