العمل الخيري وأزمة كورونا.. ما الذي تغيّر في العراق؟
مع تأكيدوزير العمل والشؤون الاجتماعية العراقي عادل الركابي في تصريح سابق، على ارتفاع معدلات الفقر في البلاد بسبب تفشي فيروس كورونا من 22% إلى 34%، يسلط اليوم الدولي للعمل الخيري في الخامس من سبتمبر هذا العام الضوء على الأضرار الاقتصادية الكبيرة الذي تعرضت لها الكثير من العائلات العراقية.
يقول الخبير الاقتصادي جاسم خالد لـ "ارفع صوتك" إن "الكثير من العمال فقدوا مصادر رزقهم ولم يتمكنوا حتى اللحظة من استئناف أعمالهم مقارنة بالأزمات الاقتصادية السابقة".
"لأنهم كانوا يعملون بقطاعات ومجالات يؤثر الفيروس بشكل مباشر على ديمومتها، كالمطاعم والأماكن الترفيهية وكذلك سواق الأجرة وغيرها من المهن التي تفقد انتعاشها في التباعد الاجتماعي"، يوضح خالد.
أزمة تفشي كوفيد-19 تسببت أيضاً بفقدان الكثير من العائلات لأفرادها نتيجة الإصابة بالعدوى، إذ بلغ مجموع الوفيات لأكثر من 7200 حالة لغاية الآن.
وفي تعليقه على الأمر، يقول الخبير "هذا يعني بالنسبة لآلاف منهم، فقدان مصادر رزقهم، وتحمّل مسؤولية توفير لقمة العيش التي كانت على عاتق الذين فقدوا حياتهم بسبب الوباء".
كما يتوقع خالد انكماش وتباطؤ النمو الاقتصادي وتضاعف معدلات الفقر في البلاد حتى بعد انتهاء أزمة الوباء.
الفرق التطوعية
في المقابل، يزداد إقبال الناس على الأعمال الخيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين والمصابين بالوباء، ونشطت الكثير من الفرق التطوعية بعضها أطلق مبادراته عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي عن تجميع التبرعات وتوزيعها على من لا خيار لديه سوى اللجوء لطلب المساعدة.
استلمنا يوم أمس من السيد الدكتور اديب الجابري ١١ احد عشر جهاز توليد اوكسجين لردهات عزل الشطرة، جلبها بالتعاون مع الدكتور...
Posted by نعيم آل مسافر on Thursday, September 3, 2020
بينما فضل البعض الآخر العمل بعيداً عن الأضواء الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي.
ففي منزل لا تتسع باحته الخارجية لاستيعاب كل النساء اللاتي ينتظرن دورهن للحصول على أكياس معبأة بالفاصوليا المجففة والأرز والمعكرونة وكذلك الخضار كالبطاطا والباذنجان والطماطم والبصل وغيرها، راحت ماجدة خليل (49 عاماً) تباشر عملها بتوزيعها وقد ارتدت كمامة وقفازين.
فبعد تفشي فيروس كورونا، وجدت ماجدة وهي ناشطة حقوقية، نفسها مضطرة للانخراط في العمل مع فريق تطوعي لمساعدة الفقراء والمرضى في البلاد، عبر تجميع التبرعات والمساعدات المالية والغذائية.
تقول لـ "ارفع صوتك": "يجب أن يأكل أطفالهن. أكثرهن مطلقات وأرامل لا قدرة لديهن على العمل ويعشن بظروف صحية واجتماعية صعبة".
وتضيف ماجدة "وغيرهن معيلات لأسرهن يعملن بخدمة المنازل ومربيات للأطفال وخياطات وغير ذلك من مهن تكفي لتأمين تكاليف المعيشة اليومية فقط، ولكن مع تفشي الوباء توقف كل شيء، ولم يعد بإمكانهن استعادة أعمالهن كالسابق رغم استئناف حركة الحياة من جديد".
وتشير إلى أن الشيء الجيد الذي يسهم في تقليل معاناة البعض من الذين تضرروا بسبب فيروس كورونا هو تزايد الفرق التطوعية الفردية وحملات الخيرية والمساعدات، لكن على الحكومة التصرف وإيجاد الحلول الناجعة.
توزيع النذور
في نفس السياق، يقول فيصل حسن، وهو متطوع في مبادرة خيرية، إن "الكثير من الناس استغلوا أزمة تفشي الوباء بشهر محرم بتوزيع النذور والطعام المطبوخ على الفقراء والمتضررين، بينما غيرهم فضلوا التبرع بالأموال التي تنفق على مواكب العزاء ومجالسها للمحتاجين".
ويؤكد لـ "ارفع صوتك" أن هذا الأمر "من الطقوس التي يحرص العراقي على إحيائها بهذا الشهر".
ويشير فيصل إلى أن البلاد تعرضت للكثير من الأزمات التي كانت تدفع الناس إلى مساعدة كل من يحتاج، ولكن وجود الانفتاح التكنلوجي ووسائل الاتصال الاجتماعي سهل مهمة تقديم الأعمال والمبادرات الخيرية عبر إطلاق مختلف الحملات المساندة.