حين حاولت جنان قاسم تفقد طفلها (١٠ أعوام)، لم تتمالك نفسها من الصراخ عليه و إجباره على الدخول للبيت.
تقول لـ"ارفع صوتك" إنها "تابعته بعدما لاحظت أنه ينسحب بهدوء عند انشغالها بالطبخ نحو الباحة الخلفية للبيت، ليجلس فوق السطح مع غيره من أبناء الجيران، أو يقفزه ليجتمع معهم ويلعب".
"كأنه لا وجود لخطر الإصابة بالفيروس في كل مكان، وكأنني لم أمنعه من الاختلاط بالآخرين"، تضيف حنان.
وحرصت جنان بعد إغلاق المدارس وفرض حظر التجول في عموم البلاد على أن تكون واضحة في توعية ابنها بخطورة الوضع على حياته وحياة الناس.
لكنّ ابنها "غير واع أبداً بخطورة وباء كورونا ما دام يرى أصدقاءه مستمرين في اللعب والمرح بحرية دون رقيب رغم حظر التجمعات"، حسبما تقول حنان.
إجراءات صارمة
يقول صالح جاسم (٣٧ عاماً) وهو موظف حكومي "مع حظر التجول، بسهولة ستعثر على الأطفال هنا مقربة من هذه البيوت أو هناك في أزقة تقابلها الساحات المملوءة بأكوام النفايات".
ويوضح لـ"ارفع صوتك" أن "البيوت صغيرة داخل الأحياء الشعبية، وكل بيت تسكنه عائلتان أو أكثر، وكل واحدة فيها أربعة أطفال على أقل تقدير، مما يصعّب السيطرة عليهم".
ويضيف صالح "البقاء في البيت بالنسبة لأطفال هذه العوائل شبه مستحيل، حتى لو اتخذ الأهل إجراءات صارمة وشديدة في التعامل معهم، لن ينفع".
ويتابع: "عادة ترسل الكثير من الأمهات أطفالهن لتسوّق ما يحتاجه البيت فيستغل هؤلاء الأطفال الفرصة للعب بحجّة البحث عن السلعة المطلوبة، كما تسمح بعضهن لأطفالها باللعب خارج البيت للتخلص من الضوضاء والمشكلات التي يحدثونها".
في ذات السياق، انتشرت على صفحات عديدة في مواقع التواصل الاجتماعي، تحذيرات عن مدونين ومتخصصين تجاه سلوكيات الأطفال الخاطئة وغير الصحية، منها صورة لطفلة عراقية تتجول في الشارع خلال الحظر، وهي تلعب بقفازة يد خاصة باحترازات الوقاية من الفيروس، رماها أحدهم بعد استخدامها.
ميصير هيج...اولا إتلاف كل مواد التي تلامس ..وثانيا مراقبة الاطفال
Posted by Drahmed Alrudiny on Saturday, March 28, 2020
صحة الجميع
من جهتها، ترى الخبيرة في علم النفس الاجتماعي الدكتورة بشرى الياسري، أن الكثير من صغار السن يتعاملون مع وجود هذا الوباء باستخفاف كبير.
تقول لـ"ارفع صوتك)" إن " فضول صغار السن ومحاولاتهم التدخل بكل شيء لقضاء الوقت والاستمتاع إحدى المشاكل التي يواظبون عليها، واستمرارهم بهذه العادات في هذه المرحلة يسهل التنبؤ بما سيحدث من مخاطر".
وتحمّل الياسري المسؤولية للآباء وكذلك البالغين من عوائل الأطفال "كونهم السبب الرئيس في تمسك الأطفال والمراهقين بهذه العادات أو السلوكيات".
وتوضح بالقول "البعض لا يراقب سلوك أطفاله، ولا يهتم في مسألة توعيته بخطورة الوضع، وتجده رغم إجراءات حظر التجوال، يمارس حياته العادية كما كان قبل ظهور كورونا".
وتشير الياسري إلى أن عدم الانتباه لسلوكيات الأطفال الآن وإهمال مسألة حثهم على الالتزام بالإرشادات الصحية، وكيفية التصرف مع هذا الوضع قد يجلب عواقب "وخيمة" على حد تعبيرها.