مواطنة عراقية: كنت أظن كورونا ذريعة سياسية حتى مرضت به
لم تتخيل مائدة فليح (64 عاماً) أن تصاب بمرض كوفيد-19 المستجد، لمجرد أنها ذهبت لاستلام راتبها التقاعدي الشهر الماضي.
"كان الفيروسفي انتظاري رغم شكوكي بحقيقة وجوده، وظنّي أن الأزمة ذريعة سياسية فحسب"، تقول مائدة.
وبعد أيام قليلة، بدأت أعراض الفيروس بالظهور تدريجياً، فارتفعت درجة حرارة جسمها، ثم شعرت بضيق التنفس وغير ذلك.
وغالبا ما تكون المؤسسات والمكاتب المخصصة بتوزيع الرواتب مزدحمة بالمتقاعدين، مما يجعل الاحترازات الوقائية من المرض والتباعد الاجتماعي وغير ذلك أشبه بالمستحيل.
كما يزيد من خطورة العدوى أن المستفيدين من الرواتب هم من كبار السن والعجزة.
تقول مائدة لـ "ارفع صوتك": "لم أكن قلقة في البداية، وتوقعت أنها انفلونزا خفيفة، لكن عندما تأزمت حالتي الصحية وصرت لا أقوى على التنفس، اتصلت بزوج أختي ياسر هاتفياً، فنصحني بمراجعة المستشفى".
وياسر (49 عاما) الذي يعمل ممرضاً في إحدى مستشفيات بغداد، ركز خلال اتصالاته بمائدة على الالتزام بالإجراءات الصحية لحين ظهور النتائج التي كانت إيجابية.
توضح مائدة "طلبوا مني في المستشفى عزل نفسي في غرفة داخل بيتي بعيداً عمن يعيشون معي".
وتعيش مائدة مع أمها وأخيها الموظف في وزارة الداخلية.
تقول "بعد أسبوع من إصابتي بالفيروس انتقلت العدوى لأمي التي كانت بالأساس لا تقوى على مغادرة فراشها لأنها تعاني من أمراض أخرى لكبر سنها".
"وعندما يكون المريض مقعداً وكبيراً في السن تزيد المعاناة، لأنه بحاجة لمداراة خاصة وإلى اهتمام مضاعف والمكوث بقربه دائما كالطفل الصغير" تقول مائدة.
بدأت حالة مائدة الصحية بالتحسن، بعد أن أظهرت نتائج الفحوص سلبية الإصابة بالفيروس، حيث تكفل زوج أختها ياسر، بزيارتهم كل يوم، كما كان حريصاً على متابعة الفحوص المختبرية وكذلك الاهتمام بهما وتوفير احتياجاتهما.
وتضيف "أمي كذلك رغم كبر سنها تحسنت صحتها شيئاً فشيئاً، وبدأت تتعافى".
وتشير مائدة إلى أنه لم يكن غريباً أن تنتقل العدوى منها لأمها، لأنها لم تكن تستطيع تركها وحدها.
لكن "الأعجب" برأيها أن "أخاها جابر الذي قضى يوماً واحداً من إجازته العسكرية معهما، ظهرت عليه أعراض المرض".
وجابر (39 عاماً)، يعاني من مرض الربو، حيث اعتاد على البقاء في وحدته العسكرية طيلة الشهر وزيارة أهله بضعة أيام خلال الإجازات.
تتساءل مائدة "صراحة، لا نعلم هل انتقلت العدوى لجابر من داخل منزلنا أو من شخص ما في مقر وحدته العسكرية؟"
وتضيف "على الرغم من شفائنا أنا وأمي، إلا أنني قلقة على أخي جابر. وأخشى أن أفقده، لأن اعراض المرض تبدو شديدة عليه".
وتشير إلى أن جابر لم يتحسن تدريجياً مثلما حدث معها هي وأمها، حيث لا يزال مصاباً بالمرض، لليوم الثالث عشر على التوالي.