مهاجر عراقي في إيطاليا منذ عقدين: أريد العودة للوطن
يحاول رافد حيدر الذي يعيش في إيطاليا منذ أكثر من 20 عاماً إقناع زوجته المغربية في العودة إلى العراق، بعد تفشي فيروس كورونا المستجد.
وتعد إيطاليا أكثر الدول الأوربية تضرراً من جائحة كوفيد-19، إذ أودى المرض بحياة 6077 فيها، بينما وصل عدد المصابين 63927 شخصاً، حسب أرقام منظمة الصحة العالمية.
يقول رافد (44 عاماً) ولديه طفلة (3 أعوام): "الكل اليوم يعيش في ظروف مروّعة، بمن فيهم العرب المقيمين في إيطاليا خشية الإصابة بفيروس كورونا".
ورغم الظروف الخطيرة وتضرر إيطاليا الكبير جرّاء الجائحة، إلاّ أن رافد لم يتوقف عن عمله حتّى الآن.، يقول لـ"ارفع صوتك": "ليس لدي المال الكافي للعيش، لذا لا يمكنني البقاء في المنزل مثل أغلبية الإيطاليين".
يتابع رافد: "هذه الأحداث جعلتني أفكر بجدية في العودة للعراق، ولكن زوجتي غير مقتنعة وترى أن الفيروس يجتاح العالم جميعه بما فيه العراق".
وسُجِّلت أوّل إصابة بفيروس كورونا بين المهاجرين العراقيين في إيطاليا لعائلة مؤلفة من ستة أفراد في مدينة بولزانو شمال البلاد.
وكانت إيطاليا فرضت حظر التجوّل في عموم البلاد في العاشر من الشهر الجاري، كما لا يمكن لأي شخص العمل والتنقل إلاّ بموافقات رسمية أمنية، للحد من تفشّي فيروس كورونا المستجد.
"أهلي وبلدي"
ما إن بدأ تفشي فيروس كورونا في العالم وزيادة أعداد المصابين، حتى جهزت سهيلة عبد النبي التي تعيش في تركيا منذ ثلاثة أعوام حقائبها، وعادت قبل أسبوعين تقريباً للعراق.
تقول لـ "ارفع صوتك": "خفت كثيراً، لم أستطع البقاء هناك" مضيفة "هذا الشعور بالذعر دفعني أنا وابني لترك كل شيء والعودة للبلاد. لا أريد الموت بعيداً عن أهلي وبلدي".
وكانت سهيلة (59 عاماً) تعيش مع ابنها الوحيد في شقة اشترتها بتركيا بعد وفاة زوجها قبل أربع سنوات
في هذا السياق، تلقت وزارة الخارجية العراقية مُناشدات من قبل الجالية العراقيّة في تركيا للعودة إلى العراق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف، إن الوزارة "تضع الأمن الصحّي للعراقيين في المرتبة الأولى وتتعاطى بشكل طوليّ مع إجراءات خليّة الأزمة".
وأشار إلى أن سفارات العراق المنتشرة في العالم "تُتابع باهتمام أوضاع الجالية العراقية للوقوف على سلامتهم وتخصص أرقاماً ساخنة للردّ على مناشداتهم وتقوم بتقديم إحاطة دوريّة إلى مركز الوزارة تتعلق بأوضاع الجالية".
بعد 18 عاماً!
تعيش رنا رعد في الولايات المتحدة منذ (18 عاماً)، ومؤخراً لم تعد تسيطر على الخوف ممّا يمكن أن يحدث، وترغب بالعودة إلى العراق.
تقول لـ "ارفع صوتك": "بعد معاناتي في الوصول إلى أميركا والاستقرار فيها برفقة أبنائي الثلاثة نتجهز الآن للعودة إلى العراق".
ولكن مشكلة رنا أن اثنين من أبنائها لم يسافروا أبداً للعراق، ولا يجيدان حتّى التحدث باللغة العربية.
وتضيف "كما كنت أنقل لهما صورة مخيفة عن العراق بسبب الحروب والصراعات والحصار الاقتصادي وغير ذلك، لذا هما اليوم يرفضان الذهاب معي".
والجدير بالذكر، أن أولى رحلات الخطوط الجوية العراقية الاستثنائية، غادرت مطار القاهرة الدولي، أمس الثلاثاء، نحو بغداد، وعلى متنها نحو 263 عراقياً من المرضى والأفواج السياحية العالقة في مصر.
وتواصل السفارة العراقية في القاهرة تلقّي طلبات الراغبين في العودة إلى البلاد، الذين دخلوا مصر بغرض السياحة أو من أجل العلاج.