حسين: هذه علاقاتنا مع أمريكا وإيران والاتفاق النووي
قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إنه يتوقع حدوث تغييرات في العلاقات بين إيران، جارة بلاده، والإدارة الأمريكية الجديدة موضحا أن أي تغيير من هذا القبيل يجب أن يوفر "رؤية واضحة" للجانبين.
وأوضح حسين، متحدثا لتلفزيون رويترز يوم الأربعاء 10 فبراير/ شباط، في أعقاب زيارته إلى طهران في الآونة الأخيرة، أنه بحث مع نظيره الإيراني الاتفاق النووي المُبرم في 2015 والذي قال إنه يرى أن أي تغيير فيه سيعتمد بشكل كبير على السياسات التي يضعها الجانبان، إيران وأمريكا، في سيرهما قدما إضافة إلى القوى الغربية المشاركة في الاتفاق.
وفيما يتعلق بالعلاقات العراقية الأمريكية قال حسين "إذن بالنسبة للقيادات العراقية، يكون سهل بالتواصل مع المسؤولين في واشنطن، والمسؤولون في واشنطن يفهمون الوضع العراقي بصورة أعمق من المسؤولين السابقين. فنتطلع أنه تكون هذه العلاقات جيدة علاقات طبيعية جيدة ولمصلحة البلدين وبناء علاقات في المجالات الاقتصادية، التعليمية، الطاقة، نحتاج إلى الدعم الأمريكي ودعم الدول الاخرى للعراق لبناء الاقتصاد. وأيضا إذا كانت هناك علاقات أمنية وعسكرية بين الطرفين، هذا سيكون ضمن إطار واضح واتفاق واضح ومحتمل نحتاج لمستشارين ومدربين أو التبادل في مجال المعلومات الاستخباراتية لمحاربة الارهابيين والدواعش".
وتحدث عن الوضع الأمني في العراق قائلا "تواجد الإرهابيين في الأراضي العراقية لا زال يشكل خطرا على الوضع الأمني ولكن مقارنة مع السابق، الوضع الأمني جيد جداً مقارنة مع سنوات 2015, 2016, 2017, 2014. وهناك فلول من القوات الإرهابية أو داعش في بعض الأماكن وخاصة في أطراف كركوك، في صلاح الدين، في صحراء الأنبار، في بعض الأماكن في محافظة نينوى، القوات العراقية والقوات الاستخبارية والمعلومات الاستخبارية تواجه هذه القوات ولكن عدم الاستقرار في سوريا وتواجد مجموعات عديدة من الإرهابيين في سوريا تؤثر على الوضع الأمني العراقي".
وفيما يتعلق بمحادثاته في طهران قال وزير الخارجية العراقي "جزء من النقاش كان له علاقة بالعلاقات الأمريكية الإيرانية. نناقش هذه المسألة لأن حالة التوتر بين واشنطن وطهران تؤثر إيجابياً وسلبياً، في هذه الحالة سلبياً، على الوضع السياسي العراقي. فلهذا يهمنا مناقشة العلاقات الأمريكية الإيرانية مع الإيرانيين أنفسهم ومع الأمريكان أيضاً".
وأضاف "هناك تغيير في واشنطن، الإدارة الجديدة تختلف عن الإدارة السابقة، فإذن نتوقع تغييرات في العلاقات. لكن بالنتيجة هذه التغيرات تتعلق بالسياسة الإيرانية تجاه واشنطن والسياسة الأمريكية تجاه إيران، وجزء من السياسة الإيرانية تجاه واشنطن وبالعكس تتعلق بالمشروع النووي والاتفاقية النووية. من المعلوم أن الأمريكان في عهد الرئيس ترامب انسحبوا من هذه الاتفاقية بما سبب مشاكل كبيرة بين الأمريكان والإيرانيين وبين مجموعة من الدول الغربية والإيرانيين".
وتابع حسين "سوف نرى كيف تتصرف هذه الدول جميعاً وإيران حول سياسة الإدارة الجديدة وكيف تطرح الإدارة الجديدة المسائل لحل هذه المشكلة. أعتقد الوقت مبكر بالنسبة للإدارة الجديدة لأن الإدارة الجديدة أيضا مهتمة بقضايا داخلية وتنظيمية في واشنطن والقضايا الأخرى، ولكن بالنتيجة يجب أن تكون الرؤية واضحة للجميع سواء في طهران أو واشنطن".
وجاءت تصريحات حسين بعد أيام فقط من قول المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي إن قرار طهران "النهائي الذي لا رجوع فيه" هو العودة إلى الامتثال للاتفاق فقط إذا رفعت واشنطن العقوبات عن الجمهورية الإسلامية.
لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال في بيان منفصل إن الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات لمجرد إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات.
وحول علاقات بلاده مع طهران قال الوزير العراقي "العلاقات العراقية الإيرانية، أولاً إيران دولة جارة ولدينا علاقات في المجال التجاري، المجال الاقتصادي، مجال الطاقة، الكهرباء، وهناك تاريخ بيننا، ثقافة بيننا، جغرافيا بيننا، هذه العلاقات كلها موجودة ولكن هناك أيضاً بعد نقاط الخلاف. وهذه نقاط الخلاف نحن نحاول الحديث حول طرحها بصراحة مع الجارة الإيرانيين وأعتقد العلاقات في المراحل القادمة ستصل إلى مستوى آخر، لأن ما نطرحه هو أن تكون العلاقات بين دولة ودولة".
وتابع حسين "لا يمكن للعراق أن يخضع لدولة أخرى حتى ولو كانت هذه الدولة صديقة جارة، العراق يجب أن يكون القرار بيد العراقيين ويُصاغ القرار في العراق ويُصنع القرار في العراق ويُتخذ في العراق".
وفيما يتعلق بتركيا قال فؤاد حسين "إحدى هذه المسائل لها علاقة بقضية المياه ومنبع المياه ومسألة السدود وحصة العراق من المياه. هذه المناقشات مستمرة مع الجانب التركي، وسوف يكون قريبا زيارة للسيد وزير الخارجية التركي إلى بغداد للاستمرار بهذه الحوارات حول قضايا مختلفة، سواء القضايا الحدودية أو الأمنية أو قضية الماء، بالإضافة إلى طبعاً التبادل التجاري، قضية الطاقة، العلاقات المختلفة".
وأضاف "تركيا أيضاً دولة جارة ونحتاج ونؤكد على بناء علاقات جيدة مع الجارة تركيا وسوف نستمر في الحوار مع تركيا حول مختلف المواضيع".
وفيما يخص الوضع السياسي الداخلي في العراق قال الوزير لرويترز "من الصعوبة أن تتحدث عن المستقبل السياسي ولكن نتائج الانتخابات سوف تقرر أي حزب، أي فئة، ستلعب دوراً أكبر في السياسة المستقبلية العراقية، فنترك هذا للمواطنين العراقيين فهم أصحاب الحق وهم أصحاب القرار".