كورونا عبر مكبرات الصوت.. "رعب" في أحياء عراقية
لم يعد انطفاء التيار الكهربائي هو ما يوقظ الناس من نومهم، فدوي مكبرات الصوت بدءا من أرقام الأزقة والمنازل وحتى اسم المصاب بفيروس كورونا باتت تتسبب في حالة من الذعر للذين يعيشون في هذه المناطق.
كانت بشرى حسين (48 عاماً)، من بين الذين يشعرون بالرعب من أصوات المكبرات، تقول لـ "ارفع صوتك": "مشكلة أن تسمع أصوات المكبرات التي تبثها سيارات شرطة النجدة والإسعاف في شوارعنا بحثاً عن منزل مصاب بفيروس كورونا لنقله إلى أقرب مستشفى".
وتضيف: "كان الجو حاراً جداً والكهرباء مطفأة، كان دوي مكبر الصوت مخيفاً ويشعرك بالقلق".
وتشير إلى أن هذه المكبرات وهي تنادي برقم الزقاق أو اسم المريض تجعلك بين خيارين، إما العزلة في المنزل أو الإيقان بأنك ستكون المصاب التالي، خاصة إذا كان العنوان الذي تبحث عنه لفرد من أفراد جيرانك بالمنطقة.
دوريات الشرطة
وظهر استخدام مكبرات الصوت بشكل كبير بتعامل دوريات شرطة النجدة مع إجراءات حظر التجوّل بسبب تفشي وباء كورونا.
يقول مؤيد كريم (34 عاماً) لـ"ارفع صوتك"، إن "دوريات الشرطة بدأت تستعين بمكبرات الصوت بعد حظر التجوّل للتأكد من إغلاق المحال التجارية وتفريق تجمعات الناس خشية تفشي فيروس كورونا".
ويضيف "لكن الاستعانة بهذه المكبرات للبحث عن تواجد المصابين بمناطقنا تسبب في ضغوط نفسية وإنسانية".
ويشير مؤيد إلى أن أقربائه اضطروا للاتصال بسيارة إسعاف لنقل مريضهم المصاب بفيروس كورونا المستجد للمستشفى، بعد أن كانوا تجاه خيار واحد فقط وهو إنقاذه من الموت.
"لكنه مات، وبقيت الوصمة تلاحقهم" يقول مهند.
الوصمة الاجتماعية
من جهتها، تقول الخبيرة في علم النفس الاجتماعي الدكتورة صبيحة الصالحي، إن "الاستعانة بمكبرات الصوت في المناطق يخلق نوعاً من الخوف والشعور بأن هذا المصاب كائن غير مرغوب فيه، وهو أول ما يتبادر لذهن الكثيرين عند سماع دوي أصواتها".
وتضيف لـ "ارفع صوتك" أن "النظرة المجتمعية تجاه المصاب بفيروس كورونا تسببت بوصمة واقترنت بحياته، وحتى بحياة أفراد أسرته".
وتتابع الصالحي "الجهل المحيط بالوباء لأنه جديد، له تأثير سلبي على حياة المصابين لدرجة أن عائلة المصاب تحاول أن تتكتم على الأمر وترفض الاستعانة بسيارة إسعاف أو الذهاب للفحص الطبي خشية التعرض للتميز أو الوصمة الاجتماعية".
وتشير إلى أنه بعد ظهور نتائج الاختيارات الطبية لشخص ما بأنه مصاب تبدأ سيارة الإسعاف بالبحث عنه داخل منطقته لنقله إلى أماكن العزل، لذا فهي تضطر إلى الإعلان عنه بمكبر الصوت لأن مهمة الوصول للمصاب غير سهلة.
وكانت وزارة الصحة والبيئة أعلنت، الخميس الماضي، عن تسجيل 2184 إصابة بكورونا والوفيات 110 ليكون مجموع الإصابات 53708، بينما مجموع حالات الشفاء 27912 ومجموع الراقدين الكلي 236366، والراقدين في العناية المركزة 326، ومجموع الوفيات الكلي 2160.