قتل أميركيان اثنان (جندي ومتعاقد) وجندي بريطاني في هجوم بـ18 صاروخ كاتيوشا، استهدف مساء الأربعاء قاعدة التاجي العسكرية العراقية التي تؤوي جنوداً أميركيين شمال بغداد.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي على القاعدة العسكرية، لكنّ واشنطن عادة ما تتّهم الفصائل الشيعية الموالية لإيران بشنّ هجمات مماثلة، في إطار التوتر القائم بين إيران والولايات المتحدة منذ أشهر، وعمليات الثأر لعملية اغتيال الجنرال في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في ضربة أميركية ببغداد.
وتعهدت الولايات المتحدة وبريطانيا الأربعاء بمحاسبة مرتكبي الهجوم.
وشدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ونظيره البريطاني دومينيك راب في مكالمة هاتفية على أنه "يجب محاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات"، وفق بيان صادر عن الخارجية الأميركية.
قتلى في ضربة جوية
على حدود العراق مع سوريا قتل 26 عنصراً من الحشد الشعبي، في ضربة جوية قرب مدينة البوكمال الحدودية في ريف دير الزور الشرقي ليل الأربعاء، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.
جاءت الضربة عقب الهجوم الصاروخي على قاعدة التاجي، ونفى التحالف الدولي أن يكون شنّ غارات في سوريا ليل الأربعاء.
وقال متحدث باسم التحالف لوكالة الصحافة الفرنسية: "لم تشن الولايات المتحدة أو التحالف أي غارة في سوريا والعراق الليلة الماضية".
ردود أفعال
شعبيا، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي قلقا عراقيا ورفضا للهجوم الصاروخي.
وكان ملفتا شبه الإجماع على رفض الهجوم حتى من قبل بعض المدونين المؤيدين للمليشيات المسلحة المرتبطة لإيران.
ويبدو أن القلق من التصعيد كان حاضرا على المستوى الرسمي المحلي والعالمي بعد هذا الهجوم، وهو الثاني والعشرين منذ نهاية أكتوبر ضدّ مصالح أميركية في العراق.
تنديد عراقي رسمي
محليا، أصدرت قيادة العمليات المشتركة بياناً نددت فيه بالهجوم الذي يعد "تحدياً أمنياً خطيراً جداً".
وقالت القيادة إن تحقيقا فتح لمعرفة الجهات المتورطة بالهجوم.
وأمر رئيس الحكومة المستقيل عادل عبد المهدي باعتقال المتورطين "أيا كانت الجهة".
لكن، وعقب كل هجوم، تؤكد القوات العراقية العثور سريعاً على منصة إطلاق الصواريخ في تلك الهجمات، إضافة إلى صواريخ غير منفجرة، غير أن التحقيقات لم تؤد سابقا إلى منفذي الهجمات.
من جهتهما، دان رئيسا الجمهورية برهم صالح والبرلمان محمـد الحلبوسي "الاعتداء الإرهابي"، الذي وصف بأنه "استهداف للعراق وأمنه".
العراق ساحة للثأر
عالميا، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من تصعيد محتمل جديد بين واشنطن وطهران.
ودعت البعثة الأممية في العراق إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس"، معتبرة أن "قيام جماعاتٍ مسلحة بأعمال مارقة يشكل مصدر قلق دائم" في العراق.
وأضافت البعثة في بيان الخميس أن "آخر ما يحتاجه العراق هو أن يكون ساحة للثأر والمعارك الخارجية".