العراق

الموصل بلا إنترنت منذ ثلاثة أيام .. الأسباب والنتائج

دلشاد حسين
19 يونيو 2020

ينتظر طلبة الجامعات في محافظة نينوى عودة شبكات الإنترنت للعمل في المحافظة التي تشهد انقطاعا شبه تام في الانترنت منذ الأربعاء الماضي بقرار من وزارة الاتصالات بالتزامن مع استمرار التعليم الإلكتروني وبدء امتحانات الدراسات العليا في البلاد.

وزير الاتصالات العراقي اركان شهاب احمد الشيباني أعلن في بيان الأربعاء الماضي، عن انطلاق المرحلة الثانية من "عمليات الصدمة" في محافظة نينوى بتوجيه مباشر من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لكشف ومكافحة تهريب سعات الإنترنت في العراق.

وذكر البيان أن "المرحلة الثانية من عمليات الصدمة انطلقت بأشراف مباشر من قبل وزير الاتصالات وبدعم وتعاون وتنسيق مشترك مع جهازي المخابرات والامن الوطني وهيئة الاعلام والاتصالات وقوات الرد السريع في وزارة الداخلية للكشف عن مواقع وأبراج وعُقد ومنظومات تهريب سعات الإنترنت في محافظة نينوى"، مؤكدا الاستمرار بهذه العمليات لحين القضاء على التهريب بشكل كامل.

ووفقا لبيان الاتصالات، فإن العملية تشمل جميع قواطع محافظة نينوى بتعاون كبير بين كافة الجهات بما فيها محافظة الموصل والجهات الامنية المختصة التي اخذت بدورها تغطية الجانب الامني للوصول إلى المهربين الحقيقيين، مشيرا إلى استمرار هذه العمليات النوعية التخصصية لكشف ومكافحة تهريب سعات الإنترنت في عموم العراق.

توقيت خاطئ

يعتبر عمار العلي، وهو طالب دراسات عليا توقيت انطلاق حملة وزارة الاتصالات لقطع الإنترنت "أسوء وقت لتزامنه مع بدء امتحانات الدراسات العليا واستمرار طلبة الجامعات بالتعليم الالكتروني".

ويوضح العلي في حديث لموقع (ارفع صوتك) "الأحد المقبل ستنطلق امتحانات طلبة الدراسات العليا وحتى الآن الانترنت منقطع بشكل كامل عن ٨٥٪ من المشتركين في نينوى، ومن غير المعلوم متى سيتعود الشبكة مجددا في وقت الإنترنت الذي توفره شركات الموبايل المعروف بإنترنت البيانات بطيء جدا لا يمكن للطالب الاستفادة منه اطلاقا"، مضيفا، "كان من المفترض أن تؤجل الوزارة حملتها الى ما بعد الامتحانات النهائية للطلبة الذين يعيشون أوضاعا استثنائية بسبب انتشار وباء كورونا والاغلاق العام".

طلا يوجد حاليا بديل للشبكات المقطوعة، لأن الشركات الحاصلة على موافقة الوزارة لا تغطي سوى ١٥٪ من الإنترنت في المحافظة ولا يمكن إيجاد حل بشكل سريع في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها العراق، بحسب طال الدراسات.

وتنقسم شبكات الإنترنت في محافظة نينوى إلى نوعين، هما:

- "الإيرث لينك"، وهي الشبكات الحاصلة على الموافقات الحكومية الرسمية وتغطي نحو ١٥٪ من المحافظة.
- شبكات الإنترنت العاملة في نينوى دون حصولها على موافقات رسمية من وزارة الاتصالات العراقية وهي تغطي ٨٥٪ من الإنترنت في المحافظة.

تأثيرات أخرى

ويخشى الناشط المدني أسامة خليل أن يؤدي انقطاع الإنترنت بشكل مستمر في المحافظة إلى ارتفاع أجور الاشتراك وشحة الخطوط "سلبا على غالبية الاعمال التي باتت تمارس عبر الإنترنت إثر اجراءات الوقاية من فيروس كورونا التي تتخذها الحكومة".

ويقول خليل لموقع (ارفع صوتك)، "لم أمارس عملي كناشط مدني في المنظمات الإنسانية منذ ثلاثة أيام بسبب انقطاع الإنترنت، لأنه ومنذ اعلان اجراءات الحجر الصحي نعتمد على هذه الخدمة في عقد اجتماعاتنا وبحث المشاريع ووضع الخطط".

ويضيف "لذلك انقطاع الإنترنت أثر بشكل سلبي على عملي بنسبة ٩٥٪، وهذا هو الحال بالنسبة للطلبة والتجار وغالبية أبناء نينوى الذين يمضون أوقاتهم على الإنترنت في ظل الحجر والبقاء في المنزل".
 

دلشاد حسين

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.