العراق

منهاج الكاظمي الوزاري... "مكرر لكنه مختصر"

29 أبريل 2020

تسلم مجلس النواب العراقي، الأربعاء 29 نيسان/أبريل، المنهاج الوزاري للمكلف بتشكيل الحكومة مصطفى الكاظمي.


وقال بيان للمجلس إن رئيسه محمد الحلبوسي الذي تسلم نسخة من المنهاج، قرر تشكيل لجنة برئاسة النائب الأول حسن الكعبي وعضوية عدد من النواب والمستشارين لدراسة المنهاج الوزاري.
 

المضمون في نقاط

وتضمن المنهاج الوزاري للكاظمي سبع نقاط، هي:
أولا: الأولويات
وأبرزها إجراء انتخابات مبكرة، وتسخير إمكانيات الدولة لمواجهة جائحة كورونا، وحصر السلاح بيد المؤسسات العسكرية الحكومية، وإعداد قانون الموازنة، فضلا عن فتح حوار مع فئات المجتمع العراقي.
ثانيا: تطوير المؤسسات الأمنية وإصلاحها
مسك الحدود من قبل الجيش، وتكليف وزارة الداخلية بمهمة حماية الأمن الداخلي والسلم الأهلي وحقوق الإنسان.
ثالثا: الاقتصاد والاستثمار ورؤية الدولة
تشكيل المجلس الأعلى للإعمار والاستثمار، وإطلاق مشروع "صنع في العراق" وتطوير الأداء المصرفي العراقي.
رابعا: ركائز العلاقات الخارجية
وتقوم على ثلاثة، هي السيادة والتوازن والتعاون.
خامسا: مكافحة الفساد والإصلاح الإداري
تعزيز التكامل بين المؤسسات المعنية بمكافحة الفساد والرقابة الإدارية، وسد الثغرات الممكنة للفاسدين.
سادسا: العدل معيارا للدولة الناجحة
دعم الهيئات القضائية، وإقرار القوانين والتعليمات الداعمة لاستقلالية القضاء.
سابعا: الاحتجاج السلمي معيارا لإرشاد الدولة
تأسيس مجلس استشاري شبابي تطوعي مرتبط بمكتب رئيس الحكومة بهدف التنسيق في مجال الإصلاح.

"منهاج إنشائي مكرر مختصر"

ويرى مراقبون أن منهاج الكاظمي لا يختلف تماما عن "الخطابات والمناهج الإنشائية للحكومات السابقة".
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكوفة أياد العنبر، إن كان المنهاج يختلف في قضية التأكيد على الأحداث الراهنة، مثل قضية كورونا والمشاكل المتعلقة بالأزمات الاقتصادية التي ستؤثر على العراق في مسألة انخفاض أسعار النفط، لكن الكتاب "ملخص للمناهج الوزارية السابقة"، مضيفا في حديث لموقع (ارفع صوتك)، أن المنهاج هو "نوع من الحبر على الورق بحكم التجارب السابقة وليس بحكم المواقف المسبقة".
ويبني العنبر قراءته لمنهاج الكاظمي على أساس تجربة مناهج الرؤساء والمكلفين السابقين للحكومات.
ويوضح أن القوى السياسية "تحاول قدر الإمكان أن تجعل من الكاظمي نموذج آخر من عادل عبد المهدي، إذا لم يكن أضعف وتهيمن عليه".
ويأتي حديث العنبر بالتزامن مع اجتماعات حاسمة للقوى السياسية، تعمل من خلالها قدر الإمكان على إضعاف وجود الكاظمي بتحقيق أي رؤية من هذا المنهج.
يتوقع أستاذ العلوم السياسية أن تكون هناك "محاولة للمراوغة من أجل استمرار الدورة الكاملة وعدم وجود انتخابات مبكرة، والكاظمي سيكون مجرد واجهة يتم التخلي عنه في أول أزمة سياسية، وسيتحمل الإخفاقات لوحده، وليس القوى السياسية".

الأمن المحور الأضعف

وفيما يتعلق بالتحديات الأمنية، فيستبعد العنبر نجاح الكاظمي في تحقيق ما جاء بمنهاجه في هذا الجانب.
ويعلق "لا نتوقع أن تكون لديه القوة في مواجهة هذه المجاميع، لأن من بيده السلاح كان السبب الرئيس في تكليف السيد الكاظمي".
ويقرن أستاذ العلوم السياسية موضوع حصر السلاح بشرط "الإرادة الحقيقية للقوى السياسية في مواجهة الجماعات المسلحة الخارجة عن الدولة، والتي صادرت الدولة تحت مسميات مسلحة رسمية وغير رسمية".

نقاط أخرى

ويرى العنبر أن حديث الكاظمي كان عموميا في بعض النقاط، مثل موضوع "الانتخابات المبكرة".
ويوضح "نحتاج إلى توقيت زمني يكون ملزم فيه المكلف بإجراء الانتخابات المبكرة، فالتوقيت يعتبر مقياس لمصداقيته، خصوصا وأنه التقى بمفوضية الانتخابات".
ويتابع أن موضوعا مهما آخرا كان الكاظمي بعيد في الخوض به، وهو الموازنة العامة وقضية العلاقة مع إقليم كردستان.

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.