الخبير الأمني هشام الهاشمي الذي اغتيل 6 يوليو 2020
الخبير الأمني هشام الهاشمي الذي اغتيل 6 يوليو 2020

المصدر: موقع الحرة

قال الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أحمد ملا طلال، إن لدى الحكومة العراقية معلومات تخص قتلة المستشار السابق للحكومة العراقية والمحلل السياسي، هشام الهاشمي.

وفي تدوينة نشرها، الأحد، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قال إنه لا يمكن الكشف عن المعلومات حفاظا على سرية التحقيقات.

وكتب أحمد ملا طلال "توصلنا إلى معلومات تخص قتلة هشام الهاشمي، ولا يجوز التصريح بها حفاظا على سير وسرية التحقيقات".

وقُتل الهاشمي، وهو محلل معروف قدم المشورة للحكومة بشأن هزيمة مقاتلي تنظيم "داعش" وكبح نفوذ الفصائل المسلحة الموالية لإيران، برصاص مسلحين اثنين على دراجة نارية أمام منزل أُسرته في بغداد، يوليو الماضي.

والأربعاء الماضي، نشر حساب على تطبيق تلغرام للرسائل النصية المشفرة، محادثة مسربة بين الراحل هشام الهاشمي تحدث فيها عن خلية إعلامية، تابعة للحرس الثوري الإيراني، في بغداد.

وينفي مسؤولو الميليشيات المتحالفة مع إيران أي دور لهم في الجريمة. وعبّر بعض أنصار تنظيم داعش عن سعادتهم بموته، غير أنه لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن قتله، كما لم تشر الحكومة بأصابع الاتهام إلى جماعة بعينها.

وتناقلت حسابات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي المراسلة المسربة.

ونشر حساب على تطبيق تلغرام للرسائل النصية المشفرة، الأربعاء، محادثة مسربة بين المستشار السابق للحكومة العراقية والمحلل السياسي الراحل هشام الهاشمي تحدث فيها عن خلية إعلامية، تابعة للحرس الثوري الإيراني، في بغداد.

وحسب المقطع المنشور على قناة "خوش نيوز" بتلغرام، تحدث الهاشمي لشخص ما عن تفاصيل خلية إعلامية. ولم تتضح هوية هذا الشخص.

ويقول ناشطون عراقيون إن هذه الخلية تلمع صورة إيران وميليشياتها في العراق، وتحرض ضد المتظاهرين، وتتحدث عن "طرف ثالت" يقتل المتظاهرين.

من جانبه، أعلن رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية، محمد رضا آل حيدر، توصل اللجنة الخاصة بأمن العراق إلى نتائج ستعرض بتقرير نهائي خلال 14 يوماً.

وقال آل حيدر وهو عضو في اللجنة الخاصة بأمن العراق لوكالة الأنباء العراقية، الأحد، إن "اللجنة المشكلة برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي عقدت اجتماعا لمناقشة السبل الكفيلة بالحفاظ على أمن مؤسسات الدولة وحماية مقار البعثات الأجنبية"، من الهجمات التي اتهمت المليشيات المدعومة من إيران بتنفيذها.

وأضاف، أن "اللجنة في طور جمع المعلومات وتوصلت إلى نتائج ستعرض بتقرير بعد 14 يوماً على رئيس اللجنة".

وبشأن اللجنة المشكلة في حادثة الفرحاتية أشار رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية إلى أن "اللجنة المشكلة برئاسة رئيس أركان الجيش مستمرة في التحقيق"، لافتا إلى أن "الحادثة كانت جنائية شخصية". 

واستيقظ سكان محافظة صلاح الدين العراقية (شمال بغداد)، السبت، على خبر يفيد باختطاف جهة مسلحة 12 شخصا من ناحية الفرحاتية التابعة لقضاء بلد، وعثرت الشرطة على جثث ثمانية منهم اتضح "إعدامهم ميدانيا"، فيما ما زال مصير الأربعة الآخرين مجهولا.

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.