نقص الإمدادات يقلق النازحين العراقيين مع اقتراب الشتاء الرابع!
استمرار النزوح وانخفاض المساعدات الدولية وعدم تزويدهم بالوقود من قبل الحكومة العراقية مع اقتراب فصل الشتاء، تمثل جملة من المشاكل التي تثير قلقل النازحين وإدارة المخيمات في إقليم كردستان العراق.
وكشف المركز المشترك للتنسيق بشأن الأزمات التابع لوزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان، خلال تقريره الخاص عن الأوضاع الإنسانية في الإقليم الصادر قبل أسبوع، عن إحصائية بعدد النازحين واللاجئين في كردستان.
وبلغ عددهم النازحين (٧٣٧٣٦٥) نازحاً متوزعين على محافظات أربيل ودهوك والسليمانية، وتأتي محافظة أربيل في المرتبة الأولى حيث تحتضن النسبة الأكبر من النازحين تليها دهوك ثم السليمانية.
وأشار التقرير إلى أن كردستان تحتاج سنويا إلى ٩٣٣ مليون دولار لتوفير الخدمات الأساسية للنازحين واللاجئين فيها، ويبلغ عددهم (٩٩٦٨٦١).
يقول بكر إدريس، وهو نازح من قضاء سنجار غرب الموصل لـ "ارفع صوتك": "الشتاء على الأبواب ونحن لم نستلم حتى الآن حصتنا من الوقود التي توفرها الحكومة العراقية بكميات قليلة جداً سنوياً قبل الشتاء".
ورغم صعوبة العيش في المخيمات وانخفاض المساعدات الدولية بسبب انتشار فيروس كورونا، إلا أن إدريس ما زال يستبعد فكرة العودة إلى منطقته التابعة لسنجار.
يوضح "لا نستطيع العودة إلى مناطقنا بسبب سوء الأوضاع الأمنية والنقص الحاد في الخدمات وعدم الاستقرار فيها".
"ينبغي على الحكومة أن توفر الامن والخدمات لنا وتبدأ بإعمار مناطقنا كي نتمكن من العودة. بيتي مدمر بالكامل ولا أستطيع دفع إيجار المنزل، فأين أعيش؟ لذلك أفضل البقاء في المخيم حتى إعادة الحياة إلى مناطقنا" يتابع إدريس.
المخيمات وكورونا
لم تكن مخيمات النازحين بمنأى عن آثار أزمة كورونا التي اجتاحت البلاد بشكل عام، فالعديد من النازحين الذين كانوا يعملون خارج المخيمات القريبة من المدن في مهن متنوعة، فقدوا أعمالهم وانضموا لصفوف منتظري المساعدات الإنسانية.
بدوره، يقول مدير مخيم بحركة بدر الدين نجم الدين، لـ"ارفع صوتك": "نعمل باستمرار من أجل جلب المساعدات للنازحين، عن طريق المانحين من منظمات دولية وشركات وأشخاص خيّرين كي لا تتأثر حياة النازحين بتبعات الجائحة السلبية".
وبحسب إحصاءات إدارة المخيم يبلغ عدد العائلات فيه نحو ٩٥٠ عائلة، ويستقبل شهريا نحو ٢٠ عائلة من النازحين من مختلف المدن المحررة من "داعش"، لكن سكان قضاءي سنجار والبعاج يشكلون نسبة ٦٠٪ من عدد النازحين في مخيم بحركة.
ويضيف نجم الدين أن مشاكل سياسية واجتماعية واقتصادية وأمنية إضافة إلى تعدد الجهات التي تسيطر على هذه المناطق، تمثل جملة من العوائق التي تمنع النازحين من العودة إليها،.
"لعل المشكلة الأبرز التي تواجهها المخيمات في كردستان حاليا تتمثل في نقص الوقود" يقول نجم الدين، مردفاً "المخيمات بحاجة ماسة إلى الوقود، وهذا ما عانينا منه خلال السنوات الماضية لأن كميات الوقود التي كانت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية توفرها للمخيمات قليلة جداً لا تكفي احتياجات النازحين في الشتاء القارص".
ويتابع "كما تحتاج المخيمات إلى المستلزمات والمواد الشتوية الأخرى كالمدافئ والبطانيات والملابس، وجميع هذه المستلزمات الخاصة بالاستعداد لفصل شتاء هذا العام لم توفر حتى الآن من قبل بغداد".