في أول تصريح رسمي له، قال رئيس جمهورية العراق برهم صالح عبر حسابه في "تويتر" إن "التظاهر السلمي حقٌ دستوري مكفولٌ للمواطنين. أبناؤنا في القوات الأمنية مكلفون بحماية حقوق المواطنين، والحفاظ على الأمن العام".
ودعا إلى "ضبط النفس واحترام القانون" مضيفاً "أبناؤنا شباب العراق يتطلعون إلى الإصلاح وفرص العمل، واجبنا تلبية هذه الاستحقاقات المشروعة. الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى"
التظاهر السلمي حقٌ دستوري مكفولٌ للمواطنين.أبناؤنا في القوات الامنية مكلفون بحماية حقوق المواطنين، والحفاظ على الأمن العام. أؤكد على ضبط النفس وإحترام القانون. أبناؤنا شباب العراق يتطلعون إلى الإصلاح وفرص العمل، واجبنا تلبية هذه الاستحقاقات المشروعة. الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى
— Barham Salih (@BarhamSalih) October 1, 2019
وجاء تصريحه بعد مقتل متظاهرين اثنين، الثلاثاء، خلال الاحتجاجات في ساحة التحرير ببغداد والجنوب، كما توفي، الأربعاء، متظاهر آخر متأثراً بجراحه من يوم أمس، حسب مصادر طبية.
وفي تعليقاتهم على تصريح صالح، عبر معظم المغرّدين عن عدم رضاهم بهذا التصريح، خصوصاً بعد مقتل متظاهرين اثنين، الثلاثاء. منهم الصحافي عمر الجنابي:
ووصف المغرّد ياسر الجبوري تغريدة الرئيس بأنها "ضعيفة جداً ولا ترتقي للدماء التي أزهقت" ، فيما شارك آخرون نصوصاً من الدستور العراقي تتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية وقدرته على إحداث التغيير.
لرئيس الجمهورية الحق بتقديم طلب الى مجلس النواب بسحب الثقة عن رئيس مجلس الوزراءبموجب المادة٦١ ثامناً ب ١ من الدستور العراقي بعد الاعتداء على المتظاهرين العزل وعدم الخروج لهم وتلبية مطالب المتظاهرين العزلخاف ما عندك النص هاي صورة للنص pic.twitter.com/VRfRsv9SD1
— اياد الراوي 🇮🇶 (@aead_alrawi95) October 1, 2019
في المقابل، ورغم إيعاز الرئيس بـ"ضبط النفس"، قام عناصر من الشرطة العراقية، اليوم الأربعاء، باستخدام الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، وفق وكالة "فرانس برس".
كما أغلقات القوات الأمنية، اليوم، "ساحة التحرير" معقل الاحتجاجات، ليبقى المتظاهرون في محيطها.
وأفاد مراسل "فرانس برس" أن "حشوداً صغيرة خرجت إلى منطقة (الشعب) في شمال بغداد والزعفرانية جنوبها، حيث حاولت شرطة مكافحة الشغب تفريقهم بالغاز المسيل للدموع وطلقات حية أطلقت في الهواء".
وعلى أثره، نُقل عشرات الأشخاص إلى المستشفيات في أنحاء بغداد، معظمهم يعانون من استنشاق الغاز المسيل للدموع، وفق مصادر طبية.
أحد المتظاهرين، يُدعى عبد الله وليد (27 عاماً) قال لـ"فرانس برس": "خرجت اليوم لدعم إخواني في ساحة التحرير. نريد وظائف وخدمات عامة أفضل. نحن نطالبهم منذ سنوات والحكومة لم ترد".
متظاهر آخر، وهو محمد الجبوري، خريج جامعي عاطل عن العمل، قال إنه والمحتجين يشعرون بأنهم "أجانب في بلدهم" مضيفاً "لن تهاجم أي دولة شعبها على هذا النحو. نحن سلميون، لكنهم أطلقوا النار"، وفق "فرانس برس".
وقال مسؤولو الصحة لـ"فرانس برس" إن متظاهرين اثنين قتلا أمس الثلاثاء، أحدهما في بغداد والآخر في الجنوب، بالإضافة إلى 200 جريح.
بدورها، أعربت المسؤولة الأعلى في الأمم المتحدة داخل العراق، جينين هينس بلاشارت، الأربعاء، عن "قلقها الشديد وأسفها على الضحايا، داعية قوات الأمن العراقية لـ"ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات".
وأشارت "فرانس برس": "على غير العادة، لم يدع أي فصيل سياسي صراحة إلى احتجاج يوم الثلاثاء، وبدا تلقائياً إلى حد كبير، ولأول مرة تخرج الاحتجاجات من دون علم أو ملصق أو شعار حزبي، وفق صحيفة (البينة الجديدة)".
وفي ذات السياق، قالت السفارة الأميركية في بغداد إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب الاحتجاجات الأخيرة في العراق.
وأضافت في بيان أن "التظاهر السلمي هو حق أساسي في جميع الأنظمة الديمقراطية ولكن لا مجال للعنف في التظاهرات من قبل أي من الأطراف".
وفي وقت متأخر من يوم أمس، الثلاثاء، أشاد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بدور القوات الأمنية وألقى اللوم على "المعتدين الذين تسببوا بخسائر بشرية".
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية سعد معن لوسائل الإعلام الحكومية، إن "المتسللين كانوا وراء أعمال العنف في الاحتجاجات اليوم".
هذه التصريحات وغيرها لبعض السياسيين أثارت انتقادات واسعة النطاق في مواقع التواصل الاجتماعي، من بينهم زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي دعا عبر صفحته الرسمية في تويتر "الرئاسات الثلاث فتح تحقيق عادل بما حدث اليوم (الثلاثاء) في ساحة التحرير".
وتراوحت التعليقات بين مؤيد ومستهجن، وآخر ينتقده ويتهمه بـ"ركوب موجة الاحتجاجات".
على الرئاسات الثلاث فتح تحقيق عادل بما حدث اليوم في ساحة التحريرمقتدى الصدر
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) October 1, 2019