هجوم داعش في السليمانية... رسالة خطيرة
ترجمة ليست الأولى وقد لا تكون الأخيرة لتحذيرات عدة من هجمات قد يشنها تنظيم داعش مستغلا الأزمات التي يمر بها العراق على الصعيدين السياسي والصحي وحتى الأمني، حيث شنّ مسلحو التنظيم، الثلاثاء 7 نيسان/ أبريل، هجوماً على قوات البيشمركة في ناحية كولجو بقضاء كفري ضمن إدارة منطقة كرميان التابع لمحافظة السليمانية بإقليم كردستان (شمال شرق العراق).
ووفقا لمصدر كردي، فإن الهجوم أسفر عن مقتل عنصرين من البيشمركة.
فيما أفاد موقع روداو الكردي أن "قوات أسايش كرميان رصدت تحركات داعش عبر كاميرات المراقبة ما دفع قوات الأسايش والبيشمركة إلى التقدم للتصدي لعناصر التنظيم قبل أن يقوم قناصو داعش باستهداف مقاتلي البيشمركة".
وأضاف أن الهجوم "أسفر عن استشهاد اثنين من بيشمركة اللواء الخامس من شهرزور دون وجود جرحى".
استغلال الأزمات
وفي وقت سابق حذر المختص بشؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي من هجمات قد يشنها عناصر التنظيم، لغرض استنزاف القوات الأمنية المنشغلة حاليا بأزمة كورونا، فضلا عن استغلال قيادات التنظيم للأزمة السياسية المتعلقة بترشيح رئيس جديد للحكومة.
وشدد على تحذيره من أن لدى التنظيم فرصة لا تختلف عن عام 2014.
وفي معرض تعليقه على حادثة "هجوم كولجو"، يقول الهاشمي إن "هذا التطور ليس مفاجئا سواءً لجهاز مكافحة الإرهاب في كردستان أو أجهزة الأمن العراقية".
فقيادات هذه الأجهزة لديها علم بأن الكهوف والوديان والجبال أصبحت "مصدات دفاعية طبيعية لا تستطيع القدرات العسكرية العراقية الطبيعية سواء سلاح الجو أو الأسلحة الصاروخية الخاصة تستطيع ملاحقة هذه الفلول"، وفقا للهاشمي.
ويتابع في حديث لموقع (ارفع صوتك) "هذه العناصر تجيد المناورة، العناصر لا يمتلكون عجلات يمكن رصدها، بل يتحركون بطريقة الدراجات النارية وفي الغالب هم من المحليين ولديهم القابلية على تحمل الظروف الصعبة في تلك البيئة ولديهم ممارسة للتحرك في تلك المنطقة".
وهذه الأمور تعطي القدرة لعناصر التنظيم في الاستمرار بشن هجماته، بحسب الهاشمي.
رسالة
ويؤيد الباحث بالشأن الكردي العسكري علي ناجي ما ورد على لسان الهاشمي.
ويضيف "تعتبر المناطق بين محافظتي ديالى والسليمانية من المناطق الرخوة لأنه لم يتم تحريرها بشكل كامل، بسبب وعورة التضاريس فيها"، موضحا في حديث لموقع (ارفع صوتك) أن اختياره لمكان الهجوم هو لأنه من "الأماكن السهلة التي تستطيع فيها عناصر التنظيم تنفيذ هجماتها والانسحاب بسرعة".
ويتوقع ناجي حدوث عمليات أخرى، خصوصا "في مناطق تلال حمرين".
ويتابع أن التنظيم ومن خلال هذه الهجمات السريعة "يريد إرسال رسالة بأنه ما زال موجودا ويمتلك هذه المناطق التي لا تستطيع القوات الأمنية السيطرة عليها".
مستبعدا إمكانية داعش في "الاحتلال والسيطرة كما حصل في عام 2014، لأنه يعلم القدرة العسكرية التي وصلت لها القوات الأمنية العراقية والكردية، فضلا عن الدعم الشعبي في تلك المناطق للقوات الأمنية بعد تجربتها السيئة مع التنظيم".
القتال الجوال بالجوال
ولا تزال استعدادات القوات الأمنية "متواضعة جدا للتصدي لمثل هكذا تعرضات، خصوصا وأن التنظيم يجيد المناورة الزمانية والمكانية"، وفقا للخبير بالجماعات المسلحة الهاشمي.
ويوضح "مفارز تنظيم داعش هي مفارز جوالة وبالتالي يجب أن تلاحقها مفارز جوالة من أجهزة تخصصية مثل قوات الرد السريع وجهاز مكافحة الإرهاب والمغاوير وليست القوات العسكرية التقليدية".
ويرى الهاشمي أن استخدام "نموذج الصحوات بعد تقويتها أو استخدام أساليب التحالف الدولي في عمليات الإنزال من قوات خاصة وبتغطية من المروحيات"، كفيلة بالقضاء على فلول داعش المتواجدة في تلك المناطق.