العراق

بعد اعتذاره لمدرسة الناصرية.. عراقيون للكاظمي: لا يكفي

رحمة حجة
13 يناير 2021

قدم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اعتذاراً هاتفياً لمدير مدرسة الإعدادية المركزية في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، اليوم الأربعاء.

ونشر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء فيديو مصوّر للمحادثة، يقول فيها الكاظمي "أحييك على صبرك وحكمتك في التعاطي مع التجاوز غير المقبول، فالمدرسة عنوان لتعليم الأطفال والمجتمع وأنا أعتذر ما حصل أمس، من تجاوز في ملاحقة اثنين التجأوا للمدرسة".

ووعد الكاظمي بعدم تكرار الأمر مستقبلاً، مضيفاً "أتمنى عليكم كمثقفين وقادة تعليميين شد المجتمع في الناصرية للعمل سوياً على استعادة الهدوء".

وأقر بحق المتظاهرين في المطالبة بحقوقهم، قائلاً "هناك تحديّات ومشاكل وظروف غير طبيعية، ومن حق الناس إعلاء مطالبهم، فهم لم يروا شيئاً منذ 17 سنة".

في المقابل قال مدير المدرسة إن ما حدث "خطأ غير مقصود، والخطأ وارد، وكان دخولاً غير صحيح" مشيراً إلى حق المواطنين في الناصرية بالتظاهر، باعتباره مشروعاً في الدستور العراقي.

وقال الكاظمي "ما حصل لا يعكس صورة الأجهزة الأمنية، إذ كان عملاً فردياً".

 

 

في تعليقه على هذا الفيديو، قال الأستاذ في جامعة بغداد إحسان الشمري، عبر حسابه في تويتر، إن "اعتذار الكاظمي خطوة لاحترام المؤسسات وحدود السلطات وهذا ما نبحث عنه".

 في المقابل، لم يلق هذا الاعتذار أهمية لدى العديد من العراقيين، الذين رأوا أن مهمة الكاظمي ليست الاعتذار أو تقديم التعازي، كما حصل سابقاً إثر اغتيال شخصيات مؤثرة ونشطاء عراقيين، بل في محاسبة القتلة والمسؤولين عن استمرار عمليات القمع من الأجهزة الأمنية والمليشيات.

 

فرح بتقديمك اعتذار ولكني اتمنى ان تحاسب على ماتقوم به الجهات الامنيه من تجاوزات وبنفس الوقت عدم محاسبتهم لعصابات القتل والتهديد

Posted by Natek G Abdullah on Wednesday, January 13, 2021
 

اعتذار الكاظمي لايكفي بل عليه محاسبة قوات الشغب ومحاسبة قائدهم الذي يومياً ينتهكون حقوق الانسان من قبل قواته

Posted by Firas Hamid on Wednesday, January 13, 2021

 

الاعتداء على المدرسة

وجاء اعتذار الكاظمي، بعد ساعات من انتشار فيديو يوثق لحظات مطاردة عناصر في القوات الأمنية لمتظاهر في المدرسة الإعدادية، وقامت بسحله واعتقاله.

 

واستنكرت نقابة المعلمين فرع محافظة ذي قار، ما جرى بقولها "فوجئنا باقتحام مجموعة من منتسبي الشرطة بناية الإعدادية المركزية ودخولهم إليها عنوة لمطاردة بعض الشباب".

وأضافت في بيان لها "في الوقت الذي نستنكر فيه اقتحام مدارسنا دون مسوغ قانوني أو أمر قضائي أو إبلاغ المديرية العامة للتربية، فإننا نعتبر هذا التصرف منحى خطير وسابقة يجب أن لا تتكرر في انتهاك قدسية الصروح التربوية".

من جهتها، دعت خلية الأزمة في المحافظة إلى توجيه القوات الأمنية باحترام المدارس وعدم دخولها إلا بإذن رسمي، إضافة إلى احترام الكوادر التعليمية وتوفير الحماية الكاملة للطلبة.

Posted by ‎نقابة المعلمين العراقيين - فرع ذي قار‎ on Tuesday, January 12, 2021

وفي بيان النقابة، أو اعتذار الكاظمي، كان لافتاً عدم استنكار فعل الاعتداء على المتظاهر، واعتقاله، والتركيز فقط على دخول القوات الأمنية للمدرسة، وهو ما انتقده نشطاء عراقيون في مواقع التواصل الاجتماعي.

رحمة حجة

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.