العراق

أسرار "رقاقات الثلج".. الكشف عن وثائق تتعلق بحرب العراق وأفغانستان

03 فبراير 2021

أفرجت الولايات المتحدة عن وثائق سرية تتعلق بوزير الدفاع الأميركي الأسبق، دونالد رامسفيلد، وعن المعلومات التي كانت تصل إليه حول الحرب في العراق وأفغانستان.

وهذه الوثائق ضمن سلسلة أطلق عليها اسم "رقاقات الثلج" (سنو فليكس)، والتي نشرت أجزاء منها خلال السنوات الماضية، وهي عبارة عن مذكرات ووثائق وأوراق وإرشادات كتبها رامسفليد، خلال تسلمه للبنتاغون ما بين 2001 وحتى 2006.

وهذه المذكرات التي ينشرها أرشيف الأمن القومي بالتعاون مع قاعدة بيانات "بروكويست" تتعلق بمراسلات تغطي سنوات 2001 وحتى 2003، وتكشف مرحلة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة خلال عهد الرئيس الأميركي الأسبق، جورج دبليو بوش.

وبلغ عدد الوثائق في هذه الحزمة نحو  6272 وثيقة تضم نحو 21 ألف صفحة، فيما سيتم نشر الفترة التي تغطي 2004 وحتى 2006 خلال وقت لاحق في 2021.

وعلى سبيل المثال، أظهرت إحدى هذه الوثائق، طلبا من رامسفيلد يتعلق بتقرير يومي حول تحديد مكان، أسامة بن لادن، وفي مذكرة أخرى يشكو من عدم تعاون وكالة الاستخبارات المركزية معه.

وفي رسالة بعث بها رامسفيلد في سبتمبر 2003 إلى ستيف كامبون، وكيل وزارة الدفاع لشؤون الاستخبارات، انتقد فيها عدم وضوح المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بأفغانستان والعراق.

وفي مارس من 2003 أراد معرفة مصدر المعلومات حول خالد شيخ محمد، وعلاقته بأحداث 11 سبتمبر، وإذا ما كان من أحد محتجزي غوانتمو أم لا؟ 

وفي الفترة ذاتها، أرسل رامسفيلد بمذكرة لوكيل وزارة الدفاع، دوغ فيث، وقال فيها " نحن بحاجة إلى التخطيط لما سنفعله إذا تم أسر صدام حسن. نحن بحاجة للتخطيط لما سنفعله إذا ضبطنا هذا الدجال".

وفي مذكرة بتاريخ 26 من مارس من عام 2003 كان رامسفيلد قد طلب معلومات من أجل إطلاع الرئيس بوش الابن عليها بشكل خاص لمرحلة "عراق ما بعد صدام حسين".

وكانت صحيفة واشنطن بوست قد نشرت في 2019 وثائق تتضمن معلومات قالت إن الإدارات الأميركية أخفتها لسنوات تتعلق بالحرب في أفغانستان، ومن بينها عشرات المذكرات التي كتبها رامسفيلد.

الحرة - واشنطن

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.