هل قتلت "كتائب حزب الله" هشام الهاشمي؟
بعد ساعات فقط من مقتل الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي، وجهت أصابع الاتهام لميليشيا كتائب حزب الله المدعومة من إيران بالتورط في مقتله، وأصبح أكثر هاشتاغ متداول في تويتر بالعراق هو #كتايب_حزب_الله_تغتال_الهاشمي.
كيف سينام القاتل، وقد حرم هؤلاء الأطفال من أبيهم؟!!#كتايب_حزب_الله_تغتال_الهاشمي pic.twitter.com/V2wrCRJzqW
— شبكة الصحافة العراقية +INP (@INPPLUSarabi) July 7, 2020
ويستند مئات المدونين العراقيين الذين كتبوا تحت هذا الوسم إلى التهديدات التي تحدث عنها الهاشمي مع مقربيه، والتي قال فيها إن "كتائب حزب الله هددته بالتصفية".
وقال الهاشمي لعدد من مقربيه، من ضمنهم صحفي عراقي يعمل في قناة الحرة إنه " يتلقى بشكل دوري تهديدات بالقتل".
كما أنه أبلغ زعيم تيار "مواطنيون"، الناشط غيث التميمي في مقابلة مع قناة الحرة إن الهاشمي تلقى تهديدات من كتائب حزب الله العراقية قبل اغتياله.
وعرض التميمي رسائل متبادلة بينه وبين الهاشمي يطلب منه فيها نصيحته في التعامل مع هذا التهديد.
رئيس الوزراء @MAKadhimi لدي وثائق تحدد الجهة المتورطة بقتل @hushamalhashimi #هشام_الهاشمي زودني بها الشهيد هشام وانا على أتم الاستعداد لتزويدكم بكافة التفاصيل، وقد تم تهديدي قبل قليل من نفس الجهة بسبب اعلاني عن وجود الوثائق.
— غيث التميمي GHAITH ALTAMIMI (@altamimi1981222) July 6, 2020
ننتظر منك الموقف واذا قتلت فانت مسؤول عن دمي ودم هشام
وقبل مقتله، هدد المتحدث باسم كتائب حزب الله "أبو علي العسكري"، باختطاف الهاشمي، في رد على تغريدة للهاشمي بشأن اعتقال المتورطين بإطلاق صواريخ الكاتيوشا على مناطق متفرقة من بغداد.
العسكري، ويعتقد أن اسمه الحقيقي حسين مؤنس، قال للهاشمي بنبرة تهديد "هل تحب أن نجلبك إلى مقر الكتائب".
وسبق هذا كشف الهاشمي لهوية مؤنس، الذي هدد شخصيات عراقية رفيعة منها رئيس الوزراء باستخدام حساب يحمل اسم أبو علي العسكري على تويتر، لكن الهاشمي كشف هويته الحقيقية وصورته أيضا.
يقال انها صورة لصاحب التغريدات المثيرة للجدل والتي سببت أزمات سياسية بين موسسات الدولة العراقية الرسمية وخلايا وشبكات اللادولة المسيطرة على الدولة العراقية؛ ابو علي العسكري واسمه الحقيقي بحسب مصادر "حسين مؤنس"، وهو عضو في مجلس شورى كتائب حزب الله، ويعمل مستشارا أمنيا وعسكريا. pic.twitter.com/36Fa2HdQrR
— Husham Alhashimi هشام الهاشمي (@hushamalhashimi) March 4, 2020
لكن ليس هذا فقط ما أدى إلى اتهام الكتائب بالتورط في مقتله، وإنما أيضا بتشابه أسلوب الاغتيال مع اغتيالات أخرى يعتقد أن الكتائب نفذتها، ومنها اغتيال الناشط المدني فاهم الطائي في كربلاء.
ثلاثة دراجات نارية , أحاطت به
— Amer Ibrahim عامر إبراهيم (@amiraljubori) July 6, 2020
عاجله القاتل برصاصاته كما فعل في كربلاء
قاتل فاهم هو ذاته قاتل هشام .
