انتخابات العراق المقبلة… هل تغيب عنها التحالفات السياسية؟
خشية من أنصار التظاهرات وما أفرزته احتجاجات تشرين، ولحسابات أخرى فرضتها الخارطة السياسية الجديدة، تمتنع أحزاب "الحرس القديم" في العراق أو ما يعرف بالأحزاب التي واكبت العملية السياسية منذ عام 2003 بعد تغيير النظام السابق، من إجراء مفاوضات مع بعضها لإنشاء تحالفات جديدة، استعداداً لخوض الانتخابات المبكرة.
وأعلنت المفوضية المستقلة للانتخابات، في الـ17 من كانون الثاني، 2021، تمديد فترة تسجيل التحالفات السياسية، وبعد يومين من هذا الإعلان، وعلى إثر اقتراح المفوضية ذاتها، أعلنت الحكومة العراقية تأجيل الانتخابات البرلمانية 4 أشهر، ليكون إجراؤها في 10 تشرين الأول 2021، وهو ما يتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لانطلاق احتجاجات تشرين.
وفي وقت لاحق، أعلنت المفوضية عن آخر موعد لتسجيل التحالفات والكيانات السياسية، قائلة إنه "بحسب الجدول الزمني لتنفيذ مراحل العملية الانتخابية، لانتخاب مجلس النواب العراقي ٢٠٢١ سيكون آخر موعد لاستقبال طلبات تسجيل التحالفات والكيانات السياسية الراغبة بالمشاركة في الانتخابات المقبلة هو العاشر من فبراير/ شباط ٢٠٢١".
استعداد لما بعد النتائج
يقول القيادي في تحالف الفتح (بزعامة هادي العامري رئيس منظمة بدر) غضنفر البطيخ إن "الحوارات بين القوى السياسية بشأن تشكيل التحالفات الانتخابية متوقفة"، رغم أن أمام الأحزاب السياسية 20 يوماً فقط لتسجيل تحالفاتها لدى مفوضية الانتخابات.
ويوضح البطيخ في حديث لموقع (ارفع صوتك) أن "الكتل السياسية تريد هذه المرة خوض الانتخابات بشكل منفرد، ليتم بعد إعلان النتائج تشكيل التحالفات".
من جانبه، ينفي القيادي في حزب الدعوة الاسلامية (بزعامة نوري المالكي) رسول راضي وجود أي حراك سياسي جديد لتشكيل تحالفات انتخابية.
ويقول راضي إن "هناك حراكاً أولياً ومبدئياً، بين عدد من زعماء القوى السياسية، لغرض تشكيل تحالفات سياسية ما بعد إعلان نتائج الانتخابات، لا لخوض الانتخابات، كما كان سابقاً"، مؤكدا أن "الترشيح سيكون (فردياً)، ولهذا كل كتلة سوف تشارك بمفردها، وما بعد الانتخابات ستعرف كل كتلة حجمها، وستكون هناك تحالفات سياسية جديدة".
وخلال مؤتمر صحفي، عقده بمنزل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أكد المتحدث باسم الأخير صلاح العبيدي أن "الحديث عن التحالفات السياسية في هذه الفترة أمر بعيد".
وبهذا فإن الفكرة باتت واضحة، بأن أطراف الحرس القديم لا تنوي التحالف مع بعضها مرة أخرى، ويعزو البعض هذه التغييرات إلى نتيجة وتأثير احتجاجات تشرين على الواقع السياسي في العراق.
الغلبة لمن؟
وتمكن محتجو تشرين من تنظيم أنفسهم اثناء اندلاع الاحتجاجات منذ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2019، بعد أن مورس بحقهم أقسى أنواع العنف، من استهداف بالرصاص الحي والقنابل الدخانية، ذهب ضحيتها نحو 700 قتيل وفقاً لإحصائيات رسمية، واعتقالات عشوائية، وفرض حظر للتجوال، وقطع الإنترنت لأيام.
هذا الإصرار، أرغم الاحزاب السياسية على إعادة النظر والحذر الشديد من أي خطوة جديدة نظراً لوجود رأي عام على أن الانتخابات المقبلة، ستكون آخر فرص النظام السياسي في عراق ما بعد 2003، وفقا لما ذكره النائب محمد الدراجي الذي كتب بتغريدة على ’’تويتر’’، في 2020/07/31، أن "الانتخابات المبكرة آخر فرصة لتغيير النظام السياسي بصورة طوعية".