"التظاهرات الراجلة" مرحلة جديدة في احتجاجات البصرة
تظاهرات واسعة مستمرة ومحاولات لاستعادة ساحة الاعتصام، وسط انتشار مكثف للقوات الأمنية واستخدامها القوة في تفريق المتظاهرين.
هذا هو المشهد في محافظة البصرة جنوب العراق منذ فض القوات الأمنية للاعتصامات في ساحة البحرية وسط المحافظة، أول أمس السبت.
وأنهت القوات الأمنية العراقية الاعتصامات في الساحة وفتحت الطريق المؤدي الى مبنى المحافظة، بالتزامن مع إنهاء الاعتصامات في ساحة التحرير وسط بغداد التي استمرت طيلة سنة كاملة.
وشهدت البصرة، أمس الأحد ، اصطدامات بين القوات الأمنية العراقية والمتظاهرين امتدت حتى منتصف الليل، عندما حاولت القوات الأمنية تفريق التظاهرات وسط المحافظة مستخدمة الهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، ثم لاحقت المتظاهرين في شوارع المدينة وشنت حملة اعتقالات عشوائية في صفوفهم لم تتوقف حتى نشر هذا التقرير.
ورغم استخدام القوات الأمنية القوة المفرطة ضد المتظاهرين، إلا أن الاحتجاجات انطلقت في البصرة مجدداً، اليوم الاثنين، بمشاركة أعداد كبيرة من المتظاهرين، الذين شددوا على تمسكهم بمطالبهم ورفعوا شعارات ضد المليشيات والأحزاب الموالية لإيران وأخرى مناوئة الحكومة العراقية.
يقول المتظاهر حسين أحمد، الذي تعرض للضرب من قبل القوات الأمنية، لموقع "ارفع صوتك": "كانت التظاهرة سلمية كعادتها، إذ حاولنا استرجاع ساحة الاعتصام التي استولت عليها القوات الأمنية، السبت، لكن القوات المنتشرة في الشارع وبكافة صنوفها واجهتنا بالقوة واستخدمت كافة أنواع القمع ضدنا من الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والدخانيات والهراوات، لذلك أصيب العديد من المتظاهرين بجروح وباختناق فضلا عن الإصابات التي تعرضوا لها إثر ضربهم بالهراوات".
ويؤكد أحمد تعرّضه للضرب هو أيضاً، مضيفاً "ضربتني القوات الأمنية بالهراوات ومازالت آثارها على جسدي، وأشعر بألم كبير".
ويقول إن القوات الأمنية "لم تتوقف عند استخدام القوة لتفريق المتظاهرين بل شنت أيضاً حملة اعتقالات عشوائية ما زالت مستمرة حتى مساء الاثنين، أسفرت عن اعتقال العشرات من الناشطين والمتظاهرين".
ويوضح أحمد "تزامناً مع الاعتقالات العشوائية شنت هذه القوات حملة اعتقالات أخرى اعتمدت خلالها على قوائم بأسماء ناشطين ومتظاهرين معروفين خاصة المسؤولين عن تحشيد المتظاهرين".
وتشير إحصائيات اللجنة المنظمة لتظاهرات تشرين في العراق، إلى أن عدد المتظاهرين والناشطين العراقيين الذي قتلوا برصاص المليشيات والقوات الأمنية خلال عام من انطلاقة التظاهرات منذ أكتوبر 2019 حتى أكتوبر من العام الحالي بلغ 803 قتلى، فيما بلغ عدد الجرحى من المتظاهرين ٣١ ألفاً، ووصل عدد المختطفين والمعتقلين إلى 209.
في نفس السياق، يقول الناشط المدني عمار سرحان، إن القوات الأمنية والمليشيات "مهما استخدمت القمع لإنهاء التظاهرات في البصرة، لن تستطيع ذلك".
ويضيف لـ"ارفع صوتك": "رغم إنهاء الاحتجاجات في ساحة الاعتصام إلا أن المتظاهرين في البصرة يواصلون رفع أصواتهم وإثبات وجودهم عبر تنظيم احتجاجات راجلة، لذلك تشهد البصرة يومياً احتجاجات عارمة تبدأ من ساحة أم البروم والحكيمية باتجاه ساحة البحرية".
ويؤكد سرحان أن "مسلحي المليشيات الذين يرتدون ملابس مدنية، تمكنوا من اختراق صفوف المتظاهرين ويعملون حالياً على إثارة الفوضى والمشاكل لتشويه سمعة المتظاهرين السلميين وإنهاء التظاهرات".
ويلفت إلى أن القوات الأمنية "تنتشر بشكل مكثف في شوارع البصرة وقرب المباني الحكومية وتحاصر المتظاهرين أينما يتواجدون وسط استمرار الاعتقالات".