العراق قلق من قرار انسحاب الولايات المتحدة ويتمنى عدم تنفيذه
أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الأربعاء أن بلاده "غير سعيدة" بتهديد واشنطن بغلق سفارتها وسحب قواتها من العراق، ووصفه بأنه "خطير".
وقال خلال مؤتمر صحافي في بغداد إن "حكومة بغداد غير سعيدة بالقرار الأميركي".
وأضاف إن "الانسحاب الأميركي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الانسحابات" من دول أخرى تشارك في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، الأمر الذي سيكون "خطيرًا، لأن داعش يهدد العراق ولكن أيضًا المنطقة".
وتابع "نأمل أن تتراجع الولايات المتحدة عن قرارها" الذي يعد في الوقت الحالي "مبدئيا".
وبحسب حسين، فإن "البعض في واشنطن يستحضر بنغازي، لكنه تحليل خاطىء، كما أن هذا القرار خطأ"، في أشارة لمقتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم استهدف ممثلي البعثة الدبلوماسية في بنغازي عام 2012.
وشدد الوزير على ان هذا القرار "يؤدي إلى مشكلات في العلاقات الدولية وليس من صالح أميركا أيضا".
ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر حتى نهاية تموز/ يوليو، استهدف 39 هجوما بصواريخ مصالح أميركية في العراق.
ويرى المسؤولون العسكريون الأميركيون أن المجموعات المسلحة الموالية لإيران باتت تشكل خطرا أكبر من جهاديي تنظيم داعش الذين سيطروا في مرحلة معينة على نحو ثلث مساحة العراق.
وقد أكدت مصادر سياسية ودبلوماسية لوكالة الصحافة الفرنسية أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أنذر العراق بشكل نهائي الأسبوع الماضي بغلق السفارة الأميركية في بغداد في حال عدم توقف الهجمات خصوصا الصاروخية ضد سفارة بلاده، وبسحب ثلاثة آلاف عسكري ودبلوماسي.
وقال وزير الخارجية العراقي بهذا الصدد "لا يمكن القبول بهذه الهجمات، غير مقبولة تحت أي شعار والانسحاب يعطي إشارة انتصار للعناصر المتطرفة".
وتابع "السفارات الموجودة في بغداد تقع في ظل مسؤولية الحكومة الاتحادية وهي مسؤولة عن حماية البعثات الدبلوماسية وهذه الأعمال ليست مقاومة بل هي هجوم على سيادة العراق وأمنه".
وتتبنى فصائل مسلحة موالية لإيران هجمات متكررة منذ عدة أشهر ضد المصالح الأميركية في العراق، تحت ذريعة طرد "الاحتلال الأميركي".
واشنطن تدين
وفي وقت سابق، دانت الولايات المتحدة الثلاثاء "الخطر غير المقبول" الذي تطرحه فصائل الحشد العشبي غداة مقتل سبع نساء وأطفال في بغداد في هجوم كان يستهدف الأميركيين.
وقالت "مورغان أورتاغوس" المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أن "هذه الفصائل تطرح تهديدا غير مقبول على الجميع في العراق والدبلوماسيين والمؤسسات والناشطين العراقيين وأسرهم".
وقتلت سبع نساء وأطفال الاثنين بسقوط صاروخ على منزلهم المجاور لمطار بغداد حيث ينتشر جنود أميركيون، في حصيلة غير مسبوقة في بلد أصبحت فيه هذه الهجمات شبه يومية.
ويندرج هذا الهجوم الجديد على مصالح أميركية في إطار سلسلة هجمات منذ بداية آب/ أغسطس، ويأتي بعدما هددت واشنطن بإغلاق سفارتها في العراق وسحب جنودها البالغ عددهم ثلاثة آلاف إذا لم يتوقف إطلاق الصواريخ.
ولم تتبن أي جهة الهجوم في حين تعلن مجموعات غير معروفة مسؤوليتها عن إطلاق هذه الصواريخ لإخراج "المحتل الأميركي" من العراق.
وأكدت المتحدثة في بيان "ذكرنا في الماضي أن عمليات الميليشيات الفوضوية المدعومة من إيران تبقى المانع الرئيسي لإرساء الاستقرار في العراق".
ودعت القادة العراقيين "إلى التحرك فورا لمحاسبة" المسؤولين عن هذا الهجوم.
وتضع حصيلة القتلى المدنيين هذه المجموعات في وضع صعب لدى الرأي العام الغاضب من أعمال العنف التي ترتكبها فصائل مسلحة مختلفة في البلاد منذ سنوات.