العراق

طلاب المراحل المنتهية بين كابوس كورونا وحلم المعدل التراكمي 

24 أغسطس 2020

منذ أكثر من شهر تقريبا بدأت العديد من الجهات مطالبتها للحكومة باعتماد المعدل التراكمي لطلبة السادس الإعدادي، كبديل عن إجراء الامتحانات الوزارية.

لا سيما بعد التأجيلات المتكررة من قبل وزارة التربية لموعد الامتحانات بسبب جائحة كورونا وخشية تفشي الوباء بين الطلبة أو المدرسين، وبالتالي انتقاله إلى الأهالي.

أوساط عديده تبنت هذا المطلب، بينهم رؤساء أحزاب وكتل سياسية، إضافة إلى نواب برلمانيين.

كما رافقت تلك المطالبات وسوم ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي تحت مسمى (المعدل التراكمي).

وحتى مفوضية حقوق الإنسان كان لها رأي في هذه المسألة بعد أن حذرت من تحول المراكز الامتحانية إلى بؤر لوباء كورونا، مطالبة باعتماد هذه الطريقة (احتساب المعدل التراكمي) لطلبة السادس الاعدادي وإضافة (10 درجات) على المعدل.

تظاهرات ضاغطة

العديد من المحافظات العراقية شهدت تظاهرات لطلبة السادس الإعدادي للمطالبة بذلك.

خصوصا في العاصمة بغداد التي شهدت أربعة تظاهرات طلابية أمام مبنى وزارة التربية.

الطالب فؤاد صلاح يقول إن الدوام في غالبية مدارس العراق لم ينتظم بصورة صحيحه للموسم الدراسي 2019 – 2020، والسبب كما يؤكد "مظاهرات تشرين في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب".

ويشير فؤاد في حديث لموقع (ارفع صوتك) إلى أن جائحة كورونا جاءت مكملا لتعطيل الدراسة.

ويضيف "غالبية الدول اعتمدت هذه الطريقة من بينها دول عربية وأجنبية كحل يبعد شبح الإصابة بفايروس كورونا عن الطلبة وعائلاتهم".

موقف الوزارة

في هذه الأثناء، ما زالت وزارة التربية تصر على اعتماد الأول من أيلول سبتمبر المقبل كموعد لإجراء امتحانات السادس الاعدادي.

تساندها في ذلك نقابة المعلمين التي أكدت على لسان المتحدث باسمها ناصر الكعبي، أنها مع اجراء وزارة التربية بعدم اعتماد المعدل التراكمي.

وأكد الكعبي في حديث لراديو سوا، أن وزير التربية وخلال زيارته الأخيرة إلى النقابة بداية الأسبوع الحالي، أكد "ذهاب الوزارة صوب إجراء الامتحانات وأن أي قرار بهذا الشأن هو من صلاحيات رئاسة الوزراء، وما على الوزارة سوى التنفيذ".

وأشار الكعبي إلى وجود عراقيل عديدة فيما لو أعتمد احتساب المعدل التراكمي، موضحا "يطالبون باعتماد نتيجة الصفوف الرابع والخامس ونصف السنة في السادس كمعدل تراكمي وتقسيمها على (3)، لكن من أين سنأتي بدرجات التراكمي للمحافظات التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش لأكثر من ثلاث سنوات؟".

ويتهم المتحدث باسم نقابة المعلمين وزيرا سابقا للتربية بأنه "هو من أطلق شرارة المعدل التراكمي للتغطية على ملفات الفساد التي يحقق فيها القضاء العراقي"، حسب قوله.

أسئلة من صلب الكتاب

وتماشيا مع الظرف الذي يعيشه الطلبة فان وزارة التربية تعهدت بإعداد أسئلة من "صلب الكتاب والابتعاد عن الأسئلة الخارجية".

ويؤكد المتحدث باسم وزارة التربية حيدر فاروق لموقع (ارفع صوتك)، أن الامتحانات حتى الآن ماضية بإجرائها في الأول من الشهر المقبل.

ويضيف بأن لجنة إعداد الأسئلة الوزارية حرصت على "إعداد أسئلة راعت فيها الظروف الحالية للطلبة، ولن تكون هناك أسئلة من خارج الكتاب".
 

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.