تخفيف حظر التجول في العراق .. هل فتح الباب لكورونا؟
توافد المواطنون في العاصمة العراقية بغداد على الأسواق لشراء مستلزماتهم قبيل شهر رمضان، بعد تخفيف قيود حظر التجول المفروض للحد من تفشي فيروس كورونا.
وسمحت خلية الأزمة (اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية) للمحال التجارية بإعادة فتح أبوابها لساعات محددة، بعد تخفيف حظر التجول المفروض يهدف احتواء تفشي وباء كورونا في العراق.
لكن تدفق العراقيين بشكل كبير إلى الأسواق، دفع بالبعض إلى الامتعاض خوفا من انتشار الفيروس.
فيما رحب آخرون بـ"عودة الحرية التي افتقدوها منذ أكثر من شهر"، واصفين خطوة تخفيف الحظر بأنها فرصة جيدة للاستعداد لشهر رمضان.
إحباط وخوف
يقول سيف قاسم، من منطقة الدورة (جنوب بغداد)، إن "صبرنا على حجزنا لأنفسنا وعوائلنا داخل منازلنا لأكثر من شهر ضاع في يومين".
يخشى سيف (44 عاما) من انتشار وباء كورونا بسبب "الكثافة العددية الهائلة التي شهدتها أسواق بغداد"، موضحا في حديث لموقع (ارفع صوتك)، "شاهدت صور الناس الذين خرجوا إلى الأسواق في مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام وأصابني الإحباط والخوف، كل جهود الأجهزة الصحية والأمنية وحتى الأهالي الذين التزموا بالبقاء في بيتهم، ذهبت سدى".
رأي سيف تداوله مدونون كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعوا إلى إعادة تطبيق قرار الحظر بشكل كامل.
ارتياح وقلق
لكن معسكرا آخرا من المواطنين أبدوا ارتياحهم لقرار تقليص حظر التجول.
واعتبروه فرصة للتسوق وشراء الحاجات الضرورية، خصوصا مع إقبال شهر رمضان.
يقول صباح الشمري من منطقة الكرخ (وسط بغداد)، إنه "بعد نحو شهر من حظر التجوال نفذت المأونة الغذائية في المنازل، لذلك أصبح من الضروري فتح فسحة للتسوق أمامنا".
يرتدي الشمري (64 عاما) كمامة "لحماية وجهه"، كما يصف، وينتقد في حديثه لموقع (ارفع صوتك) الذين خرجوا للتسوق دون اجراءات وقائية.
ويضيف، "يجب أن يعلم الناس أن تخفيف الحظر لا يعني زوال الخطر، يجب الالتزام بالإجراءات الوقائية، حفظ المسافات الكافية بين الأشخاص وارتداء الكمامات والاهتمام بالتعقيم والنظافة".
الخطر موجود، ولكن؟
أما أصحاب المحال، فيبدو أن تخفيف الحظر بمثابة فرصة للحصول على دخل مالي بعد نحو شهر من غلق محالهم.
فراس العيفاري، بائع في سوق الشورجة، أسرع إلى فتح بسطيته التي يبيع فيها بعض مواد العطارة التي تدخل في صنع الطعام.
يقول فراس (42 عاما)، "المتضررون من قرار حظر التجوال نحن أصحاب العمل اليومي، نبيع نحصل على المال، نغلق مصالحنا نبقى من دون دخل".
يرتدي فراس الكمامة والكفوف، ويتوخى الحذر عند حديثه مع زبائنه، "هذا ما أتمكن من فعله للوقاية من المرض، ليس بيدي حيلة، لست مثل الموظفين الحكوميين، يجلسون في منازلهم ويحصلون على مرتباتهم".
ويؤكد البائع فراس، أن "الخطر موجود فعلا، فالكثير من المتبضعين لا يعيرون أهمية لإجراءات الوقاية، كما يطالبون برفع حظر التجول، عليهم أن يلتزموا بإجراءات الوقاية".