الصورة الأكثر تداولا في تويتر الآن لأم مهند
الصورة الأكثر تداولا في تويتر الآن لأم مهند

"أم مهند للحزن صارت منارة ابنك اختاره الوطن وابنك اختاره.. تكله يا يمه القبر  خرب كشختك (أناقتك).. يوم توقع قوة متحملة اخيتك.. كلنا نرخص للوطن بس هو يغلا"، يردد متظاهرو ساحة الأحرار في مدينة كربلاء، حاملين الشموع في أكفّهم، ونبرة الحزن عالية في صوت أهزوجتهم.

ومنذ مساء أمس الاثنين، يتصدّر هاشتاغ #احنا_ولدج_ام_مهند تغريدات العراقيين، تضامناً ودفاعاً عن والدة الشاب مهند القيسي، الذي قُتل في ثورة أكتوبر. 

وكان نشطاء في مواقع التواصل، نشروا فيديو لأم مهند أثناء زيارة قبر محمد صادق الصدر، وهو والد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تحمل بيدها صورة ابنها مهند، وتبكيه شاكية "شنو سبب قتل ابني؟ ابنك يقول جرة أذن؟ هل تقبل بهذا؟ ليش تقبلها على مقتدى؟ أنا جاي أعاتبك واشتكيك عنه (مقتدى)".

وهذا الفيديو تسبب بحملة مضادّة لها من أتباع وأنصار التيّار الصدري. تقول الناشطة النسوية والمشاركة سابقاً في التظاهرات، بان ليلى إنها "ليست المرة الأولى التي تتهم فيها أم مهند مقتدى الصّدر بقتل ابنها بهذه الصراحة".

"ولكن بعد هذا الفيديو، لجأ الكثير من مناصري الصدر لتسقيطها واتهامها بالكذب وأنها مدعومة من جهات معينة، حتى وصل الأمر للطعن بشرفها" توضح بان لـ"ارفع صوتك".

وكتب الأستاذ السابق في الحوزة العلمية والناشط في ثورة أكتوبر أسعد الناصري "عصابات القتل وتسقيط الأعراض، لم يكتفوا بدماء الثوار الأبرياء، حتى لاحقوا أعراض أمهات الشهداء اللواتي يشرفن كل السياسيين الفاسدين وقادتهم، وكل اللصوص والخونة الذين أفسدوا ودمروا البلد بأبشع الصور".

 

وغرّد الناشط في دعم التظاهرات علي ثاني، بالقول "أم مهند .. تحملتي كثيراً يا أمي، يحاولون تشويه سمعتك لكن هيهات .. والله لن نترككِ وحيدة أبداً والله سيندمون .. وسيتحاسبون ولو بعد حين".

كما أبدل العديد من العراقيين في تويتر صورهم الشخصية بصورة أم مهند تحمل صورة نجلها المقتول، تعبيراً عن هذا التضامن، منهم مغنّي الراب الشهير أيمن حميد.

 

تضامن باللغتين العربية والإنجليزية

برفقة الوسم #احنا_ولدج_ام_مهند، غرّد عشرات العراقييت في تويتر، باللغتين العربية والإنجليزية، تضامناً وتعاطفاً مع أم مهند، التي ظهرت سابقاً في العديد من الفيديوهات تتحدث عن لوعتها جرّاء فقد ابنها وتطالب بتحقيق العدلة والاقتصاص من القتلة.

تتساءل لبنى "قتلوا الابن ثم هاجموا الأم.. أين الحكومة من كل ذلك؟".

 

وكتبت الناشطة زينب "أم مهند رفعة راس (مصدر للفخر).. امرأة قوية وما سكتت عن حقها وحق ابنها بوقت المرأة بي صوتها عيب".

وغرّد أحمد الناصري بالقول "عندما استشهد مهند القيسي في أحداث ساحة الصدرين، من قام برفع شعار تم تطهير الساحة من المندسين؟"، في إشارة إلى تورّط الصدريين بهذه الجريمة.

والشاب مهند، كان طالباً في قسم اللغات بجامعة الكوفة، وآخر ما كتبه في مواقع التواصل كان "دم الشهداء هو فقط ما يمثلنا"، مؤكداً في لقاء تلفزي معه أثناء مشاركته في التظاهرات أن مطلبه "تغيير النظام بصورة جذرية لأن النظام كلّه فاسد".

هل هي المرة الأولى؟

خلال ثورة أكتوبر تعرضت عشرات الناشطات لحملات تشويه السمعة من قبل أنصار التيار الصدري ومعادي التظاهرات، مستغلين الأعراف والتقاليد خصوصاً العشائرية، للترويج ضد الثورة.

وهو ما تصدّت له النساء العراقيات المشاركات في التظاهرات وغيرهن ممن لم يشاركن سابقاً، من خلال مسيرات نسائية حاشدة خرجت في ست محافظات جنوبية على الأقل، دعماً لمشاركة المرأة في صناعة التغيير، والتصدّي للفتاوى الصدرية.

 

سيّدات القرار في العراق

بعد سنوات من محاولات التهميش، كيف استعادت النساء العراقيات مكانتهن الأساسية؟

Posted by ‎Irfaa Sawtak - ارفع صوتك‎ on Friday, March 6, 2020

 

وتأتي هذه الهجمة، في الوقت الذي ينشط مئات العراقيين والعراقيات في حملة إلكترونية مستمرة منذ أكثر من شهر، للضغط باتجاه تشريع قانون مكافحة العنف الأسري، من أجل الحد من العنف ضد النساء والأطفال على حد سواء، بمختلف أشكاله، حيث لا تزال الجرائم بحق النساء تُرتكب من دون أي رادع أو قوانين تلجم ظواهر العنف المختلفة بحقها، بل على العكس في القانون ما يبيح ذلك.

 

لمعرفة المزيد عن الهجوم على ساحة الصدرين ووقع ضحيته مهند القيسي

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.