صورة هبة داخل المخيم، تُنشر بإذنها
صورة هبة داخل المخيم، تُنشر بإذنها

تنتظر الشابة الأيزيدية هبة قاسم حسن، النازحة من ناحية سنوني بقضاء سنجار غرب الموصل، حلول موعد التقديم للجامعة كي تقدم لكلية الطب بعد إحرازها النجاح بالمرتبة الأولى في الصف السادس العلمي- الفرع الأحيائي، هذا العام على مستوى العراق وحصولها على معدل 100 من 100.

وأعلنت وزارة التربية العراقية، أمس الأربعاء، نتائج الامتحانات العامة للسادس الإعدادي بكافة فروعه، وأشارت في بيان لها إلى أن جهود الطلبة وذويهم كانت واضحة من خلال نسب النجاح التي تحققت مقارنة بالأعوام السابقة.

وأضاف البيان أن نسبة النجاح في الفرع العلمي التطبيقي بلغت 81% فيما حقق الفرع العلمي الأحيائي 74%، ونسبة النجاح في الفرع الأدبي 77%.

صورة هبة داخل المخيم، تُنشر بإذنها

ورغم الظروف الصعبة التي مرت بها هبة، المتمثلة بالعيش في المخيم منذ ست سنوات وانتشار فيروس كورونا وبدء الدراسة عن بعد، تمكنت من تحقيق هدفها.

وتعيش هبة مع عائلتها في مخيم قاديا بقضاء زاخو/ دهوك، تقول لـ"ارفع صوتك": "كنت واثقة من إحراز المرتبة الأولى لأنني قررت مواجهة التحديات وتحقيق الهدف المنشود، لذلك بدأت بدراسة كافة المواد الدراسية للصف السادس خلال العطلة الصيفية وحفظت جميعها ومع انطلاقة العام الدراسي كنت على أهبة الاستعداد لبدء الدراسة وتحقيق النجاح".

ومع بدء العام الدراسي (2019-2020) واجهت هبة مشكلة نقص الكادر التدريسي في المدرسة الموجودة داخل المخيم، لذا اضطرت إلى التوجه لمحافظة دهوك يومياً لمواصلة دراستها، لمدة خمسة شهور، قبل أن تعلن إدارة الإقليم الإغلاق العام منتصف مارس الماضي ضمن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا والحد من انتشاره.

وبدأت هبة بمرحلة الدراسة عن بعد استعدادا للامتحانات النهائية وواجهت هنا مشكلة أخرى تمثلت بضعف الإنترنت داخل المخيم وانقطاع التيار الكهربائي، إلا أن ذلك لم يوقف سعيها نحو هدفها.

تقول هبة "حزنت كثيرا بإغلاق المدارس، إذ كنت متشوقة لإنهاء العام الدراسي داخل مبنى المدرسة، إلا أن ذلك زادني إصرارا على الاستمرار من داخل الخيمة وتحقيق هذه النتيجة ودخول كلية الطب التي أحلم بها منذ الطفولة".

أمضت هبة يوميا خلال فترة الاستعداد للامتحان الوزاري عدة ساعات في دراسة كتب المنهج الدراسي، تقول "أهم سبيل لتحقيق النجاح هو الاعتماد على النفس ودراسة الكتاب المدرسي بدقة وتثقيف النفس بالمطالعة وتقسيم الوقت بشكل جيد لتحقيق النجاح".

صورة الشابة هبة ترتدي زياً تقليدياً، تُنشَر بإذنها

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.