"عاشقة بغداد".. ما سبب حب العراقيين للألمانية المختطفة هيلا؟
اختطفت الألمانية المقيمة في العراق منذ عام 2010، هيلا ميفيس، مساء الاثنين الماضي، بعد خروجها من مكتبها في العاصمة بغداد، ولم يُطلق سراحها حتى الآن.
وكانت هيلا ميفيس، غادرت مكتبها "على متن دراجتها الهوائية عندما شوهدت سيارتان، إحداهما شاحنة بيضاء صغيرة تشبه تلك التي تستخدمها القوات الأمنية، تقومان بخطفها" حسبما نشرت وكالة "فرانس برس".
وقالت إن أحد عناصر مراكز الشرطة "شاهد عملية الخطف إلا أنهم لم يتدخلوا" نقلاً عن مصدر أمني في بغداد.
وروت ذكرى سرسم، من مؤسسة "برج بابل" وهي صديقة لميفيس، أن الأخيرة كانت "تشعر بالقلق بعد مقتل هشام الهاشمي"، مضيفة "تحدثت إليها الأسبوع الماضي وهي كانت بالفعل منخرطة في الاحتجاجات أيضا، لذلك كانت تشعر بالتوتر بعد الاغتيال".
وعلى أثر هذا الاختطاف، شكلت وزارة الخارجية الألمانية فريق أزمة.
وقال وزير الخارجية هايكو ماس، الثلاثاء الماضي، خلال زيارة لليونان إن وزارة الخارجية بدأت النظر في القضية من أجل إيجاد "حل يضمن الشخص المعني وأمنه وسلامته"، دون إضافة أي تفاصيل، وفق موقع "دويتشة فيله" الألماني.
وبحسب اللواء سعد معن المتحدث الرسمي للداخلية العراقية، شكلت الوزارة أيضا طاقما خاصا من خبراء المخابرات والإجرام للتحقيق في القضية.
وقال اللواء معن لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن القوات الأمنية العراقية "لا تزال تبحث عن المواطنة الألمانية المختفية، الليلة الماضية (الاثنين) في أحد شوارع بغداد".
وفي تصريح آخر لسرسم، لوكالة (د ب أ) قالت "لا نعرف من المختطف. أطلعنا الأجهزة الأمنية على الأمر، ويتم فحص تسجيلات كاميرات المراقبة".
وأكد اللواء معن وجود "اهتمام أمني وتوجيهات من وزير الداخلية عثمان الغانمي للقوات الأمنية بمختلف قطاعاتها لتكثيف الجهود للبحث عن المواطنة الألمانية".
وأضاف "هيلا زميلة عزيزة علينا وتحظى بتقدير واحترام من قبلنا وعملت كثيراً من أجل العراق ومن الواجب علينا البحث عنها والقوات تواصل جهودها منذ الليلة الماضية".
من هي هيلا ميفيس؟
يلقبّها الكثير ممن عرفها بـ"عاشقة بغداد"، وهي التي اختارت الإقامة فيها رغم خطورة الأوضاع، حتى أنها تقول في إحدى اللقاءات المتلفزة "أشعر بحنين قوي إلى بغداد بمجرد أن أغيب عنها ساعة، ولو كنت في برلين، ولا يساورني شعور بالحنين إلى الوطن سوى لبغداد".
Iraqi Government never seemed to care or investigate or even react to tye previous kidnapping events happened since 2007 up until now.
— EX🅾️TIC🅰️ (@mhmdklewi) July 21, 2020
Hella is Germaine ,we demand #Merkel to step in immediatelypic.twitter.com/HA7KbrkXFt #اطلقوا_سراح_هيلاميوس#اطلقوا_سراح_هيله#اطلقوا_سراح_هيلا
وعاشت ميفيس قبل ذلك في شرق مدينة برلين، تنشط مع زوجها في مركز "Kunsthof Berlin" ينظمان عبره نشاطات ثقافية وفنية داخل المدينة.
وبعد انفصالها عن زوجها "درست ميفيس إدارة الأعمال مساء في إحدى الكليّات، ثم أصبحت مديرة مشروع في مسرح برلين هاوس ميتي، الذي يشارك في شبكة إعادة الإعمار الثقافي في العراق" حسب "DW".
وأضاف الموقع الألماني "عندما دعيت ميفيس إلى مهرجان مسرحي في بغداد، كانت مفتونة تمامًا بالعاصمة العراقية".
وجاء في مقال نشره "دويتشة فيله" الألمانية بالإنجليزية، أن هيلا ميفيس أسست "بيت تركيب" بالتعاون مع 15 فنانا/ة ومتطوعا/ة من العراق، وهو مركز للفن المعاصر.
وقالت ميفيس عنه لصحيفة "فرانكفورتر روندشاو": "نادراً ما يتعامل العراقيون مع الفن الحديث ، لذا لدينا الكثير لنقدمه هنا".
وينظم المركز الفني فعاليات موسيقية ومهرجانات ومعارض فنية وصوراً، وورش عمل وعروض مسرحية عن النساء، كما نظم حفلات موسيقية يوم السبت في قلب بغداد، على شوارع متداعية في حرارة شديدة. على حد تعبير الصحيفة.
ومن فعاليات المركز ما أسمته ميفيس "ممشى بغداد"، حيث يحوّل الفنانون الشارع إلى استوديو ومعرض.
من جانبها، قالت نسرين شبيب الخبيرة في شؤون العراق لـ"دويتشة فيله": "في مدينة لا تقدم الكثير في طريق الحياة الثقافية، ومع التوترات على المستويين السياسي والديني، جذبت عروض المجموعة شباب بغداد، وخلقت جيوباً صغيرة من الحرية".
