تمكن حسين رسول (53 عاماً)، من العودة لعمله كسائق تاكسي، للمرة الأولى منذ شهر، بعد قرار اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية (مكافحة جائحة فيروس كورونا) بفك جزئي لحظر التجوّل في العراق.
وشملت ساعات فك الحظر الفترة الصباحية بدءاً من الساعة السادسة صباحاً، تنتهي الساعة السابعة مساءً، بدأت أمس الثلاثاء، وتستمر حتى 22 مايو المقبل.
يقول حسين لـ "ارفع صوتك": "تبدو الحياة عادية. عادت حركة السيارات في والمرور من جديد".
ويضيف أن "السائقين معتادون على قلة الزبائن لكثرة سيارات الأجرة، لكن هذا تغير الآن. أقود سيارتي للعمل اليوم دون الحاجة لاصطياد الزبائن لإيصالهم".
وبخلاف الوضع ما قبل حظر التجوّل، الذي بدأ 16 مارس الماضي، فإن أكثر العراقيين يشعرون أن رفعه "جزئياً" تسبب في ازدهار بعض الأعمال فعزم الكثير من أصحابها ألاّ يعودوا لمنازلهم حتى ساعة الحظر.
في نفس الوقت، يخشى حسين على حياته في هذا الوضع أكثر من السابق. ويعتقد أن الناس "قد تهمل الاحترازات الوقائية بعد أيام من الاعتياد على هذا الوضع، وسوف يبدأ أصحاب الرشاوى باستغلال كل مخالف لصالحه كما السابق".
وتسمح اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية، بمزاولة الأعمال وفتح المحال التجارية خلال ساعات النهار في أوقات رفع الحظر وبالحد الأدنى من العاملين، مع التعهد بتطبيق إجراءات الوقاية الصحية وعدم التجمع.
إجراءات السلامة
تحاول إقبال ناصر (49 عاماً) الآن أن تستعيد زبونات صالون التجميل السابقات، عبر إعلانها عن استئناف العمل، عبر صفحاتها في مواقع التواصل.
تقول لـ "ارفع صوتك": "فوجئت بانتظار عدد من الزبونات أمام واجهة الصالون، للحجز خشية إعادة فرض حظر للتجوال بشكل كامل".
وعلى الرغم من الإقبال الكبير على حد تعبيرها، إلا أنها "تشعر بالقلق" من عدوى فيروس كورونا، تقول إقبال "أقوم بتعقيم مقابض الباب وكل المقاعد وأدوات التزيين بين زبونة وأخرى".
وترى أن "إجراءات السلامة متعبة للغاية" مضيفة "سأكون عرضة للعدوى باستمرار، إذ أن الكثير من الزبونات يعمدن إلى خلع الكمامة عند الدخول للمحل خصوصا إذا كان التجميل لوجهها".
لكنّ إقبال "مضطرة لمزاولة عملها رغم المخاوف" لأنه "الوحيد الذي تجيده" حسبما تقول.
وكانت وزارة الصحة العراقية حذرت من التراخي في تطبيق شروط السلامة، وأكدت أنَّ العراق لم يغادر بعد مرحلة الخطر من تفشي فيروس كورونا المستجد.
ضغوط نفسية
ترتدي عواطف عماد (47 عاماً)، وهي موظفة حكومية، كمامة للوجه أثناء العمل.
ولا تشعر بارتياح من حظر التجوّل الجزئي، تقول "رغم عودة الحياة إلاّ أنها تبدو مقيدة، كما أن القلق لا يفارقني، وأتعرض لضغوط نفسية كبيرة".
وتشير عواطف في حديثها لـ"ارفع صوتك" إلى أنها "تبذل قصارى جهدها في في الحفاظ على المسافة الاجتماعية، لأنها تعاني من مشاكل صحية في الرئة".
وتضيف "لا أثق بقدرتي على الاستمرار في ذلك، فالأجواء غير مشجعة، وأواجه صعوبة في الذهاب إلى مقر عملي والعودة منه بسبب إجراءات الوقاية في التنقل".
من جهته، يحذر الخبير الصحي الدكتور نجم العامل، من أن رفع حظر التجوّل "جزئياً" لن يكون من التدابير الفعالة لكبح انتشار فيروس كورونا المستجد.
يقول لـ"ارفع صوتك": "الناس لن يلتزموا بالتباعد الاجتماعي وسيكون التخفيف من تدابير الوقاية فرصة لنشر المرض بيهم".
ويضيف "من المبكر جداً التخفيف من إجراءات الإغلاق، لأنها جاءت بالتزامن مع تحذيرات وزارة الصحة العراقية من التراخي في تطبيق شروط السلامة".
ويتساءل "لم تستطع الإجراءات مع الحظر الكامل من السيطرة على الجميع في اتباع التعليمات فكيف سيكون الوضع بعد رفعه جزئياً؟".