مرضى الثلاسيميا في كردستان.. نقص أدوية ومعاناة مضاعفة
لم تكن الأشهر الماضية من العام الحالي سهلة بالنسبة لمرضى الثلاسيميا في إقليم كردستان العراق، فانتشار فيروس كورونا وما ترافقه من إجراءات الحجر الصحي للوقاية من المرض ونقص الدواء وصعوبة الحصول على الدم اثناء الحجر أثقلت كاهلهم كثير.
ورغم حصولهم على تسهيلات حكومية للتنقل والحصول على دم وجلب المتبرعين خلال فترة الإغلاق العام، إلا أن مرضى الثلاسيميا لم يتمكنوا خلال الحجر الصحي من الحصول على الدم الكافي للحفاظ على حياتهم.
سامان صالح، شاب من مدينة أربيل، يعاني من مرض الثلاسيميا، ويحتاج كأقرانه من المرضى إلى عمليات نقل دم كل عشرين يومًا.
يقول لـ"ارفع صوتك": "انخفضت نسبة المتبرعين بالدم خلال فترة الإغلاق العام الذي اتخذته حكومة الإقليم، لذا كان على مرضى الثلاسيميا أثناء الحجر الصحي تسجيل أسمائهم مقدما للحصول على الدم قبل تاريخ نقل الدم بنحو عشرة أيام".
ويشير سامان إلى أنه يعاني من أوجاع وآلام شديدة في الجسم وآلام في الظهر والأطراف مع حمى، عند تأخر موعد نقل الدم إليه، مؤكداً أن مشكلة الحصول على الدم التي كانت موجودة أيام الإغلاق العام لم تعد موجودة حاليا لكن مشكلة نقص الدواء ما زالت حاضرة بشكل لافت.
حكاية كريم
تخرج كريم من المعهد الطبي منذ خمس سنوات، واختار العمل كمتطوع في مركز الثلاسيميا الذي يقع في محافظة أربيل كل يوم لعدة ساعات، منتظرا وظيفة حكومية لإعالة أسرته.
يعيش كريم وزوجته وطفلهما في منزل والده ويعمل يوميا سائق سيارة أجرة بعد الانتهاء من العمل في المركز الصحي.
يقول لـ"ارفع صوتك": "مصدر دخلي الوحيد هو العمل على سيارة الأجرة، لكنني لم أتمكن العمل خلال الحجر الصحي، واعتمدت أسرتي على ما يقدمه لنا المانحون من المساعدات الغذائية".
"والآن لم تعد سيارات الأجرة تعمل كما كانت قبل انتشار كورونا، لا يغادر الناس المنازل كما كانوا في الماضي خوفًا من الإصابة بالفيروس، لذلك ما أحصل عليه من المال يوميا بالكاد يلبي احتياجاتنا الغذائية اليومية" يضيف كريم.
وأضاف أن ما يحصل عليه من دخل يومي لا يكفي لشراء الأدوية التي يحتاجها التي وصفها بباهظة الثمن في الأسواق، في وقت لا يمتلك الإقليم الكميات الكافية من الأدوية ويعاني من نقص حاد في الأدوية، ودعا المنظمات الدولية والمانحين إلى مد يد العون وتزويدهم بالأدوية اللازمة.
وبحسب إحصائيات مركز الثلاسيميا في أربيل وجمعية الثلاسيميا في كردستان، فإن عدد مرضى الثلاسيميا في محافظة أربيل يبلغ نحو 1196 مريضاً 300 منهم نازحون من مدن العراق الأخرى ولاجئون سوريون.
بينما يبلغ عدد المصابين بالثلاسيميا في إقليم كردستان أكثر من ٣٦٠٠ مريضا.
نداء للمتبرعين بالدم
بدورها، قالت مسؤولة الإعلام في جمعية الثلاسيميا في كردستان سروة علي، لـ"ارفع صوتك": "تمكنا خلال الحجر الصحي عبر الاتصال بوزارة الداخلية والصحة من الحصول على موافقة لفتح المركز الصحي الخاص بمرضى الثلاسيميا في أربيل، لكن واجهتنا مشكلة نقص الدم وعدم وجود متبرعين آنذاك وعدد المرضى بهذا المرض كبير".
"لذلك تبرعت لنا قوات البيشمركة بالدم، ووجهت الجمعية نداءً إلى المواطنين للتبرع بالدم، وتمكنا من الحصول على إذن من محافظة أربيل ومديرية صحة أربيل، لأربع سيارات لنقل المتبرعين من وإلى مركز التبرع بالدم لسد النقص بسبب حظر التجول" تضيف علي.
وأكدت علي النقص الحاد في الأدوية المخصصة للثلاسيميا، تقول "وزارة الصحة في الحكومة العراقية لا توفر باستمرار الأدوية لمرضى الثلاسيميا في كردستان، ونوعية الأدوية التي يستلمها المريض من وزارة الصحة رديئة للغاية".