تجار من كردستان: خسارتنا كبيرة جداً ومستمرة لهذه الأسباب
تعاني أسواق إقليم كردستان كغيرها من أسواق مدن العراق الأخرى من كساد كبير، بسبب انخفاض أعداد الزبائن وضعف الحركة التجارية إثر انتشار فيروس كورونا، والإجراءات الوقائية المصاحبة له وارتفاع أعداد المصابين به يوميا.
ورغم رفع إقليم كردستان حظر التجوال داخل مراكز المدن منذ منتصف مايو ٢٠٢٠، إلا أن استمرار إغلاق الطرق بين المدن وخشية الإصابة بالمرض، يعيقان عودة التسوّق إلى سابق عهده.
خسارة 80 ألف دورلار!
ينتظر كارزان أبو زيد رشيد الذي يمتلك محلا لبيع الملابس الرجالية في احدى مناطق مدينة أربيل عودة الحياة الى الأسواق ليعوض ما تكبده من خسائر مادية خلال الأشهر الماضية بسبب فيروس كورونا.
يوضح رشيد لـ"ارفع صوتك": "تأثيرات كورونا ما زالت متواصلة على كافة مجالات الحياة، ومنها التجاري، ونحن أصحاب محلات الملابس وقع علينا الضرر الأكبر، ومخازننا ممتلئة بالملابس، ولم نبع بضاعتنا الشتوية والربيعية حتى الآن ونقترب الآن من نهاية فصل الصيف الذي يتكدس هو الآخر في المخازن".
ويضيف أن "الناس يخشون الخروج إلى الأسواق ينتظرون انتهاء هذا الوباء، خاصة أن انتشار الفيروس يشهد ذروته في كردستان ولا يريد أي شخص تعريض نفسه للخطر".
"خسرت حتى الآن أكثر من 80 ألف دولار بسبب كورونا، وأصبح محلّي عبئا ماليا علي، لأن المصاريف المتمثلة بإيجاره والخدمات وأجور العمال والمواصلات أكثر مما يجنيه من أرباح" يؤكد رشيد.
ولم يتبق في محل رشيد سوى ثلاثة عمال من أصل تسعة، عملوا فيه قبل الأزمة الوبائية، لأنه لم يتمكن من دفع أجورهم بسبب توقف العمل.
"تغيّرت حياتنا 100%"
وأدى انخفاض الحركة التجارية في أسواق الإقليم إلى إخلاء العديد من أصحاب المحلات لمحلاتهم وعرضها للبيع بسبب الخسائر التي تكبدوها خلال الأشهر الماضية من العام الحالي".
يقول كامران قاسم، صاحب مكتب عقارات في محافظة أربيل لـ"ارفع صوتك" إن "انخفاض أعداد الزبائن تسبب في عدم قدرة أصحاب المحلات على تحمل مصاريف العمل، لذا لجأ عدد منهم لإخلائها، رغم أنها تقع في شوارع تجارية، وعرضها للبيع أو للإيجار".
كما دفع استمرار الأزمة في العالم وعدم الإعلان عن لقاح للمرض بشكل رسمي حتى الآن، أصحاب المشاريع التجارية الصغيرة والمحلات في أسواق الإقليم، إلى الاعتماد على الإنترنت للترويج لبضائعهم وإيصالها لبيوت الزبائن عبر خدمات التوصيل، من أجل تعويض خسائرهم خلال الأشهر الماضية، وكشكل من أشكال التأقلم مع الأزمة".
حكومة إقليم كردستان/ وزارة الصحة: تسجيل 463 إصابة جديدة بفيروس كورونا.
مزاحم عبيد، مواطن من محافظة صلاح الدين، يعمل مشرفا تربويا في أربيل بدأ منذ أشهر بالاعتماد على الإنترنت في شراء ما يحتاجه من مستلزمات.
يقول لـ"ارفع صوتك": "غير الفيروس مسار كافة العائلات من كل النواحي من الحركة والتنقل والذهاب للمدارس والأسواق، حياتنا تغيرت 100% عما كانت عليه قبل تفشي الوباء، وبالطبع الناحية الاقتصادية كونها رئيسية مهمة تغيرت هي الأخرى، وتقلصت قوة العمل والYنجاز، لذلك اضطررنا كمواطنين إلى الاعتماد على الإنترنت للحصول على ما نحتاجه من السوق لتجنب الإصابة بالوباء".
واعتبر الشراء الإلكتروني "أفضل" معللاً "لأن الزبون يمتلك وقتا أكبر لمعاينة البضاعة واختيار الأفضل منها".
إحصاءات
وتشير إحصائيات اتحاد مستوردي ومصدري إقليم كردستان إلى أن التبادل التجاري بين الإقليم والعالم تضرر خلال الأشهر الماضية بنسبة 20%.
وقال رئيس الاتحاد مصطفى شيخ عبدالرحمن لـ"ارفع صوتك": "نتوقع أن تتعافى الأوضاع شيئا فشيئا خلال شهر سبتمبر المقبل مع فتح الطرق والمطارات وعودة التبادل التجاري".
من جانبه، حذر الخبير الاقتصادي خطاب عمران الضامن، من ارتفاع معدلات الجريمة والطلاق والانتحار في العراق فيما إذا استمرت الأحوال على ما هي عليه في البلاد بسبب الاثار النفسية والاجتماعية وارتفاع مستويات الفقر إثر الآثار التي يخلفها وباء كورونا.
وتابع "تواجه الأسواق التجارية في بغداد والعراق بشكل عام أزمة كساد أخرى بعد إعادة فرض حظر التجوال الجزئي خلال أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع، ولاحظنا إغلاق القوات الأمنية لمعظم المحلات التجارية والمطاعم بصورة كاملة في بغداد خلال أغسطس الجاري، ما يرفع معدلات البطالة ويزيد من مستويات الفقر التي ارتفعت منذ بداية العام الجاري".
ودعا الضامن الحكومة إلى رفع القيود المفروضة على عمل المحلات التجارية والمطاعم وفتح الطرق أمام المواطنين، مع فرض وتطبيق إجراءات سلامة صحية وتعقيم وتباعد في كافة الأسواق، الأمر الذي من شأنه أن ينعش الاسواق ويحفظ من معدلات البطالة ومستويات الفقر مع ضمان السلامة من انتشار وباء كورونا.