التحالف الدولي: منذ سنة وتنظيم داعش بلا زعيم
"كل العائلات في الرقة أو دير الزور أو شمال العراق – تحتفل"، هكذا كانت ردّة فعل رجل سوري فيما كان ينتشر خبر وفاة أبو بكر البغدادي، زعيم داعش السابق، الذي توفي خلال غارة لطائرات التحالف، يتحدث عنها موقع "التحالف الدولي"، لمحاربة تنظيم داعش.
يقول الموقع في تقرير صدر عنه الثلاثاء "إثر فترة فاصلة، أعلن داعش عن تعيين زعيم جديد، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، وهو الرجل الذي نعرف الآن أن اسمه الحقيقي هو محمد عبد الرحمن المولى الصلبي. لا يزال القليل نسبياً معروفاً عن المولى، والذي لا يتجاوز تفاصيل سيرته الذاتية".
ويضيف التقرير "تأتي المعلومات الأكثر جوهرية والتي دخلت المجال العام من أوراق رفعت عنها السرية والتي تم الإبلاغ عنها على نطاق واسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والتي تكشف عن تفاصيل ملفتة للنظر عن المعلومات المتعلقة بزملائه الإرهابيين الذين تطوع معهم، أثناء فترة احتجازه من قبل الولايات المتحدة في عام 2008".
وكان من بين الذين خانهم المولى على ما يبدو من قبل، كبار قادة الجهاديين الذين قُتلوا في وقت لاحق في ضربات محددة الأهداف، بحسب تقرير الموقع.
ويوضح أن "الكشف العلني عن تخلي المولى عن أسماء كثيرة طواعيةً قد يثير المشاكل أيضاً لشرعية المولى".
وينقل التقرير التحالف عن قناة العربية ما ورد فيها الشهر الماضي، عن خبير أشار إلى أن العلاقة المباشرة بين معلومات استخبارية أدلى بها المولى طواعيةً ووفاة مسؤولين كبار في داعش هو "احتمال واضح بالنظر إلى موقعه في التنظيم بأن لديه بالتأكيد معلومات قيمة".
ويتابع التقرير "بينما ترخي علامات الاستفهام التاريخية حول موثوقية المولى بظلالها على قيادته بشكل متزايد، سوف يكون لاستمراره في الاستخفاء، ذات الأثر".
وعقب تولي المولى هذا المنصب، قامت مجموعة دعائية موالية لداعش سابقاً بتوبيخ أولئك الذين يقدمون ولاءهم لزعيم التنظيم الجديد على أسس دينيّة مفادها أنه لا تجوز "طاعة كيان غير موجود أو مجهول"، ومنذ ذلك الحين، لم يظهر المولى بعد في أي دعاية تسجيلية مصوّرة أو صوتية.
وينقل التقرير إن "عدم تقديمه كلمة واحدة لتوجيه أو استعادة الروح المعنوية لأتباعه أمر فيه إشكالية" بحسب ما أشار الأكاديمي شيراز ماهر.
ويوضح الأخير أن "جزءاً من الأساطير المحيطة بمفهوم الخليفة هو أنه معروف في العلن وليس مخفياً بعيداً في احتجابٍ ما".
وقد يكون غياب القيادة المرئية هذا بمثابة تآكل للروح المعنوية داخل حركة، والتي، باعتراف المتحدث باسمها أبو حمزة المهاجر في خطاب ألقاه مؤخراً، شهدت نكسات عبر خليط المنتسبين إليها مقدمةً لفلولها في العراق العزاء الوحيد أنّ "عليهم أن يعلموا أن المحن تزداد بالإيمان".
ويرى التقرير أن ظهور أبو بكر البغدادي وإن كان نادراً، لكنه كان ذو قيمة رمزية هائلة.
ويضيف "أعاد أنصار داعش تكرير صورٍ من خطابه الشائن في مسجد النوري في الموصل إلى ما لا نهاية، وظهوره الأخير بزي القتال واللحية المصبوغة بالحنّاء".
واليوم، لا يملك أنصار داعش مثل هذه الصور حتى تلهمهم.
وقد تكون الحملة الأخيرة على تطبيق تليغرام للرسائل المشفرة لتشجيع أنصار داعش على تجديد البيعة (الولاء) مؤشراً على توترٍ شديد.
ويؤكد تقرير التحالف أنه (المولى) مع اقترابه من الذكرى السنوية الأولى لترشيحه للقيادة، قد تتزايد الأسئلة حول طول الفترة التي يمكن أن يطالب فيها شخصٌ مجهول (غير معروف) بمصداقية الولاء لحركة مجزأة ومفتتة بشكلٍ متزايد.