توفير لقاح كورونا.. العراق أمام تحد كبير
في الوقت الذي استبشر فيه العالم بأخبار التوصل إلى لقاح ذي فعالية عالية لفيروس كورونا، بدا الطبيب العراقي أحمد سمير (اسم مستعار) غير متفائل، وهو يتحدث لموقع "الحرة" من أحد مستشفيات العاصمة بغداد، بسبب ما قال إنه تحديات كبيرة سترافق عملية توزيع اللقاح.
وأعلنت شركتا فايزر وبايونتيك التوصل إلى لقاح أثبت فعالية بنسبة 90 في المئة في الحماية من العدوى بفيروس كورونا، ما أثار حالة ارتياح عالمي بعد نحو عام من التوتر الذي أثاره الفيروس.
ووصلت إصابات فيروس كورونا في العراق إلى أكثر من 505 ألف إصابة مؤكدة، فيما وصلت الوفيات المؤكدة بالفيروس إلى نحو 11500 وفاة، في حين يتوقع الكثير من المختصين أن الأرقام الحقيقية للوفيات والإصابات قد تكون أعلى بكثير.
وقال الطبيب سمير لموقع "الحرة" إن العراق "لا يمتلك الإمكانات اللوجستية اللازمة لتوزيع جرعات اللقاح وخزنها ونقلها إلى كل أطرافه".
ويحتاج اللقاح، بحسب الشركة المصنعة، إلى البقاء في درجة حرارة لا تقل عن 70 درجة تحت الصفر، ولا يمكن أن ترتفع درجة الحرارة على قنينة اللقاح أكثر من 4 مرات قبل أن تعطى للمريض.
ويقول الدكتور سمير إن "بعض المستشفيات العراقية تحتوي ثلاجات قد تكون ملائمة، لكن المشكلة الحقيقية هي في نقل اللقاح إلى أطراف المدن التي لا تمتلك مثل هذا النوع من الثلاجات، وأيضا إيجاد مساحات الخزن الكافية لتخزين الملايين من عبوات اللقاح التي يحتاجها العراقيون".
ودأبت وزارة الصحة العراقية على التأكيد بأنها تعمل على الحصول على لقاحات للفيروس، وأعلنت انضمامها إلى تحالف دولي للحصول على لقاح صيني مفترض، لم يعرف بعد مدى فعاليته.
ويعطى اللقاح المعلن عنه مؤخرا على جرعتين تفصل بينهما عدة أيام، وهو ما يمثل تحديا آخر بحسب سمير الذي يقول إن "نقل اللقاح وتوزيعه لمرة واحدة هو تحد كبير، فكيف سيمكن تحقيق العملية مرتين بفاصل زمني قصير نسبيا؟".
لكن مصدرا مسؤولا من وزارة الصحة العراقية كان أكثر ثقة وهو يتحدث مع موقع "الحرة"، مؤكدا أن "العراق قادر على توزيع اللقاح ونقله بكفاءة".
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "السيارات المبردة متوافرة بكثرة في العراق، كما أن وزارة الصحة تمتلك عشرات المخازن المبردة في أنحاء مختلفة من البلاد، ويمكن نقل الناس إلى مراكز توزيع اللقاح إذا تعذر نقل اللقاح إليهم".
مع هذا، لم يجب المسؤول العراقي عن سؤال موقع "الحرة" حول المواصفات الفنية لتلك المخازن والسيارات، كما لم يذكر إذا كانت وزارة الصحة العراقية وضعت خطة توزيع حتى الآن أو تقدمت بطلب شراء.
ولم تعرف حتى الآن أسعار جرعة اللقاح الواحدة، أو متى يمكن البدء في تصنيعها وبيعها على نطاق واسع، لكن بعض الدول والاتحادات الدولية، مثل الاتحاد الأوربي، وضعت بالفعل طلبات لشراء مئات ملايين الجرعات.
وفي حالة هذا اللقاح بالتحديد، فإن من المتوقع أن تعطي الشركات المصنعة الأولوية بتسليم جرعات اللقاح إلى الولايات المتحدة وأوربا، باعتبار أن الشركتين المصنعتين أميركية وأوربية، كما أن دولا مثل كندا وبريطانيا وأستراليا قد تستفيد من العلاقات المتميزة التي تجمعها بالولايات المتحدة لتسريع حصولها على اللقاح.
ويقول المتخصص في العمليات اللوجستية العراقي محمد زهير إن "الجيش والشرطة العراقيين يمكن أن يسهما بتوزيع اللقاح بسرعة، لكن الكفاءة قد تكون مشكوكا فيها".
ويقول زهير إن "التحدي الأكبر هو إيجاد الأموال لشراء هذه اللقاحات، وأيضا الضغط التجاري والديبلوماسي للحصول عليها، في وقت يتنافس كل العالم للحصول على الجرعات"، متابعا "ليس العراق فقط، وإنما كل الدول التي تشابه حالتها حالة العراق، والتي تعيقها أوضاعها المالية والسياسية والإدارية عن التنافس للحصول على اللقاح".
ويضيف زهير أنه "غير متفائل بأن العراقيين سيحصلون على اللقاح بأي وقت قريب".
وتجاوزت أعداد الأصابات المؤكدة بكورونا 51 مليون إصابة حول العالم، فيما توفي أكثر من 1.2 مليون شخص بالمرض