العراق

"مجموعة وحشية".. واشنطن تتهم داعشيين بالقتل واحتجاز رهائن

07 أكتوبر 2020

وجه القضاء الأميركي، الأربعاء، التهمة رسميا إلى مقاتلين في تنظيم داعش، يعرفان بلقب "بيتلز"، بعمليات قتل واحتجاز رهائن، بحسب البيان الاتهامي.

وجاء في الوثيقة أن ألكسندا أمون كوتي والشافعي الشيخ "كانا يتزعمان مجموعة وحشية مسؤولة من بين عملياتها عن احتجاز مواطنين أوروبيين وأميركيين رهائن بين 2012 و2015".

ومن المقرر أن نقل المتهمين، الأربعاء، من العراق إلى الولايات المتحدة حيث سيبلغان الملاحقات بحقهما.

وقال مساعد وزير العدل لشؤون للأمن القومي الأميركي، جون ديميرز، "نعلن اليوم عن تقبلنا لمسؤولية مقاضاة المواطنين غير الأميركيين الذين قاموا بإيذاء مواطنينا".

كما تعهد مدير مكتب التحقيقات الفدرالية، كريستوفر راي، بملاحقة "كل الإرهابيين وكل من يدعمهم وخصوصا تنظيم داعش".

وكانت الحكومة البريطانية قد سلمت أدلة إلى الولايات المتحدة ضد الثنائي المتهم بلعب أدوار معينة في تعذيب وقطع رؤوس الرهائن الغربيين.

وجاء التسليم بعد حكم أصدرته المحكمة العليا في المملكة المتحدة، الشهر الماضي، برفض طعن قانوني جديد قدمته والدة أحد المتهمين.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية قد ألقت القبض على الشافعي الشيخ وأليكساندا كوتي في أوائل عام 2018. 

وشكل الرجلان خلية تابعة لداعش مؤلفة من أربعة بريطانيين اعتادوا الظهور مع رهائن غربيين في مقاطع مصورة قبل قطع رؤوسهم، وقد أطلق على تلك الخلية إعلاميا لقب "البيتلز" بسبب اللهجة البريطانية لأعضائها.

ويعتقد أن الخلية لعبت دورا هاما في مقتل 27 شخصا، بما في ذلك جيمس فولي، الصحفي الأميركي الذي جرى قطع رأسه في العام 2014، بالإضافة إلى أميركيين آخرين، هما ستيفن سوتلوف وبيتر كاسيج.

وكان عضو ثالث في الخلية، يدعى محمد موازي قد قتل في غارة جوية بسوريا في العام 2015، واشتهر وقتها باسم "الجهادي جون"، ويعتقد أنه قام شخصيا بقطع رأس الرهائن الأميركيين والبريطانيين، وأما العضو الرابع ديفيس، فهو مسجون حاليا في تركيا بتهمة الإرهاب.

ولطالما خططت وزارة العدل لمحاكمة كوتي والشيخ في شمال فيرجينيا، لكن الإجراءات تأخرت لأن الأدلة البريطانية اعتُبرت ضرورية للمحاكمة، كما أن مسألة إمكانية مقاضاتهما في المملكة المتحدة أبقت الأمور عالقة.

 

المصدر: فرانس برس

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.