كيف انعكست أزمة كورونا على استقبال العراقيين لرمضان؟
دأبت الحاجة أم رعد على تحضير قائمة تضم مجموعة من أكلات خاصة بشهر الصيام وصنوف من "الكبة" والحلويات التي كان يختارها أفراد عائلتها وتحفظها في الثلاجة قبل حلول رمضان بأيام، لكن هذا العام بدا مختلفاً.
تقول لـ"ارفع صوتك" إن "بسبب أزمة كورونا، تغيّر الوضع الآن. وربما سيزداد سوءاً".
ويأتي شهر رمضان مع تأخر صرف رواتب الموظفين وفقدان الكثير من المواطنين وظائفهم وأعمالهم، وارتفاع أسعار مختلف السلع الغذائية.
هذا الوضع دفع أم رعد إلى اتخاذ تدابير تقشفية، مثل التسوق يوماً بيوم لإعداد الفطور بدلا من الإنفاق بشكل مسبق لمؤونة الشهر كاملة.
وترى أن "هذه التدابير ستساعدها على توفير الاحتياجات الأساسية فقط لحين التعافي من الأزمة".
طقوس رمضان
على الرغم من تداعيات انتشار وباء كوفيدي-19، لا ترى أمل مشعل (51 عاماً) هذا العام مختلفاً عن سابقه، تقول "جهزت لرمضان كما اعتدت سنوياً".
وتعتبر أن قيمة شهر الصيام بـ"التسوّق والتجهيز لعيد الفطر بعده، بالإضافة إلى الزيارات العائلية والتجمع على مائدة الإفطار".
تقول لأمل لـ"ارفع صوتك": "لا يمكنني التنازل عن إحياء طقوس رمضان، لقد مررنا بأزمات أكثر خطورة ولم نغيّر طريقتنا في استقبال الشهر".
يأتي ذلك بالتزامن مع قرار اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية (مكافحة جائحة فيروس كورونا) بفك جزئي لحظر التجوّل في العراق، وسط انتقادات توصي المواطنين بالبقاء في منازلهم والابتعاد عن شراء الملابس والمواد غير الأساسية، تجنباً لزيادة انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد.
في ذات السياق، يقول كريم خلف الذي يعمل بالمياومة "يمكنني عدم صيام شهر رمضان لأن الدين أجاز الإفطار لمن لم يتيسر له".
ويرى أن عدم قدرته على تحمل التكاليف اللازمة للعلاج في حال إصابته هو أو أحد أفراد عائلته المتكونة من سبعة أفراد بفيروس كورونا وراء ذلك.
يقول كريم الذي تبنى هذا الخيار لـ"ارفع صوتك": " منذ شهر وأنا عاطل عن العمل، بسبب إغلاق المطعم الذي كنت أعمل فيه".
وقررت اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية في العراق والتابعة لمجلس الوزراءاتخاذ عدة خطوات لدعم للعوائل المتضررة من وباء كورونا وحظر التجوّل، أبرزها إطلاق منح مالية شهرية مؤقتة.
في المقابل أكدت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، التواصل مع المشمولين بالمنحة عبر أرقام الهواتف المسجلة، مشيرةً إلى أن "عدد الأفراد في الاستمارات بلغ أكثر من 12 مليونا".
الصوم والعمل في النهار
هشام البياتي (47 عاماً) وجدَ أن عودته للعمل بعد فك حظر التجوّل جزئياً "خفف عنه مشقة توفير المعيشة".
والكثير من أصحاب المتاجر كانوا يغلقونها خلال ساعات النهار في رمضان، ويفتحونها ليلاً.
ويدير هشام متجراً لبيع الملابس في سوق البياع الشعبي، يقول لـ"ارفع صوتك": "كنّا نعمل من وقت الفطور حتى فجر اليوم التالي، لأن الزبائن اعتادوا على الصوم بالنهار والخروج للزيارات والتسوق بعد الفطور".
لكن الأمر تغيّر بعد كورونا، بسبب استئناف ساعات حظر التجوّل بعد الساعبة مساءً حتى السادسة فجراً، ما سيدفع أصحاب المحلات لفتحها نهاراً وإغلاقها قبل بدء الحظر، وفق هشام.