وأضافت أن "شخصاً مثل هيلا يعمل من أجل حرية الفن يدرك حجم المخاطر، لكنها بطلة شجاعة تسعى لمجتمع عراقي منفتح وحر".
اطلقو_سراح_هيلا
وبسبب نشاط ميفيس في إدارة البرامج الفنية والثقافية عبر مركز "بيت تركيب" الذي أقامته قبل سنوات في بغداد، كان للكثير من الشباب العراقي الذي شارك فعالياته وورشات عمله، ذكريات معها، ليطلقوا حملة إلكترونية تدعو لإطلاق سراحها.
ووجه النشطاء في مواقع التواصل، التهم إلى المليشيات المسلحة داخل العراق، وأيضاً الحكومة المتورطة بسبب تدهور الأمور بشكل عام في البلاد، خصوصاً بعد مقتل الخبير الأمني والباحث هشام الهاشمي مؤخراً، وفق منشوراتهم.
وعبر مواقع التواصل، نشطت هاشتاغات عديدة وتصدرّت قائمة النشر في صفحات عراقية، تنادي بإطلاق سراح ميفيس، وتحشد التضامن من أجلها، باللغات: العربية والإنجليزية والألمانية.
منها: "اطلقو_سراح_هيلا"، "اطلقو_سراح_هيلاميوس"، "الحرية_لهيلا_ميوس"، "FreeHella"، "هيلا_ميوس".
ماتريده العصابات المسيطرة على #بغداد هو اللادولة
— ريحان الموصلي (@RereTwt) July 23, 2020
ان يسود الرعب في الشوارع من قتل (هشام) وخطف (هيلا) وتهجير (الطارمية) واطلاق صواريخ (السفارة) وقمع التظاهرات (التحرير) لانهاك حكومة الكاظمي الفتية واشغالها لعدم ملاحقة الفاسدين
#اطلقوا_سراح_هيلاميوس
هشام دكتور وخبير أمني، قُتل بدم بارد
— Tuqa Abdulraheem (@TuqaAbdulrahem) July 22, 2020
هيلا مواطنة ألمانية وناشطة بمجال الثقافة والفن، خُطفت ومصيرها غير معلوم
متظاهرين سلميين خدموا بالمجان وهم يتظاهرون منذ أشهر للمطالبة بحقوقهم، يتم الأعتداء عليهم اليوم بالضرب والأهانة.
العراق الى أين؟#FreeHella#اطلقوا_سراح_هيلا
نشاطات هيلا ميوس في بيت تركيب كانت تركز على تشجيع الطفل العراقي على الرسم والفن، وتحثه على تعبير الذات من خلال هذه الوسائل.
— Ruba Ali Al-Hassani (@RubaAlHassani) July 21, 2020
Images of Bella Mewis's activities with children at Beit Tarkib, where she promoted the arts. #Iraq pic.twitter.com/rLaGhjuVHx
ألمانيا أمنيًا وسياسيًا اعتبرتكم "إرهابيين"
— جمال حسين علي (@JamalhusA) July 21, 2020
وتحاكم أزلامكم على انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم حرب
بدوركم أكدتم الإتهام الألماني ومارستم الإرهاب بحق:
الأبرياء وألمانيا
وأهنتم سيادة بلدنا
هيلا بقلوب العراقيين
مثلما العراق بقلبها
وأنتم ببالوعة العراق#اطلقوا_سراح_هيلاميوس #FreeHella pic.twitter.com/QatTINpCDH
ومن الذكريات التي نشرها بعض ممن قابلوا ميفيس أثناء نشاطها، نختار:
حسين مطر: "جنت اذا احجي لهيلا عن منحة دراسية بره العراق، وهي تعرف اني مستحيل اعيش بره بغداد تكلي مستحيل اخليك تروح وما اشوفك ببغداد كل هاي السنين ! ابقى يمنا هنا متحتاج اي شهادة من دولة ثانيه حتى تبدع".
علي الكرخي: "امرأة محترمة، هادئة جداً، عميقة التفكير، صادقة في كلامها، محبة للشباب، ومحبة للعراق هي ودراجتها القديمة كانت احدى مصادر البهجة الشحيحة في الكرادة عاصمة الاحزاب! لسنا طرفاً في لعبتكم السياسية القذرة وابتزاز احدكم للاخر، رجاءاً اخرجونا منها، واتركونا بسلام".
صادق العادلي: "قبل اربع سنين بعد انفجار الكرادة بايام، هيلا انطت فكرة انو تسوي صندوق تبرعات بطريقة فنية وتخلي بمكان الانفجار وبعدين الاموال تروح للعوائل المحتاجة من ضحايا الانفجار. ورة مكملناه رحنة وية مجموعة من أعيان الكرادة وخليناه هناك".
هيلا عدها صور لكل معالم بغداد، طبعت هذه الصور ووزعتها للاطفال واخذتهم لهذه الاماكن حتى يتعرفون عليها وگعدت تشرحلهم عن تاريخ الاماكن. #اطلقوا_سراح_هيلاميوس #freedomforhella pic.twitter.com/1pOx5i2ULT
— بان بنت ليلى (@BanLayla2) July 21, 2020
منذ ساعات وانا لا أقوى على كتابة خبر أختطاف البغدادية كما تحب ان اناديها هيلا ميڤس
— Hamzoz حمزوز (@Hamzoz) July 20, 2020
أصعب شعور أن تشعر بالعجز عن الكتابة، أصعب شعور أن تشعر كم هو رخيص هذا البشر في #العراق وكم ضعيفة هي الدولة أن تُختطف أمام أعين الشرطة والشاهد على أختطافها هم الشرطة.. #مهزلة pic.twitter.com/edyCYKjJYp