احتجاجات البصرة.. شهادات مصورّة للمتظاهرين والشرطة
تظاهر عشرات العراقيين في البصرة، مساء الأحد، على مقربة من منزل المحافظ أسعد العيداني، تنديداً بمقتل الناشط المدني تحسين أسامة، واحتجاجاً على المماطلة بكشف قاتلي المتظاهرين خلال الاحتجاجات السابقة التي انطلقت في أكتوبر2019 واستمرت أربعة شهور قبل حلول جائحة كوفيد19.
وأثار مقتل أسامة صدمة وغضبا كبيرين في المحافظة وعموم العراق، خاصة أنه من ناشطي البصرة المعروفين، وهو أب لأربعة أطفال.
وطالب المتظاهرون بإقالة مدير شرطة المحافظة، المثير للجدل، رشيد فليح.
تظاهرات سابقة في يونيو 2020
ويتهم المتظاهرون، فليح، بالمسؤولية عن التدهور الأمني في المحافظة، وقمع المتظاهرين، والسماح للميليشيات بالانتقام من الناشطين وقتلهم.
وكان نشطاء عراقيون في مواقع التواصل، تناقلوا منشورات لأسامة ينتقد فيها تصريحات فليح ويحمّله مسؤولية قتل المتظاهرين، مرجّحين أنها كانت سبباً لاستهدافه بالقتل.
وينظر المتظاهرون بعين الشك إلى وعود الحكومة العراقية بالكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين، ولا سيما بعد مرور أكثر من 40 يوما على مقتل الخبير الأمني، هشام الهاشمي، برصاص مسلحين في العاصمة بغداد، من دون الكشف عن القتلة.
اطفال الشهيد تحسين اسامة.
— Abdullah Koder🇮🇶عبد الله خضير (@AbdullahKoder) August 14, 2020
في اربعينية #هشام_الهاشمي كنا نطالب بتحقيق العدالة وكشف قتلة الهاشمي من اجل اهله واولاده الذين تيتموا، وفي نفس اللحظه سمعنا خبر استشهاد تحسين اسامه وبنفس الطريقة تاركا اولاده ايتاما كحال اولاد الهاشمي.
الى متى؟ pic.twitter.com/Gs46SQXzqa
#البصرة_تقمع
وفي تويتر، تصدّر وسم "البصرة تقمع" تغريدات العراقيين، الذين اتهمّوا القوات الحكومية باستهداف المتظاهرين بالرصاص الحي والأسلحة المتوسطة.
يقول أحد المتظاهرين في الفيديو إن القوات الأمنية ضربتهم بـ"أحادية"، وهو "رشاش طلق يوضع غالبا فوق سيارات الـ بيك-اب، من نوع سلاح kord الروسي أو الدوشكا الروسية، معروف بالعراق باسم الأحادية، عيار الطلق 12,7 ملم نفس وهو من الأسلحة المتوسطة"، حسب توضيح الناشط العراقي أحمد شدود.
#البصرة_تقمع pic.twitter.com/TccwW0gfbn
— عمر المنصوري (@omarAL_mansuri) August 16, 2020
شباب البصرة خرجوا بمضاهره للكشف عن قتلة الناشطين، فجاوبهم اسعد العيداني واخرجلهم القتلة حته يقتلوهم!!#البصره_تنتفض#مليشيات_ايران_تقتل_شباب_البصرة pic.twitter.com/2cnLbyMjdh
— 𝙰𝙻𝙸 𝚂𝙰𝙴𝙴𝙳 🕊️🇮🇶 (@ll7iqll) August 16, 2020
الان #البصرة_تقمع و يزداد الرصاص الحي على الثوار من قبل قوات اسعد العيداني. pic.twitter.com/1wSXYhOm8J
— آياتْ الموسوي ❤️.. (@ayaat_999) August 16, 2020
وأثناء تغطية قناة الحرة لاحتجاجات البصرة، تعرضت مراسلتها نجاح العابدي للضرب، وزميلها المصوّر للاعتقال على يد عناصر أمنية، وصادروا معداته، ثم أطلقوا سراحه بعد تدخل مسؤولين.
وأكدت العابدي أن "القوات الأمنية اعتدت عليها بالضرب المباشر على الوجه والكلمات النابية".
وظهرت وهي تعاني من كدمة على وجهها، قالت إنها نتيجة تعرضها للضرب، مضيفة أن "سيارات عسكرية كانت تطارد المتظاهرين وتقوم بإطلاق النار عليهم من أسلحة ثقيلة ومتوسطة يستقلها جنود غير معروفي الانتماء".
رواية شرطة البصرة
نشرت شرطة البصرة على حسابها الرسمي في فيسبوك صور عناصر من أفرادها مصابين بجروح، قالت إنهم تعرّضوا للاعتداء على أيدي المتظاهرين.
وجاء في بيان الشرطة المرافق "أحداث البصرة 16 / 8 /2020: انطلقت عصر هذا اليوم تظاهرة سلمية في ساحة البحرية باتجاه مديرية شرطة محافظة البصرة ثم باتجاه منزل عائلة المحافظ، وطيلة هذه المسيرة كانت الأجهزة الأمنية توفر الحماية للمتظاهرين، إلا أنهم حال وصولهم، قام بعض الأشخاص برمي زجاجات حارقة باتجاه المنزل السكني وكرفان الحماية، مما أدى إلى حرق جزء من الحديقة وحرق الكرفان".
وأضافت "كذلك رمي زجاجة حارقة (مولوتوف) على إحدى عجلات الشرطة مما أدى إلى حرقها وتضرر أربع عجلات أخرى وإصابة ١٤ منتسباً بإصابات مختلفة، إحداها عين أحد المنتسبين وهي الآن في حالة حرجة".
مقتل ثلاثة في نزاع عشائري
وبالتزامن مع اندلاع الاحتجاجات أمام بيت محافظ البصرة أسعد العيداني، وعلى بعد حوالي 30 كم، اندلع نزاع بين عشيرتين في قضاء الهارثة شمال البصرة، قتل فيه ثلاثة أشخاص بينهم امرأة، وفق ما تناولته مصادر إعلام محليّة.
وفي هذا الفيديو، الذي بثته وكالة "نون الخبرية" يظهر عناصر الأمن مستقرّين في مكانهم.
ونقل تلفزيون الشرقية العراقي، فيديو يصوّلار استخدام أسلحة ثقيلة في هذا النزاع، مؤكداً أن "قوات عسكرية تدخلت لفضّه".
وقال مصدر أمني عراقي، إن "النزاع العشائري، الذي اندلع في قضاء الهارثة اشتد بين العشيرتين ووصل إلى حد التراشق بقذائف الهاون ومختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة" (البيان).