العراق

خيبة أمل طلبة الجامعات الأهلية في تخفيض أجور الدراسة

06 يوليو 2020

من أصل 63 جامعه وكلية أهلية في العراق، بادرت 48 منها إلى تخفيض الأجور الدراسية للطلبة مراعاة للظرف الحالي.

بدورها أعلنت وزارة التعليم العالي وعلى موقعها الرسمي الشهر الماضي أسماء تلك الجامعات والكليات ونسب وتفاصيل التخفيضات.

تقليل أقساط الطلبة برأي العديد منهم كان مجرد دعاية من قبل هذه المؤسسات التعليمية.
تقول الطالبة شيماء من قسم الإعلام في كلية الفراهيدي الأهلية، "قسطي السنوي 1,850,000 دينار، ما يعادل (1500 دولار)، يسدد على ثلاث دفعات، والتخفيض الذي أعلنته الكلية هو 10% على الدفعة الأخيرة فقط لأنني سددت الدفعتين الاولى والثانية".

وتضيف في حديث لموقع (ارفع صوتك) إن ما تم تخفيضه فعليا هو (75,000 دينار (65 دولار تقريبا).

أما نور وهي طالبة صيدلة في كلية البيان الأهلية والتي تدفع قسطا سنويا يبلغ 8,500,000 دينار، ما يعادل (7000 دولار)، فتؤكد أن ما قامت به الكليات الأهلية من تخفيضات كان "شكليا ولا يراعي الجوانب الإنسانية التي يمر بها غالبية الطلبة".

وتوضح لموقع (ارفع صوتك)، "رغم هزالة التخفيضات وهي 10% على الدفعة الأخيرة من القسط السنوي، إلا أنها لفترة محدودة، ما يعني أن هذه الكليات ستعود إلى استيفاء الأجور السابقة مع بداية العام الدراسي المقبل".

قطع رواتب للتدريسيين

بالتزامن مع التخفيضات التي أجرتها الكليات الأهلية على أجور الطلبة، فإنها عمدت إلى تخفيض أجور الكوادر التدريسية فيها إلى النصف.

تقول التدريسية الجامعية س (طلبت عدم ذكر اسمها والجامعة)، أن الكلية التي تعمل بها قامت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مع بداية التظاهرات إلى دفع نصف الرواتب للتدريسيين.

وتضيف في حديث لموقع (ارفع صوتك)، "وعدتنا الكلية أن النصف الثاني سيكون ادخارا إجباريا، لكن مع تفشي فيروس كورونا لم يعد هناك ادخار إجباري ودفعوا لنا النصف فقط على الرغم من أن تعليمات وزارة التعليم العالي واضحة بهذا الشأن".

وتؤكد الدكتورة (س) أن العديد من التدريسيين قدموا شكوى لوزارة التعليم دون جدوى، لأن "هذه الكليات مملوكة لمتنفذين في الدولة"، على حد قولها.

دور وزارة التعليم

قانون الكليات والجامعات الأهلية رقم (25 لسنة 2016)، حدد مسارات العمل ونظم طبيعة العلاقة بين وزارة التعليم العالي وهذه المؤسسات.

واشترط القانون أن تكون وظيفة الوزارة هي "الإشراف والتقويم العلمي فقط".

ويلفت المتحدث باسم وزارة التعليم العالي حيدر العبودي إلى أن "للجامعات الأهلية شخصية معنوية لها استقلالية مالية وإدارية، ولم يحدد القانون سلطة صريحة للوزارة على الكليات الأهلية"، مشرا في الوقت نفسه إلى أن ذلك لا يعني "أن تتحول هذه المؤسسات إلى كيانات ربحية على عكس الأهداف المرسومة لها من قبل القانون".

ويقول العبودي لموقع (ارفع صوتك)، "بموجب القانون فإنها مؤسسات غير ربحية ذات أهداف علمية وتربوية وثقافية وإذا ما خرجت عن إطار ما مرسوم لها فان للوزارة الصلاحية بسحب رخصة المخالف منها".

وكانت وزارة التعليم العالي قد طالبت الكليات والجامعات الاهلية في يناير كانون الثاني الماضي بتخفيض 30% من الأجور الدراسية، إلا أن هذه الكليات على ما يبدو لم تنفذ هذا الطلب.

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.