إزالة الألغام بالمناطق المحررة أكثر تعقيدا بسبب كورونا
أكدت المديرية العامة لدائرة شؤون الألغام توقف جميع أنشطتها الرامية لإزالة الألغام والأجسام غير المنفلقة من المناطق المحررة من سيطرة تنظيم داعش بسبب تفشي فايروس كورونا.
يشير مدير عام الدائرة خالد رشاد إلى صدور أوامر لدائرته وجميع المنظمات المدنية الساندة بالتوقف عن مسح المناطق في المحافظات المحررة حتى انتهاء جائحة كورونا.
ويضيف في حديث لموقع (ارفع صوتك) أن "العمل كان يمضي قدما لا سيما في مناطق عودة النازحين قبل تأثر العراق بالوباء، وتم تنظيف ملايين الأمتار المربعة في نينوى والأنبار وصلاح الدين، بالإضافة إلى ديالى وكركوك من الألغام المرتجلة".
والألغام المرتجلة هي نوع خاص غير منتج في دول معروفة بل قام تنظيم داعش بصناعتها وتتصف بتركيبتها المعقدة والتي تجعل من مهمة تفكيكها صعبه.
ويوضح رشاد "أشكالها لا توحي بأنها أجسام منفلقة، والأخطر أن التنظيم قام بزراعتها في البيوت والمدارس والأبنية الخدمية من ماء وكهرباء وغيرها"، لافتا إلى أن محافظتي نينوى والأنبار لهما النصيب الأكبر من جهود مديريته والمنظمات المدنية بسبب كثرة الألغام فيهما.
الإرشاد فقط
وبالتزامن مع عملها الميداني في إزالة الألغام تقدم العديد من المنظمات المدنية إرشادات للسكان في المناطق الملوثة بالألغام عن أشكالها، لتحذيرهم من تجنب العبث مع الأجسام الغريبة.
وتشير عضو "منظمة بغداد لإزالة الألغام" سرى طلال إلى أن المنظمة أتمت مسح ما يقرب من (350.000 كم مربع) في صحراء النجف والأنبار وصلاح الدين وكركوك بواسطة فرقها المنتشرة في تلك المناطق.
وتوضح لموقع (ارفع صوتك) أن عملهم ساهم بإعادة العديد من النازحين إلى قراهم لا سيما في محافظة صلاح الدين.
وتقول "قبل جائحة كورونا استطاعت فرق المنظمة من تأمين قريتي الشيخ علي ومحمد الموسى من الألغام التي كانت منتشرة بشكل كبير في تلك المساحة من المحافظة"، مؤكدة أنه وبسبب تفشي فايروس كورونا "توقفت جهود المنظمة ليقتصر عملها على حملات توعية على نطاق ضيق".
مهمة صعبة ومعقدة
وتصف الأمم المتحدة عمليات إزالة الألغام في العراق بأنها "الأصعب من بين الدول التي تعاني من وجود هذه الأجسام".
فالتقديرات تشير إلى وجود ما يقرب من 25 مليون لغم في مناطق واسعة من البلد، وتحتاج إلى ما يقرب من 8 سنوات ومبالغ ضخمة مخصصة لذلك.
ويضاف إلى ذلك المشهد المعقد لهذا الملف، فالجهود الدولية والمحلية كانت منصبة قبل عام 2014، على المحافظات العراقية المحاذية للشريط الحدودي مع إيران، والذي يمتد لأكثر من 1400 كم، حيث توجد ملايين الالغام والمقذوفات غير المنفلقة من مخلفات حرب 8 سنوات بين البلدين.
ولا تزال تلك الأجسام المتفجرة تفتك بالمئات من المواطنين سنويا.
وأصبح المشهد أكثر تعقيدا بعد سيطرة تنظيم داعش على محافظات في شمال وغرب البلاد، بعد زرعه لملايين الألغام بصورة عشوائية في المناطق التي سيطر عليها، لإعاقة تقدم القوات الاأمنية أثناء عمليات التحرير، لتصبح هذه الأجسام لاحقا إحدى أهم التحديات التي تواجه عودة النازحين إلى ديارهم.