دعت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، السلطات العراقية للتحقيق سريعاً وبشفافية في مسألة استخدام قوات مكافحة الشغب القوة بحق المتظاهرين ما أودى بحياة العشرات.

وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، مارتا هورتادو، في تصريحات للصحافيين بمدينة جنيف: "ندعو الحكومة العراقية للسماح للناس بممارسة حقهم بحرية التعبير والتجمّع السلمي".
وفي بيانها أمس الخميس، شدّدت منظمة العفو الدولية على ضرورة "أن تأمر الحكومة العراقية قوات الأمن على الفور بوقف استخدام القوة المفرطة، بما في ذلك القوة المميتة، ضد المحتجين، وضمان البدء في التحقيق، الذي أُعلن عنه، في ما ورد بشان مقتل ما لا يقل عن 18 محتجاً".
كما دعت السلطات العراقية إلى "إنهاء الحجب غير القانوني للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ورفع حظر التجول التعسفي المفروض في العديد من المناطق، وسط الاحتجاجات، في جميع أنحاء البلاد، ضد البطالة والفساد وضعف الخدمات العامة".
وورد في البيان على لسان مديرة البحوث للشرق الأوسط التابع للمنظمة، لين معلون "من المشين أن تتعامل قوات الأمن العراقية مراراً وتكراراً مع المحتجين بهذه الوحشية باستخدام القوة المميتة، وغير الضرورية. ومن المهم أن تضمن السلطات إجراء تحقيق مستقل وحيادي بالكامل في استخدام قوات الأمن للقوة التي لا داعي لها أو المفرطة، مما أدى إلى الوفاة المأساوية للعديد من المحتجين، وإصابة عشرات آخرين بجروح".
كما أكدت "يجب على الدولة أن تلتزم بمحاسبة المسؤولين عن ذلك. وألا تكون هذه حالة أخرى من الحالات التي تعلن فيها الحكومة عن إجراء تحقيق، أو تشكيل لجنة تحقيق لا تسفران عن أي نتائج".
وكانت المنظمة أبدت متابعتها للأزمة في العراق منذ اليوم الأول، عبر ما نشرته في حسابها الرسمي في "تويتر"
نتابع الاحتجاجات الدائرة حالياً في بغداد. فقد افاد شهود عيان من المجتمع المدني عن اندلاع مواجهات مع قوات الأمن، أدت إلى إصابة العشرات ومقتل ثلاثة بحسب مصادر إعلامية. نطالب السلطات بضبط النفس واحترام حرية التعبير عن الرأي والتجمع وعدم استخدام الأسلحة النارية والعنف المفرط. #العراق pic.twitter.com/dMGiXL3bBr
— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) October 1, 2019
من جانبها، دعت السفارة الأميركية "الأطراف كافة إلى نبذ العنف مع ضبط النفس في ذات الوقت"، كما عبرت عن "الأسى على الأرواح التي زهقت" وقدمت تعازيها "لذوي الضحايا متمنين الشفاء العاجل لجرحى القوات الأمنية والمحتجين".
"ممنوع السفر"
وبالنسبة للدول القريبة مع العراق، أصدرت كل من الخارجية الكويتية والبحرينية والقطرية بيانات تدعو فيها مواطنيها لعدم السفر إلى العراق.
وقالت الخارجية الكويتية "على الذين ينوون السفر إلى التريث وعدم السفر في الوقت الراھن نتيجة الاضطرابات والمظاھرات"، وطلبت من مواطنيها المتواجدين حالياً هناك "المغادرة بالسرعة الممكنة واتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر".
وحذرت الخارجية البحرينية مواطنيها من السفر، داعية الموجودين منهم هناك لمغادرة البلاد "فوراً، ضماناً لأمنهم وحفاظاً على سلامتهم، وتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر والابتعاد عن أماكن الاضطرابات والتجمعات واتباع تعليمات السلطات المحلية المختصة" حسب وكالة أبناء البحرين الرسمية (بنا).
واستخدمت الخارجية القطرية نفس صيغة الخطاب لمواطنيها.
في ذات السياق، أكدت السفارة الأردنية في بغداد على عدم ورود أية ملاحظة تتعلق بسلامة مواطنيها نتيجة للمظاهرات.
وقال السفير سفيان القضاة إن السفارة الأردنية في بغداد "تتواصل وبشكل دوري مع المواطنين الأردنيين المقيمين هناك وتؤكد سلامتهم جميعا"، حسب وكالة "بترا" الأردنية.
كما طلبت من الأردنيين المقيمين في العراق "التواصل الفوري مع السفارة الأردنية في بغداد في حال حدوث أي طارئ".
تركيا وإيران أيضاً وجهتا نفس الخطاب. فقد أوصت وزارة الخارجية التركية الأتراك بتجنب السفر إلى المناطق التي تشهد مظاهرات في العراق.
وجاء في بيانها: "نوصي مواطنينا بتجنب السفر في حال لم يكن هناك ضرورة، إلى المناطق التي تشهد أحداثاً، ومتابعة التحذيرات الصادرة عن السلطات العراقية، وتجنب التواجد في الأماكن المكتظة، وتوخي الحذر بخصوص سلامتهم الشخصية".
