شبهة "حواضن الإرهاب" .. المناطق المحررة بين القيل والقتل
سلسلة هجمات أوقعت مؤخرا عشرات القتلى والجرحى، شنها تنظيم داعش ضد المدنيين ومنتسبي القوات الأمنية بمحافظات عراقية عديدة، أعادت إلى الواجهة مجدداً "تهمة" تحول المناطق المحررة إلى "حواضن للإرهاب وخلاياه النائمة".
وأعلن رئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، مقتل "والي العراق ونائب الخليفة" في تنظيم داعش، المكنى "أبو ياسر العيساوي، في تغريدة نشرها في 28 يناير/ كانون الثاني.
بعدها بأيام أعلن الكاظمي أيضاَ، مقتل أبو حسن الغريباوي، قائد ما يسمى ولاية "جنوب العراق" في تنظيم داعش، وغانم صباح، المسؤول عن نقل الانتحاريين، في عمليتين أمنيتين نفذتا بإسناد طيران التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.
اتهامات حكومية
يقول كاظم الشمري، النائب في البرلمان العراقي، إن هناك "اتهامات من جهات حكومية" تطال سكان المناطق المحررة، بخصوص تحولهم إلى "حواضن لعناصر لتنظيم داعش".
ويضيف خلال حديثه لموقع (ارفع صوتك)، "لا يمكن لهذه الطريقة في التعامل مع سكان المناطق المدمرة بفعل الإرهاب أن تعيد الأمن بشكل كامل، يجب على القيادات الأمنية أن تدرك بأن دمج المواطن في الدولة، وزرع الشعور فيه بأنه جزء منها هو الحل الأمثل لتعزيز الثقة بين المواطن والقوات الأمنية، للحصول على المعلومات الكافية لملاحقة العناصر الإرهابية".
ويضيف الشمري أن محافظة نينوى التي شهدت معارك عنيفة لانتزاعها من مخالب التنظيم المتطرف تحتاج الى (15 مليار دولار لإعادة اعمارها وفقاً لبيانات رسمية)، محذرا "علينا أن نعترف. داعش لم ينته".
ويضيف النائب أن "سكان المناطق المحررة كانوا ضحايا تخاذل القوات الأمنية أيام سقوط مناطقهم بيد داعش، والآن هم يتعرضون بين الحين والآخر إلى عمليات إرهابية بسبب اخفاقات القيادات الأمنية في حفظ أمنهم وسلامة عوائلهم".
وفي شريط مصور، ظهر قائد عمليات محافظة الأنبار، اللواء الركن ناصر الغنام، وهو يتحدث في لقاء جمعه بشيوخ ووجهاء من المحافظة، عن حجم التضحيات التي قدمتها الأنبار أثناء سيطرة الإرهاب، وما تعرضوا له من عمليات قتل طالت أقرباءهم وأسرهم، وما لحق بهم من دمار في منازلهم وممتلكاتهم، قائلاً أثناء اللقاء إن "الإرهاب سيطلب رؤوسهم، إذا ما تمكن مرة أخرى من السيطرة على مناطقهم".
ودعا الغنام وجهاء المحافظة إلى "عدم التستر على المتهمين بالإرهاب"، متوعداً أيضاً "كل من يروج معاملات تعويضية لعوائل الإرهابيين بأن مصيره سيكون السجن".
وهم الحواضن
ويرى قائممقام قضاء الرمادي، بمحافظة الأنبار، إبراهيم العوسج، أن "هناك من يريد أن تبقى المناطق المحررة من تنظيم داعش، مدمرة وغير صالحة للحياة".
ويمضي العوسج متحدثاً لموقع (ارفع صوتك) عن الغرض من محاولة إبقاء "الإرهاب كوجه دائم للمناطق المحررة’’، هو "لإسكات أصوات المواطنين، والعمل على إبقائهم ضمن مستقبل مجهول، لا حياة فيه ولا خدمات".
ويؤكد قائممقام الرمادي (مركز محافظة الأنبار) في الوقت ذاته، أن "المحافظات المحررة ستقول كلمتها في الانتخابات المقبلة، وستعيد بناء نفسها"، مبيناً أن "مفردة بقاء المناطق المحررة حواضن للإرهاب، أكل عليها الدهر ومضى، فهي لم تكن يوماً حقيقة وليس لها أي صحة إلى الآن".
ويتابع، أن "هناك تصعيداً جديداً تقوده بعض الجهات ومنهم من أبناء جلدتنا، من خلال كيل التهم ضد مواطني المحافظات المحررة، بهدف ضرب أي محاولة للنهوض بواقعها، جراء التدمير الكبير الذي طالها بفعل معارك تحريرها من تنظيم داعش".
تقول النائبة عن محافظة صلاح الدين، كفاء فرحان حسين، "إنها مستغربة من التهم التي تطلق ضد أبناء المناطق المحررة، عبر بعض وسائل الإعلام ومن خلال شخصيات سياسية ومسؤولين ونواب".
وتتساءل كفاء حسين، خلال حديثها لموقع (ارفع صوتك)، بالقول إن "الأجهزة الأمنية كلها مرتبطة بمركز القرار في بغداد، وهي عبارة عن سلسلة مراجع، فلماذا كل هذه التهم التي يواجهونها أبناء المناطق المحررة بأنهم تحولوا إلى حواضن للإرهاب؟".
وتضيف النائبة "الأجهزة الأمنية بيدها كل شيء، وعليها فرض الأمن في المناطق المحررة، ومنع أي هجمات تشن من قبل عناصر تنظيم داعش"، مؤكدة أن "هناك خلل في السيطرة على بؤر داعش في المناطق المحررة وخصوصاً في محافظة صلاح الدين".
وتؤكد حسين أن "جبل حمرين الموجود في محافظة صلاح الدين، يمثل مركز انطلاق عناصر تنظيم داعش على المناطق المحررة، وبقية المناطق الأخرى".
وتشدد بقولها "من الجبل يضرب الموت والإرهاب المحافظة والمناطق الأخرى، لا توجد عمليات استباقية حقيقة لمنعه".
وتبين النائبة حسين بأن "الكثير من عناصر داعش في الجبل (حمرين) والجميع يعلم بذلك وعلى العمليات المشتركة التحرك العاجل للقضاء على وجودهم في الجبل".
وتتابع "المناطق المحررة تتعرض للظلم والإجحاف. تهم بلا دليل ضد مواطنيها وموازنة بلا تخصيصات تعيد بناء هذا الخراب".