صانعة الصابون من زهور وأعشاب كردستان البريّة.. قصة خوشي
تمكنت الفنانة التشكيلية الكردية، خوشي شوقي، بعد عامين من الدراسة المكثفة والتجارب، من البدء بصناعة الصابون الطبيعي وتأسيس مشروعها الخاص في مدينة السليمانية بكردستان العراق.
واستغلت خوشي فترة تواجدها في البيت جراء الحجر الصحي والإغلاق العام في إقليم كردستان، الذي استمر نحو ثلاثة أشهر، لبدء مشروع صناعة الصابون ومستحضرات التجميل من الأعشاب والفواكه والأزهار البرية التي تنبت في جبال ووديان وسهول كردستان.
كما تلفت طريقة عرضها المميزة لمنتوجاتها عيون الزبائن، خصوصاً في مواقع التواصل، حيث تروّج لها.
من المستشفى
بدأت رحلة خوشي مع صناعة الصابون الطبيعي من إحدى مستشفيات ألمانيا عندما كانت تتلقى العلاج قبل سنوات، حيث حصلت على تدريب لصنع الصابون، ضمن برنامج العلاج.
تقول لـ"ارفع صوتك": "كان المستشفى يحرص على تعليم كل مريض حرفة من الحرف لإشغاله وتخفيف آلامه والتعافي نفسيا لتجاوز صعوبات المرض وتلقي العلاج، وأنا اخترت صناعة الصابون وأحببتها جدا".
وعلى الرغم من توفر المواد الطبيعية إلا أن خوشي لم تباشر بصناعة الصابون فور عودتها إلى كردستان، تقول "سبب عدم عثوري عليها بداية أنني استخدمت المصطلحات العلمية لتعريفها حين سألت عنها الباعة في الأسواق، حتى وجدتها صدفة في أحد متاجر بيع الأعشاب والمواد الطبيعية".
لم يكن الهدف من صناعة خوشي للصابون في البداية البيع أو تأسيس مشروع خاص، إذ كان لديها رغبة في صناعة الصابون للاستخدام الشخصي والعائلي، لكن فترة المكوث الطويلة في المنزل أثناء الحجر، دفعتها لتأسيس المشروع وعرض منتوجاتها للبيع.
توضح خوشي "طبعاً كان السبب إقبال الناس على مستحضرات التنظيف وفي مقدمتها الصابون، للوقاية من العدوى، والصابون المتوفر في الأسواق غالبيته مصنوع من مركبات كيماوية تترك آثاراً على البشرة، لكن الطبيعية التي أصنعها لا تترك أية آثار جانبية بل تعالج البشرة والجلد، لذلك أطلقت اسم (ايسينس) على منتجاتي، وشهدت إقبالاً لدى السكان المحليين".
وأنتجت نحو 120 نوعاً من الصابون حتى لقائنا بها، جميعها من مواد طبيعية: أعشاب وفواكه وأزهار بريّة، إضافة إلى الطين الذي تجلبه من ضفاف الينابيع والأنهار.
تقول خوشي "كل نوع من أنواع الصابون الذي أصنعه يعالج مشاكل عدة في الجلد والبشرة كالطفح الجلدي والتجاعيد والصدفية والحساسية وإزالة آثار الجروح والخدوش من الجلد".
ولا تقف خوشي عند صناعة الصابون فحسب بل تصنع من المواد الطبيعية عددا من الكريمات المتنوعة، فقد تعلمت صناعة الكريمات من والدتها التي أتقنت هذه الحرفة منذ نحو 30 عاما وكانت تصنع الكريمات لعائلتها.
وفي حديثها لـ"ارفع صوتك" تقول خوشي إن "الصابون ومستحضرات التجميل التي تصنعها خضعت للفحص الدقيق في دائرة السيطرة النوعية التابعة لحكومة إقليم كردستان، وهي المؤسسة التي تقرر مدى صلاحية المنتج للاستخدام البشري بعد إجراء العديد من الاختبارات عليه".
واستبعدت افتتاح معمل للصابون في الوقت الحالي، خشية أن يؤدي توسيع العمل إلى فقدان منتجها للجودة وعدم التمكن من السيطرة على الإنتاج وضمان نوعيته الطبيعية، مؤكدة "أصنع كميات محدودة بحيث لا تتجاوز 15 كيلو غرام في كل مرة".
وتمارس خوشي عملها في كرفان وضعته فوق سطح بيتها وخصصته لصناعة الصابون بعد توفير كافة المستلزمات والأجهزة الخاصة بصناعة الصابون فيه، وتسوق منتجاتها عبر وسيلتي فيسبوك وإنستاغرام للتواصل الاجتماعي، ويساعدها زوجها في إدارة الصفحتين هناك كما يشرف على إيصال المنتجات للزبائن.