-----
رحم الله شهداء العراق .#فاهم_الطائي #هشام_الهاشمي pic.twitter.com/OX9TRxbHZG
ويقول الصحفي العراقي حسان الشاوي إن "عمليات القتل التي يعتقد إن الميليشيات تنفذها تحمل بصمات متشابهة دائما".
واغتيل الطائي بنفس الأسلوب، على يد قاتل يستقل دراجة نارية ويحمل مسدسا كاتما للصوت، ويجلس إلى الخلف من سائق الدراجة، كما أنها طريقة مشابهة لقتل ناشطين آخرين منهم الصحافي العراقي أحمد عبد الصمد، والناشط قدوس في محافظة ميسان، وناشطون آخرون.
ويضيف الشاوي لموقع "الحرة" إن "الميليشيات لا تجد حرجا في التخلص من أعدائها سواء بتشويه سمعتهم أو بتهديدهم أو بقتلهم في حال لم يتراجعوا، ويبدو أن الهاشمي لم يتراجع عن انتقاداته لها".
وعقب مقتل الهاشمي، نشرت حسابات مؤيدة للميليشيات تغريدات تهلل لمقتله، قبل أن تحذف أغلب تلك التغريدات بعد صدور تعزية رسمية من قبل إعلام الحشد الشعبي العراقي الذي تنتمي إليه كتائب حزب الله.
وقبل مقتله، تعرض الهاشمي إلى حملة تهديدات مكثفة، شملت إنتاج فيديوهات وصور عنه، بنفس الطريقة التي أنتجت بها فيديوهات مشابهة لأشخاص اختلفوا مع الميليشيات.
ويقول الناشط سنان العامري إن "الميليشيات شنت حملة مكثفة لتشويه صورة الهاشمي، استخدم فيها فيديوهات منتجة بشكل حرفي تحتوي اتهامات مختلفة للهاشمي، كما إن صورا له نشرت بنفس أسلوب إعلام الكتائب حينما تهاجم أعداءها وتحاول تشويه سمعتهم".
وفور مقتل الهاشمي، انتشرت صورة لبيان قيل أنه لداعش، وهي تتبنى عملية مقتل الهاشمي، لكن جهات فنية عراقية متخصص قالت إن البيان مزور، وإن داعش لم يتبن العملية.
انتبه..
— Tech 4 Peace التقنية من اجل السلام (@iQTech4Peace) July 6, 2020
الوكالات الاعلامية الرسمية التابعة لتنظيم داعش ممثلة بوكالة ناشر نيوز ووكالة اعماق لم تعلن ذلك حيث آخر منشور لهم اليوم كان في الساعة ٧:٥٣ مساءاً بتوقيت العراق وكان يتحدث عن سوريا. pic.twitter.com/eRExN65xgh
ويضيف العامري لموقع "الحرة" "تستخدم الكتائب نفس أسلوب داعش في عمليات التشويه والتصفية، تبدأ بشيطنة الشخص بشكل ممنهج لتقليل الضرر في رد فعل الرأي العام على استهدافه، ثم تتخلص منه، ثم تبدأ بنشر الأكاذيب والإشاعات بشأن الحادثة لتجنب رد فعل موحد".
وقبل ساعات أو ربما دقائق من اغتياله أطل الهاشمي في مقابلة متلفزة عبر محطة محلية انتقد فيها ما أسماه "خلايا الكاتيوشا" التي تطلق الصواريخ وتهاجم البعثات الديبلوماسية في العراق.
واغتيل الهاشمي وسط العاصمة العراقية الاثنين، بعد خروجه من هذه المقابلة ووصوله إلى مقربة من منزله من قبل مسلحين مجهولين يستقلون دراجات نارية.
وفارق الهاشمي الحياة متأثرا بإصابات بالغة في الرأس والصدر، في مستشفى ابن النفيس، وسط العاصمة العراقية.
ودأب الهاشمي على الدفاع عن سلطة القانون والدولة في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو خبير أمني معتمد من قبل وسائل الإعلام العربية والعالمية وعدد من جامعات ودور البحث في العالم.
نقلا عن موقع الحرة