تراجع في العراق وتمدّد في أفريقيا.. داعش بعد عام من مقتل البغدادي
يوم الجمعة 4 يوليو 2014، اعتلى رجل يرتدي عمامة سوداء منبر مسجد النوري في مدينة الموصل، بعد سيطرة أنصاره عليها، وأعلن نفسه "أميرا للمؤمنين".
كان هذا هو الظهور الأول لإبراهيم عواد، الشهير بأبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، الذي أطلق عليه "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا".
وفي 27 أكتوبر 2019، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن مقتل زعيم تنظيم، في غارة تشبه "فيلما سينمائيا" نفذتها القوات الخاصة الأميركية في شمال غرب سوريا.
كان مقتل البغدادي إنجازا مهما في الحرب ضد تنظيم أذاق العالم الأهوال، ففي سنوات عنفوانه، استطاع داعش أن يبسط السيطرة على مساحات شاسعة من العراق وسوريا تفوق 100 ألف كيلو متر مربع، وتحكم في مصائر 7 مليون نسمة.
يمر اليوم عام على مقتل البغدادي، فكيف أصبح التنظيم؟
انتهاء حلم الخلافة
لايزال التنظيم الإرهابي يشكل أحد أكبر الأخطار العالمية، وخاصة بعد انشغال الكثير من دول العالم بمشاكلها الداخلية الناجمة عن مكافحة جائحة كورونا.
ويرى كاظم الوائلي، مستشار التحالف الدولي لمحاربة داعش، أن التنظيم تشظى بعد مقتل البغدادي، مشيراً إلى أن هذه التنظيمات الجهادية تعتمد في تماسكها على شخصية المؤسس وعند مقتله، لا ينتهي التنظيم ولكن يقل ترابطه، مثلما حدث مع تنظيم القاعدة بعد مقتل زعيمه أسامه بن لادن.
وقال الوائلي في تصريحات لموقع الحرة: "تنظيم داعش بعد خسارته للأرض التي سيطر عليها في العراق وسوريا وخسارته للخلافة المزعومة، كان أمله وقوته في اعتماده على شخصية القائد وهو أبو بكر البغدادي"، مؤكدا أنه بعد مقتل البغدادي انتهت أسطورة تنظيم داعش بسبب ارتباط التنظيم بمؤسسه.
وأشار إلى أن التنظيم قد ينفذ عمليات جهادية وانتحارية في أماكن مختلفة، لكن لن يستطيع السيطرة على مساحات شاسعة مثل في، مؤكدا أن "حلم الخلافة انتهى".
انهزم ولكن لم يمت
يقول الكاتب الأردني حسن أبو هنية، المختص في شؤون الجماعات الإسلامية، إن التنظيم نجح في تفادي أزمة مقتل البغدادي، واستطاع الانتقال لقيادة جديدة، مشيرا إلى أنه لم يتم إلحاق هزيمة كاملة بالتنظيم.
وأضاف أبو هنية في تصريحات لموقع "الحرة"، أن التنظيم تخطى مرحلة السيطرة على الأرض وفكرة الخلافة، وعاد مرة أخرى إلى حالة المنظمة تعمل بشكل لامركزي، تلائم حرب العصابات، وقال: "خلال الفترة الماضية شاهدنا تنامي نسق العمليات في عمليات التنظيم في العراق وسوريا في جنوب شرق آسيا"، وتابع "نرى عودة لتنظيم بغض النظر عن شكل هذه العودة لكن هناك تصاعد في العمليات".
بينما يرى روبرت ريتشر، نائب مدير العمليات في وكالة المخابرات المركزية خلال إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش، أن "داعش لم ينته"، حسبما نقلت عنه صحيفة واشنطن بوست.
وأضاف: " لقد دمرنا دولة خلافة داعش، لكنها ظهرت الآن في أماكن عديدة، في غضون ذلك، لم يعد التحالف العالمي لمحاربة تنظيم الدولة موجودًا بالفعل".
وبحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني، فقد تنامت الهجمات الإرهابية للتنظيم منذ بداية عام 2020، وبلغت نحو 566 في الربع الأول من عام 2020 وحده، كما يحاول التنظيم انتهاز الفرص الناجمة عن القتال بين المعارضة وقوات النظام ومكافحة فيروس كورونا، لشن هجمات انتقامية ضد القيادات المحلية، ومهاجمة خطوط إمداد النفط والغاز، والهجوم على المواكب، واختطاف الرهائن للحصول على فدية.
وقد مكّن التكتيك الأخير قيام التنظيم بالمطالبة بتبادل الأسرى وجمع المعلومات الاستخبارية عبر استجواب الرهائن.
لإكمال القراءة اضغط على العنوان التالي:
داعش بعد عام من مقتل البغدادي