أصدرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، بياناً بعنوان "الخطوات التالية"، تقدم عبره اقتراح عدد من "المبادئ والتدابير" لاتخاذها، بعدما تشاورت مع "قطاع واسع من الأطراف والسلطات العراقية بما في ذلك الرئاسات الثلاث ومجلس القضاء الأعلى وعدد من المتظاهرين بالإضافة إلى ممثلين عن النقابات، وفق قولها.
أما المبادئ، فاشتملت على حماية الحق في الحياة وضمان التجمع والتظاهر السلمي وفقاً لما كفله الدستور وممارسة أقصى قدر ممكن من ضبط النفس في التعامل مع التظاهرات بما في ذلك عدم استخدام الذخيرة الحية وحظر الاستخدام غير السليم للأدوات غير الفتاكة (مثل عبوات الغاز المسيل للدموع) وإنصاف الضحايا واتباع القوانين السارية.
فيما تمحورت الإجراءات حول إطلاق سراح كافة المتظاهرين السلميين المحتجزين منذ 1 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وعدم ملاحقة غيرهم، والتحقيق في حالات الاختطاف، والإسراع في تقديم المسؤولين عن استهداف المتظاهرين للعدالة ومعاقبة مستخدمي القوة المفرطة بحقهم، ودعوة الجهات الإقليمية والدولية كافة لعدم التدخل في شؤون العراق.
وحددت "يونامي" إجراءات قصيرة الأمد أي بحيث تنفذ خلال أسبوعين كحد أقصى، منها الإصلاح الانتخابي، وإصلاح قطاع الأمن، وإحالة قضايا الفساد لمجلس القضاء الأعلى أو المحكمة المركزيو لمكافحة الفساد، وتعديل الدستور، واستكمال تشريع عد من القوانين في مجلس النواب، منها "قانون من أين لك هذا؟، والضمان الاجتماعي والنفط والغاز".
وبداية، وبعد التشاور مع قطاع واسع من الأطراف والسلطات العراقية (بما في ذلك الرئاسات الثلاث ومجلس القضاء الأعلى وعدد من المتظاهرين بالإضافة إلى ممثلين عن النقابات)، تقترح بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) المبادئ والتدابير التالية: pic.twitter.com/eXeZUdxD7u
— UNAMI (@UNIraq) November 10, 2019
وإن كان الإنترنت مقطوعاً في العراق، فقد ظهر بعض التفاعل مع هذه المبادرة في مواقع التواصل، سواء عبر حسابات "يونامي" أو في حسابات بعض العراقيين المهاجرين والمغتربين وغيرهم من المقيمين داخل البلاد وتوفر لهم إنترنت بطريقة ما.
ورغم أن الخطوط العريضة في هذه المبادرة تبدو لصالح المتظاهرين ومتوازية مع مطالبيهم في الميادين بشكل ما، إلا أنها لم تلق قبولاً واسعاً بين عموم المعقّبين، حتى أن بعضهم اعتبرها "إجهاضاً للثورة" و ممثلة لرئيس البرلمان نفسه لا لجميع الأطراف المذكورة في بيان "يونامي".
