كورونا يمنع الاحتفال المعتاد بالمولد النبوي في كردستان العراق
اعتادت أميرة حسين النقشبندي على الاحتفال بمولد النبي محمد في مدينة أربيل بكردستان العراق منذ طفولتها في ستينيات القرن المنصرم، لكن انتشار فيروس كورونا والإجراءات الوقائية المرافقة له تمنعها من الاحتفال بالمناسبة هذا العام.
وتشهد مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق احتفالات كبيرة سنويا بمناسبة المولد النبوي، حيث تكتظ قلعة أربيل التاريخية ومحيطها وسوق القيصرية وسط المدينة بسكانها وضيوفها بمختلف أديانهم وطوائفهم، وتزين الشوارع والأزقة بزينة المولد واللافتات التي تشير إلى الاحتفال بهذه المناسبة وتوزع الحلويات وتنظم مجالس المديح النبوي في أجواء يسودها التعايش السلمي.
تقول النقشبندي لـ"ارفع صوتك": "منذ كنت طفلة وعائلتي تحتفل بالمولد النبوي سنويا من خلال توزيع الطعام والحلويات على سكان الحي الذي نسكنه (حي طير آوا)، وهو واحد من الاحياء القديمة في أربيل، وعبر توزيع الطعام في الحي والمسجد ونزين الزقاق وبيوتنا بالأعلام التي تحمل اسم النبي محمد".
وأعلنت غرفة عمليات محافظة أربيل في بيان لها (١٩ أكتوبر)، عن إلغاء مراسم الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام بسبب انتشار فيروس كورونا.
وأوضح البيان "كانت أربيل خلال السنوات الماضية سباقة ومتميزة في استقبال المولد النبوي وتحيي المناسبة بتنظيم الشعائر والمراسيم، لكن العام الحالي وبسبب انتشار فيروس كورونا والإجراءات الوقائية واستناداً على فتوى اللجنة العليا للإفتاء في كردستان".
وقال "نطالب مواطني محافظة أربيل أن يكتفوا بإحياء المناسبة بالتزيين والشعارات والتبريكات، وعدم تنظيم التجمعات والاجتماعات الكبيرة ومراسيم قراءة المواليد في الجوامع والتكايا وفي مركز المدينة وتحت القلعة والأماكن المختلفة وعدم توزيع الحلويات".
وحيال ذلك، تعبر النقشبندي عن حزنها، تقول "في الماضي كان والدي يحيي هذه المناسبة سنوياً وبعد وفاته نحن أولاده وبناته ملتزمون بإحياء هذه المناسبة، وها نحن محرومون بسبب هذا الفيروس من الاحتفال بالمولد النبوي"، معربة عن أملها بأن ينتهي الفيروس قريباً.
في نفس السياق، يقول حميد أحمد، وهو صاحب محل لبيع الحلويات في سوق القيصرية لـ"ارفع صوتك": "سنوياً أقدم الحلويات مجانا للناس في يوم المولد النبوي، لكن هذا العام الاحتفال اقتصر على الزينة".
ويؤكد "الاحتفال بالمولد النبوي مهم بالنسبة لنا نحن المسلمون لكن الوقاية من الفيروس عبر تجنب التجمعات والاحتفالات والالتزام بتعليمات الحماية الصحية مهمة أيضا، كي نحمي أنفسنا وعائلاتنا ومدينتنا".
والاحتفال بالمولد النبوي في أربيل ليس وليد السنوات القليلة الماضية، بل بدأت المدينة بإحياء هذه مراسم قبل أكثر من ٨٣٠ عاما أي خلال فترة حكم السلطان مظفر الدين كوكبوري، حاكم أربيل في عهد صلاح الدين الأيوبي، الذي كان ينظم مراسم كبيرة بهذه المناسبة في المدينة لعدة أيام.