واليوم، دعت إيران مواطنيها الذين يخططون للمشاركة في رحلة شيعية كبيرة في العراق لتأخير سفرهم إلى البلاد التي هزتها المظاهرات الجماهيرية.
ونصحت وزارة الخارجية الحجاج الإيرانيين "بتأجيل رحلاتهم إلى أن تتحسن الظروف في البلاد"، كما نقلت وكالة "فرانس برس".
ويشارك الإيرانيون بأعداد كبيرة في الحج السنوي إلى ضريح الإمام الحسين في كربلاء، ضمن التحضيرات ل،"أربعينية الحسين"، التي توافق يوم 19 تشرين أول/ أكتوبر.
من إدلب!
قد يكون الأمر مفاجئاً، لكن العشرات من مواطني محافظة إدلب السورية، خرجوا، اليوم الجمعة، في مسيرة تضامنية ومساندة للمظاهرات في العراق، رافعين لافتات تؤكد على وحدة المصير بين "سوريا والعراق ومصر" إذ تمثل المظاهرات "ثورة ضد الطغاة".
Protest in Idlib city today in solidarity with the protesters in Iraq (who are largely Shia) & Egypt. Signs "One people against the tyrants" & "Syria - Egypt - Iraq. You%27ve revived the spirit of the Arab people from the [Atlantic] Ocean to the [Persian] Gulf" pic.twitter.com/903cq6Z2ZD
— Elizabeth Tsurkov (@Elizrael) October 4, 2019
وتشهد المحافظة حصاراً مشدداً منذ شهور، بعد التصعيد العسكري الذي شنّه النظام مع حليفه الروسي، كما شهدت موجة نزوح ضخمة وقدر عدد النازحين بين قرى المحافظة بنصف مليون نازح، كما قدر عدد القتلى من المدنيين بـ1000 شخص.
#العراق_ينتفض
في مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً تويتر، اليذ يحاول عبره النشطاء من العراق وخارجه نقل الأخبار أولاً بأول أو إظهار دعمهم ومناصرتهم للمتظاهرين وإبدائهم الأسى والغضب إزاء ارتفاع عدد القتلى وحجب خدمات الإنترنت.
وهنا يستنكر الصحافي التركي راغب سويلو "صمت الحكومات الغربية على ما يجري في العراق، وهو نفس موقفهم تجاه سوريا" وفق تعبيره.
Appalling silence by the Western govts at what’s happening in Iraq. This silence will eventually hunt them as it did in Syria. pic.twitter.com/wb8NCeNJdy
— Ragıp Soylu (@ragipsoylu) October 4, 2019
واستخدم عشرات النشطاء في توتير وفيسبوك هاشتاغ "العراق ينتفض" لنشر الصور ومقاطع الفيديو أو آرائهم حيال ما يحدث.
في هذه التغريدة، تقول الكاتبة السعودية زكية العتيبي "منذ ثمان ساعات سألت أصدقائي في العراق عن حالهم؛ فجاءت الإجابة: العراق يلتهب. نعم العراق يلتهب من قهر الرجال، تجاوز مرحلة الانتفاض منذ زمن".
#العراق_ينتقض منذ ثمان ساعات سألت أصدقائي في العراق عن حالهم؛ فجاءت الإجابة:العراق يلتهب.نعم العراق يلتهب من قهر الرجال، تجاوز مرحلة الانتفاض منذ زمن.اللهم انصرهم، واكسر شوكة عدوهم الذي هجّرهم، وقهرهم، وسطا على ثروة بلدهم.#العراق_يلتهب pic.twitter.com/x5h75uSOks
— زكيّة بنت محمّد العتيبيّ🇸🇦 (@ZakYahALotaibi) October 3, 2019
ونشر الفنان العراقي أحمد البشير عدداً من الصور لأشخاص يحملون لافتات تضامنية مع العراق كتبوا عليها "أنقذوا العراقيين"، وأرفقها بعبارة "العالم يتضامن معنا":
في نفس الوقت وقع عشرات النشطاء في مواقع التواصل مثل فيسبوك وتويتر في خطأ عدم التأكد من صحة الفيديوهات المتداولة، إذ تم تناقل مقاطع قديمة من مظاهرات ومسيرات.
فمثلاً، نشرت الإعلامية الجزائرية في قناة "الجزيرة" القطرية، وسيلة العولمي، مقطع فيديو أرفقته بمنشور "شاهدوا .. مظاهرات حاشدة ردد فيها العراقيون بصوت واحد "إخوان سنة وشيعة .. هذا الوطن ما نبيعه "، وهو فعلياً فيديو قديم.
شاهدوا .. مظاهرات حاشدة ردد فيها العراقيون بصوت واحد "إخوان سنة وشيعة .. هذا الوطن ما نبيعه ". #العراق_ينتقض#العراق_تنتفض pic.twitter.com/cjeK0AEKIK
— وسيلة عولمي (@wassilaoulmi) October 3, 2019