رحيل شيخ الخطاطين... هل يهدد باندثار المهنة؟
خاص- ارفع صوتك
"ولد الخط ومات في بغداد"، عبارة أطلقها الخطاط التركي الشهير حامد الأمدي، في إشارة إلى ولادة هذا الفن على يد الخطاط العباسي ابن البواب، أما المقصود بالموت فهو رحيل الخطاط هاشم البغدادي، الذي يعد أحد أساطير هذا الفن في العصر الحديث.
ومنذ رحيل البغدادي في سبعينيات القرن الماضي، أخذ تلامذته ومجايلوه على عاتقهم الاستمرار بنهضة رسم الحرف العربي وإتقان أبعاده، وكان أبرزهم الأستاذ يوسف ذنون، المولود عام 1932 في مدينة الموصل.
وتوفي ذنّون في الثالث من يوليو الجاري، تاركا إرثا فنيا ضخما في هذا المجال، فلا يزال أكثر من 500 جامع في العراق يحمل لمساته الخطية، أما كتبه وأبحاثه وتأسيسه لمركز بحوث، فاستطاع من خلالها الحفاظ على فن الخط وتطويره، وكان لذلك "فقيه الخط العربي".
يقول رئيس قسم الخط العربي في معهد الفنون الجميلة حيدر ربيع لموقع "ارفع صوتك" إن "رحيل ذنون سيترك ثغرة في عالم الخط العربي، لكن مع ذلك فإن هذا الفن مستمر بالازدهار حالياً في البلد، نظراً لوجود نخبة من الشباب الذين يحسب لهم حساب عند مشاركتهم في المهرجانات".
ويشير إلى أن الغالبية العظمى من جوائز المسابقات أو المراتب المتقدمة، على مستوى عربي، تكون من نصيب الخطاطين العراقيين.
قلة المهرجانات المحلية
كان مهرجان بغداد الدولي للخط والزخرفة الذي انطلق عام 1988 محفلاً مهما للمهتمين بهذا الفن من كل دول العالم، إلا أن انحسار دوراته لاحقا، بسبب الأوضاع السياسية فترة التسعينيات، أفقد الخطاطين روح المنافسة، التي كانت حاضرة دائما في هذه المناسبات، وفق رئيس جمعية الخطاطين العراقيين روضان بهية.
ويقول بهية إن "قلة المهرجانات المحلية لم تُفقد الخطاط العراقي سيطرته في المنافسات" مضيفاً لـ"ارفع صوتك": "مهرجانات ومسابقات الخط العربي التي تقام في دبي واسطنبول وحتى القاهرة خير بديل عمّا فقدناه في بلدنا من تلك المنافسات".
ويؤكد "علو كعب الخطاط العراقي أينما حل، ورواج بيع لوحاته الخطية خارج البلد" على حد وصفه.
جيل جديد وأفكار جديده
يرى الفائز بمسابقة عمان للبوستر عام 2007 كاظم العمران، أن رحيل جيل الخطاطين الرواد لن يؤثر على مكانة هذا الفن في العراق، مشيراً إلى وجود مجموعة من الخطاطين الشباب يحملون أفكارا وروحاً جديده في عالم الخط، لم تكن موجوده في زمن الرواد.
ويضيف لموقع "ارفع صوتك": "هناك لوحات لخطاطين شباب نقف أمامها بإعجاب كبير نظرا لتكويناتها والمغايرات الجديدة التي لم يعهدها الرواد أو الجيل الذي جاء بعده".