مخيم الركبان السوري: مغلق من جميع الحدود ومخاوف من كورونا
خاص- دمشق
يعاني مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية التركية العراقية أوضاعاً إنسانية صعبة، تتمثل بغياب المساعدات الإنسانية والحصار من قبل قوات النظام وإغلاق المعابر الحدودية مع الأردن والعراق، وسط غياب كامل للإجراءات الاحترازية والأدوات الخاصة بالتعقيم للوقاية من فيروس كورونا.
وكان هذا الحصار سبباً لعدم حصول إصابات في المخيم بالفيروس. إذ يقع تحت إجراءات مشددة تمنع الدخول إليه والخروج منه، ولا تصله مساعدات غذائية إلا بالتهريب.
هذا لا يعني أن القلق خارج المخيم، فأخبار المخيم وصلت النازحين، إذ يتوقعون بمجرد وصول كوفيد-19 إليهم، حدوث "مأساة".
وعبر "ارفع صوتك"، يناشد رئيس المجلس المحلي لمخيم الركبان درباس الخالدي، الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بالتدخل العاجل وتقديم المساعدات للمخيم وتقديم الكمامات ومواد التعقيم الوقائية للحماية من الفيروس.
يضيف "المخيم يقع على المثلث الحدودي العراقي السوري الأردني، وجميع الحدود مغلقة، فالنظام يحاصر المخيم حصارا شديدا من الشمال والغرب، وحدود العراق والأردن مغلقة، وكل سبل الحياة مفقودة في المخيم".
"ومنذ نحو تسعة شهور لم تدخل أي منظمة إلى المخيم والوضع الإنساني فيه سيء للغاية، حتى حليب الأطفال مفقود ومادة الطحين وعدد كبير من المواد الأساسية، كما يفتقد المخيم لكافة سبل الوقاية من فيروس كورونا" يتابع الخالدي.
ويقول "لا سمح الله إذا وصل الفيروس إلى المخيم ستكون هناك كارثة إنسانية ونناشد جميع المنظمات الدولية لإنقاذ المخيم عن طريق المسكنات ومواد الوقاية الأساسية".
ويؤكد أن "المخيم يحصل على القليل جداً من احتياجاته عن طريق طرق التهريب التي يتبعها بعض المهرّبين، ويقومون بتعقيم المواد الحاصلين عليها قبل توزيعها على سكان المخيم المحتاجين".
ويشير الخالدي إلى استخدامهم مواد "بدائية" في التعقيم، مثل "الكلور الخاص بالتنظيف"، إلا أنه لا يكفي أحياناً للمواد التي تكفي لعشرة آلاف شخص، هم سكان المخيم، لذا يقومون بترك المواد في التخزين فترة من الزمن، لضمان تعقيمها بموت الفيروس المحتمل وجوده، ثم توزيعها على النازحين.
كما ناشد الخالدي الائتلاف السوري للتواصل مع الأردن وفتح الحدود لتأمين وصول المساعدات الإنسانية على الأقل لداخل المخيم، والاعتراف بهم كمجلس محلي يهدف خدمة أهالي المخيم،.
يقول "المدارس أيضاً توقفت عن العمل بسبب انعدام الدعم.. لم نترك بابا إلا طرقناه أو منظمة إلا ناشدناها، لكن لم نحصل على شيء للأسف".
ويوضح الخالدي أن المجلس المحلي طالب بفتح معبر الوليد الذي يربط المخيم بالحدود العراقية للسماح بدخول المواد الإنسانية والمساعدات ضمن الأنظمة والقوانين.
"افتتاح هذا المعبر سيكون بإدارة المجلس المحلي للمخيم، وسيكون هناك واردات وضرائب تفرض على المواد الداخلة والخارجة إلى سوريا، ويمكن عن طريقه مساعدة كل أهالي المخيم ونستطيع إسعاف المرضى إلى العراق عن طريقه، ولكن لحد الآن لم نحصل على أي رد رسمي لهذه المناشدات" يقول الخالدي.
وختم حديثه مع "ارفع صوتك" بالقول "إذا حصلت إصابات ستكون بصمة عار على كل الدول التي تقول إنها من أصدقاء الشعب السوري، ولغاية الآن لم يساعدنا أحد على تأمين سبل الوقاية من الوباء، حتى أجهزة الفحص الخاصة بالحرارة لم نستطع الحصول عليها، كما لا يوجد مكان للحجر".
وكانت الخارجية الأردنية أعلنت منتصف العام الحالي أن وزير الخارجية أيمن الصفدي أبلغ في اتصال هاتفي المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون إنه "لن يسمح بدخول أي مساعدات إلى سكان مخيم الركبان في الصحراء السورية على الحدود مع الأردن تحسبا لفيروس كورونا الجديد".
وقالت الخارجية في بيان، إن الصفدي أكد لبيدرسون "الأردن لن يسمح بدخول أي مساعدات إلى تجمع الركبان من أراضيه أو دخول أي شخص من التجمع إلى أراضي المملكة لأي سبب كان وأن حماية مواطنيه من جائحة كورونا هي الأولوية الأولى".
خاص- دمشق
وأوضح أن "تجمع الركبان للنازحين السوريين هو مسؤولية أممية سورية حيث إنه تجمع لمواطنين سوريين على أرض سورية وأن أي مساعدات إنسانية أو طبية يحتاجها المخيم يجب أن تأتي من الداخل السوري".
وفي بيان أصدرته كبيرة مستشاري الشؤون الإنسانية للمبعوث الخاص إلى سوريا، شددت فيه المسؤولة الأممية نجاة رشدي على ضرورة القيام ببعثة تقييم صحي فورية ودون عوائق ولتوصيل المساعدة الإنسانية بما في ذلك المواد الغذائية والصحية ومستلزمات النظافة إلى مخيم الركبان، ودعت "ذوي النفوذ لتمكين المغادرة الطوعية لسكان المخيم وإيجاد حل دائم لهم".
يشار إلى أن أعداد الإصابات المؤكدة في سوريا فاقت 6 آلاف حالة مؤكدة بحسب المصادر الرسمية، في ظل مخاوف كبيرة وتصريحات أممية بأن تكون الإصابات أعلى من ذلك الرقم بكثير.