استعدادت نينوى وصلاح الدين لتجنب حرائق الموسم الزراعي
مع بدء موسم حصاد الحنطة والشعير في العراق، تتصاعد المخاوف من حدوث حرائق تلتهم جهود الفلاحين وتهدد الأمن الغذائي للبلاد.
وكان الموسم الماضي 2019، شهد مئات الحرائق في عدد من المحافظات التي تتميز بغزارة إنتاجها من الحنطة والشعير، على الرغم من أن بعضها كان عرضياً نتيجة الإهمال أو بسبب شرارة ناتجة عن عمل المولدات الكهربائية في تلك الأراضي.
بدوره، قال المدير العام لدائرة زراعة نينوى دريد طوبيا لـ"ارفع صوتك"، إن مزارع الحنطة والشعير في المحافظة شهدت العام الماضي 327 حريقاً، كان أغلبها بتدبير تنظيم داعش.
ويضيف "عمد التنظيم إلى وضع كميات من البارود وسط المزارع وتوجيه أشعة الشمس عليها عن طريق العدسات من مكان بعيد وتفجيرها".
أما المساحات المحترقة من مزارع الحنطة والشعير في نينوى، فبلغت العام نفسه 2019 ، 320 ألف دونم، بواقع 160 ألف طن، رغم أن المحافظة لم تشهد حريقاً حتى الآن، إلا أن هاجس الخوف ما زال يتملك الجهات الرسمية في المحافظة .
خطط استباقية
وضعت الجهات المسؤولة في نينوى خطة للسيطرة على الحرائق حال حدوثها، وتتلخص بمحورين كما يؤكد مدير زراعة المحافظة دريد طوبيا.
"الأول تواجد مفارز من الدفاع المدني مع الشعب الزراعية لتعضيد الجهد المشترك لإطفاء الحرائق، أما المحور الثاني فيقع على عاتق الفلاحين عن طريق حفر خنادق على حدود مزارعهم بعمق متر واحد لضمان عدم انتشار وامتداد النيران إلى بقية المزارع".
لكن حتى مع هذه الاستعدادات فإن طوبيا لا يبدو متفائلا بسبب قلة آليات الدفاع المدني قياساً بمساحة الأراضي الزراعية الشاسعه لمحافظة نينوى .
استعدادات مبكرة في صلاح الدين
تعد محافظة صلاح الدين ثاني أكبر محافظة بعد نينوى بإنتاج محصولي الحنطة والشعير، وشهدت أيضا حرائق مفتعلة قام بها تنظيم داعش العام الماضي.
وحرق التنظيم (15-20) ألف دونم من الأراضي الزراعية الموسم الماضي، بخسارة قدرها 20 ألف طن.
من جهته، يقول مدير دائرة الزراعة سعد كامل، إن موسم الحصاد قد بدأ في الجهات الجنوبية من المحافظة . ولا يخفي قلقه من تجدد نشاط داعش بحرق المزارع، لا سيما أن هذه الحوادث بدأت في عدة محافظات وإن لم تكن مفتعلة.
أما استعداداتهم لدرء خطر الحرائق، يقول كامل "هناك خطة عمل مبكرة بتكثيف نشاط الأجهزة الأمنية وانتشارها، بالإضافة إلى قيام الدفاع المدني بحرق الأدغال المتيبسة التي تفصل المزارع حتى لا تكون واسطة لانتشار الحرائق بين المزارع بالاضافة إلى زيادة تواجد الفلاحين في أراضيهم حتى انتهاء موسم الحصاد".
توقعات بموسم وفير
نظراً للأمطار الغزيرة التي شهدها الموسم الحالي، فإن وزارة الزراعة تتوقع أن يكون الإنتاج الوطني من الحنطة ستة ملايين هذا الموسم، فيما الحاجة المحلية تبلغ خمسة ملايين طن، أما الشعير فيتوقع إنتاج 1600 مليون، بسعر شراء للحنطة يبلغ 560 الف دينار و للشعير 420 الف دينار للطن الواحد.