الكاظمي بين أهالي الطارمية: لن نسمح بوجود فتنة
لا تبعد الطارمية سوى نحو 20 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة العراقية بغداد، وهي منطقة زراعية هادئة على نهر دجلة، لكن أحداثا أخيرة جلعتها في عين العاصفة.
فهذا القضاء الصغير، عاد إلى الواجهة بعد هجمة شنها تنظيم داعش مؤخرا، حيث تسببت بمقتل ضابط رفيع في الجيش العراقي، لتنطلق بعدها دعوات من عناصر ومؤيدي ميليشيات مسلحة موالية لإيران لـ"تطهير القضاء"، وتهجير سكانه.
الحكومة العراقية تحركت سريعا، فأرسلت مستشار الأمن الوطني الجديد، قاسم الأعرجي، إلى القضاء، قبل زيارة لرئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، حيث التقى المسؤولان بالأهالي والقوات الأمنية في الطارمية.
وأكد الكاظمي للأهالي الذين التقاهم في الطارمية أن الجهود التي تبذلها "قواتنا البطلة لتعقّب الخلايا الإرهابية النائمة كبيرة، ولن نسمح بوجود فتنة في الطارمية أو في أي منطقة بالعراق، فأبناء الطارمية أبناؤنا، وقواتنا تعمل جاهدة لحمايتهم".
وأشار إلى أن "محاولة النيل من قواتنا البطلة بالشائعات مرفوضة، ولا نقبل بها، وهناك من يحاول أن يحيي الطائفية مجددا، وسنتصدى لهذا الأمر".
وقبل زيارة الكاظمي، نشر عناصر من الميليشيات ومؤيجون لها وسوما على وسائل التواصل الاجتماعي، تدعو إلى الثأر من المنطقة، بل إن بعض الأصوات نادت بتهجير سكان المنطقة، و"استنساخ تجربة جرف الصخر".
وهاجم مستشار الأمن الوطني العراقي هذه الدعوات، مؤكدا أن عودة الطائفية إلى العراق هي "أحلام خائبة".
أيها الطائفيون خابت احلامكم فالطائفية في بلدي اصبحت من الماضي . #الطارمية.تحارب .الارهاب
— قاسم الاعرجي (@qassimalaraji) July 20, 2020
وقال الصحفي العراقي، أحمد حسين، إن "تجربة جرف الصخر" تعني "سيطرة الميليشيات على الأراضي الزراعية الخصبة، وإقامة معتقلات محصنة، وتهجير الأهالي، وفرض إتاوات على من تبقى".
ويؤكد حسين أن "كتائب حزب الله تدير معتقلا محصنا في جرف الصخر منذ سنوات، وهي لا تسمح لأية جهة بالوصول إليه أو دخوله".
ويقع الطرف الشرقي من معسكر التاجي، وهو الطرف الذي يحتوي معسكرات أميركية، وسجنا، ومعسكرات الدبابات العراقية (أبرامز) بالكامل على طريق الطارمية، قرب الشارع الممتد بمحاذاة نهر دجلة والمسمى بـ(التاجي عالشط).
وتقع هناك أيضا محطة كهرباء، وطريق من منطقة المحيط في الكاظمية، إلى منطقة الطارمية، وهو طريق تتناثر البساتين الخصبة على جانبيه.
ويقول الصحفي حسين لموقع "الحرة" إن "القرب الكبير من معسكر التاجي يعني سقوطه عسكريا بيد الفصائل، وإخراجه عمليا من الخدمة، أو بقاء القوات فيه رهينة لقذائف الميلشيات وصواريخها".
ويبدو أن الحكومة العراقية متنبهة للأهداف الحملة الإعلامية للميليشيات، فقد أكد الكاظمي، الذي يعتبر أول رئيس وزراء يزور القضاء ويتجول في شوارعه، أنه "لن يسمح بوجود فتنة في الطارمية أو في أي منطقة بالعراق، فأبناء الطارمية أبناؤنا، وقواتنا تعمل جاهدة لحمايتهم".
وشهدت الطارمية والمناطق الزراعية المحيطة بها، والممتدة إلى محافظة صلاح الدين، أعمال عنف كبيرة خلال سنوات الحرب الطائفية، لكنها هدأت بشكل كبير بعد عام 2010، فيما شهدت هجمات نوعية خلال فترة سيطرة داعش على مناطق قريبة من القضاء.