العراق

عصير الزبيب مع النعناع.. مشروب رمضان المميز في الموصل

22 أبريل 2021

"ليس هناك إفطار رمضاني بدون شربت زبيب"، هكذا يقول إبراهيم الحمداني، صاحب محل شربت زبيب طه الشهير في الموصل بينما يشرف بدقة على العاملين معه وهم يحضرون المشروب الذي تشتهر به المدينة الواقعة في شمال العراق.

ويوضح الحمداني أن شربت أو عصير الزبيب لا تخلو منه مائدة إفطار في الموصل طوال الشهر، مشيرا إلى أن الطلب يرتفع جدا على هذا المشروب خلال رمضان.

وقبل أن يبدأ العملية الطويلة لتصنيع عصير الزبيب بالنعناع قبل سكبه في أكياس تمهيدا لبيعه للزبائن قال الحمداني إن الصائم يريد أن يستعيد السكر الذي فقده جسمه أثناء الصيام.

وورث الحمداني محله هذا عن جده، ويقول إنه لم يطرأ تغير يُذكر على طريقة تصنيع عصير الزبيب منذ ذلك الحين.

ووسع عمله بعض الشيء فأصبح يعمل معه حاليا نحو 15 عاملا في المحل وغيرهم يتولون التوزيع في فروع عديدة بأنحاء الموصل.

وأضاف الحمداني "أنا قبل ما أخلق ع الدنيا (يعمل) جدي بالشربت. يعني هاي صار لها فوق السبعين ثمانين سنة، الله أعلم، (طريقة صنع العصير) نفسها نفسها".

ويقول عمر فاروق، العامل بمحل شربت زبيب طه، "المحل اللي يصنع الزبيب، إحنا نشتغل تقريبا حسبة 14، 15 (شخص)، يعني 15 عائلة عايشين من هذا المحل".

ويحصل المحل على إمدادات الزبيب محليا حيث تأتي كميات كبيرة منه من جبال كردستان العراق القريبة إلى الموصل، ويقول الحمداني إن له زبائن من جميع أنحاء العراق.

وقال كفاح الشيخ علي، وهو صاحب ميني ماركت ومن بين موزعي شربات زبيب طه، لتلفزيون رويترز "هو مهم إن عنده مشروبات أخرى، رمان وهذا، بس إحنا نحكي ع الزبيب، الزبيب يعني الدرجة الأولى".

ويضيف البائع كفاح، "يعني أنا كبايع يمكن أبيع لي 100 كيس زبيب مقابل 30 برتقال، 10 رمان، 5 ليمون. فالزبيب هو مادة أساسية لأنه يحتوي على مواد مهمة جدا للجسم وللصحة وكذلك هو منعش في الشرب".

وفيما يتعلق بأثر جائحة كورونا على عمل المحل قال عمر فاروق، العامل في محل عصير الزبيب، "طبعا هو وباء كورونا أثّر ع العالم كله، بس هسه (الآن) شوية أحسن من هذيك السنة (العام الماضي)، هديك السنة كان فد مرة الوباء منتشر والشغل ضعيف، هسه لا شوية أرقام الشغل أحسن".

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.