العراق

بعد اغتيال الهاشمي.. دعوات لحل هيئة الحشد الشعبي

رحمة حجة
07 يوليو 2020

برزت مطالبات عديدة بحل هيئة الحشد الشعبي، بعد اغتيال الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي، خصوصاً بظهور تأويلات ترجّح أن مقتله كان على خلفية نشره بحثاً بعنوان "الخلافات الداخلي في هيئة الحشد الشعبي" أول يوليو الجاري.

 

كتبت فاطمة الشمري "التقرير الاخير الذي كتبه الهاشمي، والذي ربما يكون تسبب في اغتياله، التقرير نشر قبل أيام من وفاته، ومنشور على الصفحة الرئيسية لمركز صنع السياسات التقرير مهم جداً لأي مهتم بالشأن الأمني في العراق، ويشرح بوضوح وعمق خارطة توزيع النفوذ الإيراني في العراق".

 

ومثّل هذا البحث وغيره من تغريدات الهاشمي السابقي، مساحة للشك بأن قاتل الخبير الأمني مرتبط بالحشد الشعبي، وكتائب حزب الله.

وأرفق النشطاء تغريداتهم بوسم #ما_بني_بفتوى_يحل_بفتوى ، في إشارة إلى أن الحشد الشعبي الذي تشكّل بعد فتوى الجهاد الكفائي من السيستاني، يمكن أن ينتهي بنفس الطريقة.

 

 

 

وكان الهاشمي كتب تعليقاً على تغريدة، اعتُبرت هي أيضاً سبباً من أسباب اغتياله "كتائب حزب الله، يمكن تصنيفها تتواجد في منطقة اللادولة أو كما يصطلح بالفاعل الهجين، فلديها 3 ألوية داخل الحشد وهي 45،46،47 وتأخذ رواتب وظيفية من أموال الدولة، ولديها جناح مسلح خارج الحشد الشعبي فيه هيئة سياسية وإعلامية واقتصادية وناطق إعلامي وناطق عسكري، وأبو علي من هذه الفئة".

وفي تويتر، ضمن هذه الحملة، قال ياسين "حشد فصائل الخزعلي والعامري والخرساني وحزب الله .. إيراني من عمامته إلى كعب حذائه، إيرانيُ الولاية والانتماء، وأحد الأذرع التي يستخدمها النظام الإيراني ضد خصومه العراقيين والعرب والأجانب، ولا يتلقى أوامره من وزير الدفاع العراقي، ولا من رئيس الدولة".

وكتب المغرّد م. الحسناوي "خطبة سابقة للصافي ممثل المرجعية يؤكد على ضرورة سيطرة الدولة و سحب السلاح الذي تحت يد الميليشيات مهما كانت تحت اي مسمى او وجود او كيان .. بسبب كثرة المواقف العدائية للميلشيات الولائية و تعرضهم للمتضاهرين السلميين من عمليات خطف و اغتيالات".

وكتب الناشط فينوس "الولائيين نجحوا باستغلال دماء الحشد الشعبي الذين استجابوا لفتوى علي السيستاني واتخذوا من الحشد الشعبي غطاء لأفعالهم المجرمة".

وغرّد كارلوس شيلبي "#ما_بني_بفتوى_يحل_بفتوى تضحيات الحشد الشعبي للعراق لاتعد ولاتحصى.. وعار على كل شخص ينكرها.. لكن بنفس الوقت قادات الحشد والميليشيات التي تتستر برداء الحشد الشعبي ستضيع تضحياتهم...فواجب المرجعيه حل ماتبقي من الحشد الشعبي ودخوله إلى العمليه العسكرية".

 

رحمة حجة

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.