ومن هذه التعقيبات:
مبادرة "الحلبوسي" و " يونامي" إجهاض للثورة ومحولات يائسة لإبقاء نظام الاحتلال الحالي
— Lahib AL-Samaraiy (@laheebsam) November 10, 2019
تقدم يونامي، كشريك أممي في الفساد والتغطية على القمع والاختطاف والقتل حزمة تدابير، تقوم بها نفس الحكومة الفاسدة والقاتلة. وتحاول حصر المشكلة بين متظاهرين وسلطة. وتعرف أن دمج مليشيات إيران سيجعلها قوة حكومية.تدابير تبقي برلمان الحلبوسي المزور ، وتنقذ الحكومة، وتقضي على الانتفاضة https://t.co/9Ij0GJ3W31
— مصطفى سالم Mustafa Salim (@mustafasalem) November 10, 2019
@UNIraq @JeanineHennis @UNarabic الرد على مقترحات يونامي ١-التقرير ذكر وجود قتلى من الطرفين القوات الأمنية والمتظاهرين هذا يعطي انطباع ان المظاهرات غير سليمة وهذا امر مرفوض٢-كان يجب وضع تاريخ محدد لانتخابات جديدة٣- كان يجب ان يكون تغير الدستور عبر استفتاء شعبي pic.twitter.com/EDWynbzLUt
— Moaed Hammo (@MoaedHammo) November 10, 2019
اعلان يونامي يشير الى تواطؤها مع النظام القمعي العراقي لتسويف مطالب الثوار باسقاط العملية السياسية والغاء دستور بريمر! اي كلام عن مفاوضات بين المتظاهرين وبين اي حهة أخرى هو عارٍ عن الصحة.. الحذر الحذر https://t.co/9vqzo0ob4K
— Abbas AlZubaidi (@biomedical79) November 10, 2019
وعلقت "نت بلوكس" على هذا البيان عبر تويتر بالقول "أصدرت بعثة الأمم المتحدة في العراق قائمة بالمطالب لا تتضمن استعادة خدمة الإنترنت. لا يمكننا فهم كيفية تقييم شروط السلامة وحقوق الإنسان أو أمن الطاقة في دولة تعيش في حالة تعتيم".
The UN mission @UNIraq has issued a list of demands to #Iraq, none of which include the restoration of internet access.We cannot see how compliance with safety and human rights stipulations, or energy security, can be effectively assessed in a nation that remains under blackout pic.twitter.com/McbRsaXsJy
— NetBlocks.org (@netblocks) November 10, 2019
وكانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، أثارت ضجة كبيرة بعد أول بيان أصدرته تبع زيارتها لساحة التحرير، ثم تلته بتغريدتين أعقبهما سخط شديد في تداولهما بين العراقيين، قالت في الأولى إن "العنف يولّد العنف" وفي الثانية "تعطل البنية التحتية الحيوية أيضا مصدر قلق بالغ. مسؤولية الجميع لحماية المرافق العامة. تهديدات وإغلاق الطرق لمنشآت النفط والموانئ تتسبب بخسائر في المليارات، وهذا يضر باقتصاد العراق ويقوّض تلبية المطالب المشروعة للمتظاهرين".
Appalled by continued bloodshed in Iraq. People’s high frustration not to be underestimated or misread. Violence only begets violence, peaceful demonstrators must be protected. It is high time for national dialogue.
— Jeanine Hennis (@JeanineHennis) November 4, 2019
Disruption of critical infrastructure also of grave concern. Responsibility of all to protect public facilities. Threats/closures of roads to oil installations, ports causing billions in losses. Detrimental to #Iraq’s economy, undermines fulfilling protesters’ legitimate demands.
— Jeanine Hennis (@JeanineHennis) November 6, 2019
واضطرها هذا الغضب الكبير في تعقيب العراقيين إلى نشر تغريدة باللغتين العربية والإنجليزية، قالت فيها "ردا على اتهامات الانحياز نقول: الأمم المتحدة هي شريك كل عراقي يحاول التغيير. بوحدتهم، يستطيع العراقيون ان يحولوا بلدهم إلى مكان أفضل ونحن موجودون هنا لتوفبز الدعم اللازم".
ردا على اتهامات الانحياز نقول: الأمم المتحدة هي شريك كل عراقي يحاول التغيير. بوحدتهم، يستطيع العراقيون ان يحولوا بلدهم إلى مكان أفضل ونحن موجودون هنا لتوفبز الدعم اللازم.
— Jeanine Hennis (@JeanineHennis) November 7, 2019
وتداول نشطاء في مواقع التواصل أخباراً من وسائل إعلام هولندية، تعلّق على موجة الغضب العراقي تجاه بلاسخارت، المواطنة الهولندية.
وعطفاً على ما بدر من بلاسخارت، كتب أحد العراقيين تعقيباً على مبادرة "يونامي":
يُذكر أن الأمم المتحدة وسعت وجودها في العراق تدريجياً منذ 2007، وتعتزم مواصلة توسيع نطاق عملياتها في جميع أنحاء البلاد، إذ يعمل فيها حالياً نحو 170 موظفاً دولياً وما يزيد على 420 موظفاً محلياً ينتشرون في جميع المحافظات الثماني عشرة.